افتتحت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، واللواء الدكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، المرحلة الرابعة من مشروع مزرعة وقف الدكتور مصطفى محمود الخيري لزراعة النخيل شمال مدينة الخارجة، في جولة ميدانية استهدفت متابعة مشروعات التنمية ودعم الأسر الأولى بالرعاية وتعزيز مشروعات الحرير الطبيعي والتمكين الاقتصادي للفئات الأكثر احتياجًا.
وقف نخيل خيري على 200 فدان لخدمة الأسر الأولى بالرعاية
جاء افتتاح المرحلة الجديدة ضمن مشروع وقف نخيل خيري يقام على مساحة ٢٠٠ فدان، يضم حتى الآن نحو ١١ ألف فسيلة نخل، في إطار شراكة ممتدة بين وزارة التضامن الاجتماعي ومحافظة الوادي الجديد وجمعية الدكتور مصطفى محمود، بهدف إنشاء نموذج متكامل لـ وقف نخيل يخصص عائده لخدمة الأيتام والأسر الأولى بالرعاية في المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية
وتتيح مزرعة وقف نخيل فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المحافظة، مع الاعتماد على نظم الري الحديث والطاقة الشمسية وفق ما جرى تطبيقه في المراحل الأولى للمشروع، بما ينسجم مع توجه الدولة نحو الزراعة المستدامة في الوادي الجديد والاستفادة من المقومات البيئية والمناخية الفريدة للمحافظة.
مايا مرسي: نموذج لوقف نخيل يضمن تمويلًا مستدامًا للخدمات الاجتماعية
وخلال الجولة، اطلعت الدكتورة مايا مرسي على مكونات مزرعة وقف نخيل الخيري، مؤكدة أن المشروع يمثل نموذجًا متطورًا للوقف الأهلي المنتج، حيث يوفر تمويلًا مستدامًا لأنشطة الجمعية، ويساعد على توسيع مظلة برامج التكافل الاجتماعي والخدمات الموجهة للفئات الأولى بالرعاية على أرض الوادي الجديد.
وأشارت وزيرة التضامن إلى أن تعظيم عائد وقف نخيل عبر الإدارة الاقتصادية الجيدة، يخفف الأعباء المالية عن موازنة الدولة، ويفتح المجال أمام شراكات أكبر مع مؤسسات المجتمع المدني في ملفات الدعم النقدي، والرعاية الصحية والتعليمية، ومشروعات التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب، ضمن منظومة التكافل الاجتماعي التي تشهد توسعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة.
تفقد وحدة لإنتاج الحرير الطبيعي بقرى بشائر الخير
وفي سياق متصل، تفقدت الدكتورة مايا مرسي ومحافظ الوادي الجديد وحدة إنتاج الحرير الطبيعي التابعة لمؤسسة التكافل الاجتماعي بقرى بشائر الخير، والتي تضم مزرعة توت على مساحة ١٠ أفدنة، ومعملًا لتربية دودة القز وإنتاج الشرانق، في إطار المشروع القومي لتوطين صناعة الحرير الطبيعي في مصر وتعزيز التمكين الاقتصادي للأسر محدودة الدخل.
وتسهم وحدة الحرير الطبيعي في تدريب المستفيدين على تربية دودة القز وإدارة دورة الإنتاج، تمهيدًا للتوسع في الصناعات القائمة على الحرير الطبيعي مثل النسيج اليدوي، والسجاد والفركة، بما يخلق فرص عمل جديدة ويربط بين مشروعات التكافل الاجتماعي وبرامج الحماية الاجتماعية التي تقودها الوزارة على مستوى الجمهورية.
الوادي الجديد محور رئيسي للمشروع القومي للحرير الطبيعي
خطوة افتتاح وحدات إنتاج الحرير الطبيعي في الوادي الجديد تأتي متسقة مع التحركات الحكومية الأوسع لإنشاء مراكز متكاملة لإنتاج الحرير الطبيعي في المحافظة، كنواة للمشروع القومي لتوطين صناعة الحرير في مصر، مع تجهيز معامل إنتاجية متطورة بالتنسيق بين وزارات الزراعة والتنمية المحلية والتخطيط والتضامن، وفق المعايير الدولية.
ويستهدف المشروع القومي للـ الحرير الطبيعي تقليل فاتورة الاستيراد وتوفير خامات محلية عالية الجودة للصناعات النسيجية، إلى جانب توفير دورات تدريبية للفلاحين والشباب لزيادة أعداد مربي دودة القز ودمجهم في منظومة الاقتصاد الأخضر، بما يعزز من مكانة الوادي الجديد كمركز واعد لصناعات القيمة المضافة المرتبطة بالزراعة والصناعات الريفية. وقف نخيل وصناعة الحرير على خريطة التنمية
تاريخيًا، برزت محافظة الوادي الجديد كأحد أهم الأقاليم المستهدفة بالتوسع في مشروعات الوقف الخيري الزراعي، حيث شهدت خلال عام ٢٠٢٣ افتتاح مزرعة كبيرة لوقف النخيل تابعة لجمعية الدكتور مصطفى محمود على مساحة ٢٠٠ فدان، خصص عائدها لرعاية الأيتام والأسر الأكثر احتياجًا، مع تطبيق نظم ري حديثة واستخدام الطاقة الشمسية في تشغيل الآبار
وفي موازاة ذلك، دفع الاهتمام الحكومي بإحياء صناعة الحرير الطبيعي إلى إطلاق مبادرات متتالية منذ ٢٠٢٢ لتوطين هذه الصناعة في عدد من المحافظات، من خلال دعم مزارع التوت، وتمويل معامل تربية دودة القز، وإنشاء مصانع لإنتاج الحرير الطبيعي والمنسوجات المرتبطة به في محافظات مثل قنا والوادي الجديد، في إطار رؤية تستهدف تعظيم دور الاقتصاد الريفي والصناعات صديقة البيئة، وتعزيز شبكات التكافل الاجتماعي عبر مشروعات إنتاجية مستدامة.
0 تعليق