ابتهال الشايب: بعض النقاد يراعون مشاعر الكاتب ويضرونه في الوقت نفسه

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يظل  النقد الأدبي أحد الأعمدة الأساسية في تطور المشهد الثقافي، غير أن حضوره في الساحة المصرية والعربية بات مثيرًا للجدل، إذ تحوّل في كثير من الأحيان من أداة تحليل وإضاءة إلى مساحة للمجاملة أو التجاهل.

في هذا السياق، تحدثنا الكاتبة الروائية ابتهال الشايب عن أسباب أزمة النقد في المشهد الأدبي الراهن، وكيف أصبح بعض النقاد أسرى الأهواء والعلاقات الشخصية، في حين يتجنّب كثيرون مواجهة الكتّاب بأخطاء أعمالهم خوفًا من الصدام أو رغبة في الحفاظ على الود.

وقالت الكاتبة الروائية والمترجمة ابتهال الشايب، النقد الأدبي الأكاديمي ما زال موجودًا، لكنه يظهر بطرق مختلفة. فكل ناقد له ذائقته الخاصة وميوله ومبادئه التي يتمسك بها. 

النقد بين المجاملة والموضوعية 

اشارت الشايب الى أن هناك ناقد يميل إلى الاهتمام بدراساته والحصول على الجوائز، وآخر يهتم فقط بكتاب بعينهم، ربما حاصلين على جوائز كبيرة أو كتّاب شباب، وآخر يفضّل الكتابة عن كتّابٍ من خارج مصر بعضهم موضوعيٌّ، وبعضهم يفضّل الكتابات الكلاسيكية أو الحديثة. 
والكثير منهم لا يريدون مواجهة الكاتب بعيوب عمله الأدبي، وهنا تكمن الأزمة؛ إذ يفضّلون الصمت أو التغاضي عن تلك العيوب، بالرغم من أن أهمية النقد – بالنسبة للكاتب – تكمن في تحليل العمل تحليلًا كاملًا، لا في تناول المميّزات فقط.

هم يراعون مشاعر الكاتب ويضرونه في الوقت نفسه؛ لأن كثيرًا من الكتّاب لا يريدون سماع عيوب أعمالهم الأدبية، وتلك أزمة أخرى.

النقد كرسالة 

أوضحت الشايب أما بالنسبة لي، فأنا أفضّل النقد الموضوعي؛ إذ إنني دومًا في حاجة إلى الفهم والتعلّم. فالنقد رسالة مثل الكتابة تمامًا، وله أساليب معتدلة في طرح الأفكار ومناقشة عيوب العمل دون جرح شعور الكاتب أو مسّ كبريائه. وليس معنى أن يكون هناك كاتبٌ معروفٌ أو حاصلٌ على جوائز عديدة ألا تُنتقد أعماله؛ بل على العكس، فكلما ازداد الكاتب شهرةً وتقديرًا، ازدادت حاجته إلى النقد وسماع الآراء لا إلى المجاملات. وهذا – للأسف – لا يحدث في مصر على الإطلاق. نحن جميعًا في حاجة إلى سماع رأيٍ آخر، ورؤيةٍ مختلفة، وطريقٍ نستطيع السير عليه.

هناك من يناقش العمل كي يُحطِّم صاحبه تحطيمًا كاملًا دون مراعاة لأي شيء

ولفتت الى ان أما بالنسبة للكتّاب المهتمين بالنقد، فالكثير منهم مخلصون لهذه العملية، خاصة إذا كانوا سيناقشون العمل في ندوةٍ ما، لكن بعضهم لا يقرأ العمل كاملًا، وربما يكتفي بقراءة صفحاته الأولى، فإذا وجد عنصرًا يمكنه التحدث عنه اختاره ليناقشه، متجاهلًا بقية عناصر العمل، وهناك من يناقش العمل كي يُحطِّم صاحبه تحطيمًا كاملًا دون مراعاة لأي شيء.

وختمت الشايب حديثها في النهاية، ليس هناك عملٌ كامل، نحن في حاجة إلى الصراحة والإخلاص في التناول، وفي حاجة إلى الاهتمام بدور النقد كأداةٍ لتحسين مستوى الكتابة، لا كوسيلةٍ لتحقيق مكاسب مادية أو مصالح معينة، على الناقد أن يتحرر من أنانيته، وأن يساعد الكاتب بطرقٍ لائقة ومفيدة، دون تمييز.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق