في كل دورة من دورات معرض القاهرة الدولي للكتاب، تتجدد الآمال وتتسع دائرة التطلعات لدى المثقفين والكتاب والفنانين والنقاد والناشرين، الذين يرونه أكثر من مجرد تظاهرة ثقافية؛ إنما مرآة للمشهد الفكري المصري والعربي، ومنصة لتجديد الحوار بين الإبداع والجمهور.
ومع اقتراب الدورة المقبلة، تكثر الأمنيات وتتبلور الاقتراحات في محاولة لصياغة تصور أكثر شمولا لمعرض يليق بتاريخ مصر الثقافي، ويستجيب لتحديات الفترة الحالية بما تحمله من تحديات.
معرض القاهرة الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية تنتظر إدارة أكثر تنظيمًا ورؤية أكثر اتساعًا
وفي هذا الصدد، تحدث الشاعر الباحث، مؤمن سمير، في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، وقال لربما كان معرض القاهرة الدولي للكتاب من الأحداث القليلة التي لم يختلف الجميع من كل الفئات والتوجهات الفكرية والفنية وكذا الجمهور القارئ أو المهتم أو المتورط أو العادي، على مركزيتها وأهميتها في صنع حالة ثقافية تشبه التظاهرة أو العيد السنوي للثقافة لهذا ننتقل سريعا للمطلوب من إدارة المعرض عمليا وإجرائيا لتسهيل أداء هذه التظاهرة.
وأوضح “سمير”: فمثلا في السنوات السابقة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، تم تفعيل تطبيقات تخص تسهيل البحث عن الدور والكتب وتم تجاهل ما يخص النشاط الفكري والإبداعي، والحاصل أن المشاكل التقنية التي تبدت في التعامل مع هذه التطبيقات صعبت الأمر على الكثيرين.
وإذا دخلنا فعليا للمعرض كمكان يصنع الحالة، نجد أنه من الممكن وضع لوحات أمام كل سراي عرض توضح رقم كل دار بدلا من سؤال المتطوعين والجري خلفهم وكذلك ياحبذا لو كانت هناك لوحات ألكترونية تستقبل الجمهور تتغير يوميا توضح برنامج المعرض والأنشطة وأماكنها.
ندوات معرض القاهرة الدولي للكتاب بلا جمهور لهذه الأسباب
وأضاف “سمير”: هناك أمر آخر يخص الفعاليات، وهو تركيز أماكن الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية في الدور العلوي من كل سراي دون لوحات إرشادية في الأدوار السفلية ما يجعل الحضور يقتصر على المثقفين والمبدعين فقط وهو ما يتنافى مع غرض هذه الندوات وهو نشر وتوسيع دوائر وحلقات المعرفة والإبداع.
وهناك أمر آخر أساسي هو اختيارات ضيوف معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث ظل الانطباع لفترات طويلة أن هذه الاختيارات غالبا ما تعبر عن توجه واحد وهذا لأننا نسند الأمور دائما لأشخاص وليس للجان تصنع بتنوعها الاتساع والرحابة.
ولفت "سمير" إلي: بالنسبة لدور عرض الكتاب يكون التعجب دائما هو حالنا من توزيع الدور الحكومية بالأساس، وكذا بعض الدور الخاصة، على أكثر من سراي عرض فيتعب المواطن ويجهد.
مشكلة مواصلات المعرض
وإذا كانت المواصلات الموصلة للمعرض متنوعة وكثيرة ومن كافة الأماكن في الحقيقة لكن المشكلة تظهر في رحلة الإياب حيث نجد منظرا صعبا ولا يليق أمام البوابات فالزوار يركضون بحمولاتهم خلف الباصات والميكروباصات دون تنظيم من رجال المرور والأمن.
وإذا سألنا بعض أصحاب الدور العربية والأجنبية عن سبب ارتفاع أسعار الكتب لانجدإلا جوابا وحيدا وهو أن أسعار حجز مساحات عرض كل دار مرتفعة جدا بالإضافة إلى ارتفاع مصاريف سفر الكتب والجمارك وما سوى ذلك وهو ما يتسبب في تحميل المتعاملين معهم هذه التكاليف وهي أمور بصراحة لا نستطيع أن نعرف من نخاطب بصددها..
0 تعليق