أسئلة إلى الكابتن محمود الخطيب

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قبل أسبوعين من مباراة السوبر الإفريقي، قلت لصديقي الذي يتابع معي عادة مباريات فريقنا المحبوب، الأهلي، إننا سنخسر اللقب لصالح الزمالك وإن هذه المباراة ستكون سببًا في الإطاحة بمجلس محمود الخطيب.

كل إرهاصات الإخفاق كانت متوفرة، مقدّمات بعيدة المدى ومقدمات قصيرة المدى وشت بالمآل الذي وصلنا إليه، ولا أعرف الحقيقة كيف لم يرها مجلس إدارة الأهلي، أو ربما يكون قد رآها وقرر أن يتجاهلها لأنه هو صاحب الرصيد الأكبر في خلق تلك المقدمات التي أدت للإخفاق.

نحن كأهلاوية، نتمنى أن نعرف يقينًا ما هو دور لجنة التخطيط في النادي؟ هل يفعلون شيئًا بالفعل؟ هل يتمتعون أصلًا بالكفاءة للعب هذا الدور؟ وأرجو من كل من سيتصدى للإجابة عن هذا السؤال أن يضع في حسبانه حقيقة أنه "ليس كل من لعب كرة القدم يمكنه أن يحلل أو يخطط أو يدرب أو يقيم لاعبًا".

ثم بالله يا كابتن بيبو، كيف لم تر وأنت النجم الكبير، أن قائمة الأهلي للمباراة محدودة وتعاني من نقص كبير؟ كيف لم تر أن كولر ذهب إلى السعودية بمهاجم واحد، هو وسام أبو علي، في حين أن المهاجم الثاني أوشك على نسيان كرة القدم بعدما زرعه كولر على دكة البدلاء لشهور حتى اكتأب وذبل وتدهور مستواه المهاري والبدني؟ كيف لم تروا أننا سافرنا إلى السعودية بظهير أيسر واحد هو يحيى عطية الله – هل يكره كولر كريم الدبيس؟ -، وأنه لو أصيب أو طُرد كنت ستضطر لإشراك لاعب الوسط المدافع كوكا مكانه، لتوغل أكثر في كرة القدم التجارية الرديئة الجبانة التي قدمها كولر ليستمر الخواجة السويسري في ثقافة "أنتش وأجري" وهو صاحب مقولة "ليس هناك فريق في إفريقيا يستطيع تعويض التأخر أمام الأهلي"..

كيف يا كابتن بيبو لم تر أن رأسمال الزمالك يتركز في خط وسطه، حيث يمتلك لاعبين "بيمسكوا كورة"، مثل عبد الله السعيد وناصر ماهر والمصاب أحمد حمدي، بينما لا يمتلك خط وسط الأهلي لاعب بهذه المواصفات سوى إمام عاشور الذي كلما طال شعره قصر نَفَسه وهو يحتاج إلى وقفة صارمة لوضع حد لتدهور مستواه؟ إذا لم تر هذه الحقيقة قبل المباراة، ولم تسع لعلاجها بجلب عنصر يضمن لك التفوق أو مقارعة وسط المنافس وهو التونسي محمد علي بن رمضان، فهذه كارثة يا كابتن بيبو.

ثم ما قصة بن رمضان نفسه يا كابتن؟ ألم نتعثر في هذه الحفرة نفسها العام الماضي عندما بقينا لأشهر نفاوض الفريق الكوري للظفر بخدمات البرازيلي سوزا – لاحظ أنه اختيار كولر الذي بدأت أشك في اختياراته وموديست يشهد – وما أعرفه يا كابتن بيبو أن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين، إلا أنك، مضيت وبمنتهى اليقين والثبات إلى ذات الحفرة، وأطلقت أمير توفيق وهو صاحب سجل حافل بالإخفاقات، ليكرر نفس الغلطة! وهذا أمر عجيب يا كابتن!

هل تجد صعوبة في توفير السيولة اللازمة لإتمام الصفقة؟ حسنًا، إليك كيف حل المنافس هذه المشكلة: ببساطة، لقد وضعوا في مركبهم رجلًا زملكاويًا مخلصًا ومقتدرًا ماديًا وهو الكابتن حسين السيد، من ناحية له دور إداري، ومن ناحية أخرى له دور تمويلي. فماذا فعلت أنت مع الأهلاوي المخلص المقتدر ماديًا ياسين منصور وهو واحد من بين قلائل كان بوسعهم أن يحلوا لك أزمة السيولة الدولارية؟ 

بلاش.. لماذا أطحت بسيد عبد الحفيظ يا كابتن بيبو؟ هل كنا نرى صراعات اللاعبين على جائزة رجل المباراة أو التكالب على الظفر "بلقطة" أمام المدرجات وتقمّص شخصية الكابو كما حدث في الموسم الذي أداره كابتن خالد بيبو؟ هل كنا سنرى حسين الشحات وكهربا يسجلان فقرات دعائية للمباراة قبلها بـ 24 ساعة بينما سبقك المنافس إلى هناك وعسكر لك؟

أنا أعرف أنك قابع هناك في عليائك، منفصل عننا نحن مشجعي الأهلي العاديين المنتشرين في البيوت والشوارع والمقاهي، وربما لن يتاح لشخص مثلي أن يلتقيك في مناسبة ما، لأنني حينها سأسألك سؤالًا واحدًا ظل يشغل بالي منذ سنوات: أيهما أكثر كفاءة يا كابتن أمير توفيق أم هيثم عرابي؟ وربما أضيف سؤالا آخر: "لماذا أبعدتم هيثم عرابي أصلا"؟

هل تعرف يا كابتن كيف يمكن للمحللين أن يصفوا القائد الذي يُبعد أهل الكفاءة والخبرة لحساب أهل الحظوة والثقة؟ هل تذكر في التاريخ المصري القريب حوادث شبيهة انتهت "بنكسات" وكوارث؟ أظن أنك تذكر. وأظن أنك تعرف يقينًا أنك تستنسخ هذا الخطأ بمنتهى التفاني والإخلاص والطمأنينة، كأنه نذر. وأظن أنك تعرف يقينًا أن هناك بين الأهلاوية كوادر شديدة الكفاءة لدرجة مذهلة، لكنك لا تراهم أو تتعامى عنهم، لصالح أبناء جيلك ورفاق دربك. وهذه غلطة مميتة.

 

أما أنت يا سيد كولر، فأعتقد أنك بحاجة لمقال لك وحدك، لأنك ارتكبت في المباراة كل الأخطاء التي يمكن أن تؤدي إلى الهزيمة، بل ومن قبل المباراة، وسيكون لنا معك وقفة.

  

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق