أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأحد، أن الأردن لن يقبل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مشددًا على الموقف الثابت للمملكة في دعم الشعب الفلسطيني ورفض السياسات الإسرائيلية التصعيدية.
موقف ثابت تجاه فلسطين والقدس
وقال الملك عبد الله الثاني، في خطاب العرش خلال افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، إن الأردن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، مضيفًا: "نقف أمام الكارثة التي يعيشها أهلنا في غزة الصامدون، ونقول لهم: سنبقى إلى جانبكم بكل إمكانياتنا، وقفة الأخ مع أخيه".
وأوضح أن الأردن مستمر في إرسال المساعدات الإغاثية والطبية إلى قطاع غزة دعمًا للأهالي المتضررين من الحرب، مؤكدًا أن موقف الأردنيين تجاه القضية الفلسطينية "راسخ لا يلين، تمامًا كوطنهم".
الوصاية الهاشمية على المقدسات
وشدد الملك على أن الأردن يواصل أداء دوره التاريخي في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، قائلًا:
> "انطلاقًا من دور المملكة التاريخي تجاه القدس الشريف، نواصل بشرف وأمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات".
التنمية الداخلية وتحديات المرحلة
وفيما يخص الشأن الداخلي، أشار الملك عبد الله الثاني إلى أن الأردن استطاع النمو وتجاوز الأزمات رغم التحديات الإقليمية والاقتصادية التي واجهها، مضيفًا أن "الطريق ما يزال طويلًا ويتطلب المزيد من العمل لخدمة الوطن والمواطن".
وأكد الملك على ضرورة الاستمرار في مسيرة الإصلاح والتطوير الإداري والخدمي حتى يلمس المواطن نتائج التحسينات في حياته اليومية، قائلًا: "لا مجال للتراخي، وعلينا أن نواصل العمل بروح المسؤولية".
واختتم العاهل الأردني كلمته بالتأكيد على صلابة الموقف الأردني عبر العقود، قائلاً إن الأردن "بقي قويًا رغم ما شهدته المنطقة من حروب ونزاعات وأزمات اقتصادية".
خلفية عن الأزمة الفلسطينية والأردنية
تأتي تصريحات العاهل الأردني في ظل تصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية، حيث يشهد الضفة الغربية وقطاع غزة تصعيدًا في الصراع مع إسرائيل، بما في ذلك عمليات اقتحام واعتقالات واسعة وقصف جوي أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
يعد الأردن طرفًا رئيسيًا في القضية الفلسطينية، لما له من حدود مشتركة مع الضفة الغربية ولأهمية القدس الشريف بالنسبة للمملكة بوصفها الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية وفقًا للاتفاقيات التاريخية مع المجتمع الدولي.
على مدى عقود، لعب الأردن دور الوسيط السياسي والدبلوماسي في محاولة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي ودعم صمود الفلسطينيين، سواء عبر المساعدات الإنسانية أو دعم جهود السلام. وتشير التصريحات الأخيرة للملك عبد الله الثاني إلى رفض المملكة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مؤكدًا على موقف الأردن الثابت تجاه حقوق الفلسطينيين وحقهم في العيش بأمان وكرامة.














0 تعليق