يشهد عيد ديوالي لهذا العام انتشارًا واسعًا للاحتفالات خارج الهند، إذ امتدت أضواء المهرجان إلى مدن في ميانمار وسريلانكا، حيث شاركت الجاليات الهندوسية المقيمة هناك في فعالياتٍ مبهرة أبرزت طابع العيد الروحي والثقافي.
احتفالات تتجاوز الحدود
في العاصمة السريلانكية كولومبو، ازدانت المعابد والشوارع بألوان الزهور والمصابيح الزيتية، بينما نظمت الجمعيات الثقافية عروضًا موسيقية ورقصات تقليدية جسدت رمزية النور الذي ينتصر على الظلام.
وفي ميانمار، شهدت مدينة يانغون أكبر تجمع للجالية الهندوسية منذ سنوات، حيث أُقيمت الصلوات الجماعية وتوزيع الحلويات التقليدية وسط أجواء من البهجة والوحدة.
ديوالي جسر ثقافي
لم يعد ديوالي مجرد مناسبة دينية، بل أصبح منصة للتقارب بين الثقافات الآسيوية، إذ شارك في الاحتفالات عدد من السكان المحليين من غير الهندوس الذين أبدوا إعجابهم بالطقوس الهندية وما تحمله من معانٍ للسلام والصفاء والتجدد الروحي.
ويؤكد مراقبون أن هذه المشاركة المتزايدة تعكس روح التسامح التي تميز المجتمعات في جنوب آسيا.
السياحة الروحية في ازدهار
بالتزامن مع توسع نطاق الاحتفالات، يشهد قطاع السياحة في المنطقة نموًا لافتًا، حيث ارتفعت حجوزات السفر إلى الهند خلال موسم ديوالي بنسبة تفوق 60% مقارنة بالعام الماضي.
ويشير خبراء السياحة إلى أن المهرجان أصبح أحد أبرز عوامل الجذب في آسيا، إذ يسعى المسافرون إلى خوض تجربة روحية وثقافية فريدة تجمع بين الطقوس الدينية والأجواء الاحتفالية.
من نيودلهي إلى كولومبو
الهند بدورها تستثمر هذا الاهتمام العالمي بتوسيع برامجها السياحية وتسهيل إجراءات التأشيرات للمسافرين خلال موسم الأعياد.
وفي المقابل، بدأت سريلانكا وميانمار في الترويج لديوالي كفعالية سياحية مشتركة مع الجالية الهندوسية، لتأكيد الروابط التاريخية والثقافية مع شبه القارة الهندية.
رمزية العيد في زمن التحديات
يرى رجال الدين والمفكرون أن ديوالي هذا العام يحمل بعدًا أعمق، إذ يأتي في ظل توترات سياسية واقتصادية تعصف بالمنطقة، ما يجعل رسالته حول الأمل والنور والسلام أكثر أهمية من أي وقت مضى، فالاحتفال بالنور – كما يؤكدون – هو احتفال بالحياة وبالقدرة على تجاوز العتمة مهما اشتدت.
تُظهر البيانات الحديثة أن ديوالي أصبح حدثًا عالميًا يحظى باهتمام متنامٍ في مدن مثل لندن وسنغافورة ودبي، حيث تُقام فعاليات ضخمة بمشاركة المغتربين الهنود والسكان المحليين.
هذا الامتداد العالمي يعزز مكانة المهرجان كأحد أبرز رموز الهوية الهندية في الخارج وكجسر للحوار بين الشعوب.
0 تعليق