أجرى قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم السبت ٢٢ نوفمبر المقابلة العامة اليوبيلية مع المؤمنين وذلك في ساحة القديس بطرس.
وتحدث إلى المؤمنين والحجاج في بداية تعليمه عن كون التواجد في روما اليوم بالنسبة لكثيرين منهم تحقيقا لرغبة كبيرة، وأضاف أن بالنسبة لمن يعيش حجا ويصل إلى الغاية من الهام تذكُّر لحظة اتخاذ القرار.
وتابع الأب الأقدس أن في البداية يتحرك شيء ما داخلكم ربما بفضل كلمة أو دعوة من شخص آخر، وهكذا فإن الرب ذاته هو مَن أمسك بأياديكم، قال البابا للحجاج، حيث كانت هناك الرغبة ثم جاء القرار، وبدون هذا ما كان لكم أن تكونوا هنا، أضاف الأب الأقدس مشددا على أهمية تذكُّر هذا.
ثم أشار البابا لاوُن الرابع عشر إلى أهمية ما استمعنا إليه في القراءة من إنجيل اليوم: "ومَن أُعطِيَ كثيراً يُطلَبُ مِنهُ الكَثير، ومَن أُودِعَ كثيراَ يُطالَبُ بِأَكثَرَ مِنه" (لو ١٢، ٤٨). وتابع الأب الأقدس أن هذه الكلمات قد قالها يسوع للتلاميذ القريبين الذين كانوا معه بشكل أكبر. وأضاف قداسته أننا نحن أيضا قد نلنا الكثير من المسيرة التي عشناها حتى الآن، فقد كنا مع يسوع ومع الكنيسة، وإن كانت الكنيسة جماعة لها حدود بشرية، وهكذا فإن يسوع ينتظر منا الكثير، قال البابا مضيفا أن هذه هي علامة ثقة ومحبة، فيسوع ينتظر منا الكثير لأنه يعرفنا ويعلم أن لدينا الإمكانية.
لقد جاء يسوع ليحمل النار، ليحمل في الأرض نار محبة الله وفي قلوبنا نار الرغبة، قال الأب الأقدس وتابع أن يسوع ينزع عنا بهذه الطريقة السلام إذا اعتبرنا السلام سكينة خاملة، ولكن ليس هذا السلام الحقيقي، أضاف البابا. وتابع أننا نريد في بعض الأحيان أن نُترك في سلام، ألا يزعجنا أحد، ألا يكون هناك وجود بعد للآخرين. ليس هذا سلام الله، فالسلام الذي يحمله يسوع هو كما النار ويطلب منا الكثير، يطلب منا في المقام الأول أن نتخذ موقفا، أمام الظلم واللامساواة وحيثما تداس الكرامة البشرية ويُحرم الضعفاء من الكلمة. وواصل البابا لاوُن الرابع عشر أن الرجاء هو اتخاذ موقف، أن نرجو يعني أننا ندرك في القلب ونُظهر في الأفعال أن الأمور لا يجوز أن تستمر كما سبق. هذه أيضا هي نار الإنجيل الصالحة، أضاف الأب الأقدس.
هذا وأراد قداسة البابا في تعليمه تذكُّر مَن وصفها بامرأة أمريكية كبيرة صغيرة، دوروثي داي التي عاشت في القرن الماضي. وقال إنها كان لديها نار في الداخل وقد اتخذت موقفا، فقد رأت أن نموذج التنمية في بلدها لم يوفر للجميع الفرص ذاتها، وأدركت أن الحلم كان لكثيرين كابوسا، وأنها كمسيحية عليها أن تعمل من أجل العمال والمهاجرين ومن يُقصيهم اقتصاد يَقتل.
وتابع قداسة البابا أن دوروثي داي قد أخذت تكتب وتخدم وشدد هنا على أهمية الجمع بين العقل والقلب واليدين، هذا هو اتخاذ الموقف. وواصل البابا لاوُن الرابع عشر أنها كانت تكتب كصحفية أي أنها كانت تفكر وتجعل الآخرين يفكرون، وتوقف هنا عند أهمية الكتابة والقراءة أيضا وذلك بشكل أكبر اليوم. كما وكانت دوروثي داي تقدم الوجبات، واصل الأب الأقدس، وتهب الملابس، وكانت تلبس وتأكل مثل مَن كانت تخدمهم. وكرر هنا الحديث عن الجمع بين العقل والقلب واليدين، وأضاف أن بهذه الطريقة يصبح الرجاء اتخاذ موقف.
سلط قداسة البابا الضوء بعد ذلك على أن دوروثي داي قد أشركت آلاف الأشخاص الذين أخذوا يفتحون بيوتهم في مدن كثيرة وأحياء عديدة. وأضاف أننا لا نتحدث عن مراكز خدمة بل عن مواقع محبة وعدالة ينادَى فيها الأشخاص بأسمائهم ويُعْرفون واحدا واحدا ويتم تحويل الاستياء إلى شركة وفعل. هؤلاء هم صانعو السلام، قال البابا لاوُن الرابع عشر في ختام تعليمه، إنهم يتخذون موقفا ويتحملون تبعات هذا ويسيرون قدما. الرجاء هو اتخاذ موقف، مثل يسوع، مع يسوع، ناره هي نارنا، وليذكيها اليوبيل فينا وفي الكنيسة كلها، ختم قداسة البابا.










0 تعليق