طلبت إيران مساعدة دولية لمكافحة حريق الغابات الذي  لا يزال خارج السيطرة. يوم السبت، حيث أعلن مسؤولون كبار في إدارة الرئيس مسعود بزشكيان بأن القدرات المحلية قد استنفدت طاقتها، مما استلزم دعوة عاجلة للمساعدة من "الدول الصديقة" لإنقاذ الغابات التاريخية في منطقة مرزن آباد في محافظة مازندران.

مناشدات للتدخل الدولي 

وعادة ما تقتصر الدول على توجيه مثل هذه الدعوات العامة للحصول على المساعدة الدولية في حالة الكوارث التي تشكل تهديداً استراتيجياً أو إنسانياً وشيكاً يتجاوز نطاق الإدارة المحلية.

واندلع الحريق قبل أكثر من أربعة عشر يومًا في غابات "إيليت" الكثيفة التابعة لمنطقة مرزن آباد، مما أدى إلى التهام مئات الهكتارات من النباتات. ورغم استنفار الجيش الإيراني والمتطوعين المدنيين، إلا أن النيران لا تزال مشتعلة. 

من أبرز العوائق التي تعيق جهود احتواء الحريق، طبيعة المنطقة الجغرافية. حيث تتميز منطقة مرزان آباد بتضاريس جبلية شديدة الانحدار، يصعب على مركبات الطوارئ الوصول إليها. وتعاني المنطقة حاليًا من آثار جفاف شديد، أدى إلى جفاف الشجيرات والأخشاب، محوّلًا الغابة القديمة إلى بؤرة اشتعال.

وتشير التقارير إلى مشاركة 17 فريق إطفاء متخصص في مكافحة النيران عن قرب. وتدعم هذه الفرق المحترفة متطوعون محليون سارعوا إلى موقع الحادث في محاولة يائسة لإنقاذ بيئتهم وتراثهم المحليون. إلا أن هذا الحشد تكبد خسائر بشرية. فالظروف الخطرة، المتمثلة في المنحدرات الشديدة وسقوط الأخشاب والحرارة الشديدة، أدت إلى إصابات. وأكدت وسائل إعلام إيرانية إصابة ستة أشخاص حتى الآن أثناء محاولة إخماد الحريق.

خسائر بيئية مروعة 

من المتوقع أن تكون الخسائر البيئية للكارثة، وإن لم تُحسب بالكامل بعد، فادحة. تُعدّ غابات مرزان آباد موطنًا لنظام بيئي متنوع، ومن المرجح أن يكون لفقدان الغطاء النباتي بهذا الحجم تداعيات طويلة المدى على التنوع البيولوجي واستقرار التربة في المنطقة. هذه الأشجار القديمة، التي ظلت صامدة لأجيال، لا يمكن تعويضها، وتمثل خسارة للتراث الطبيعي لا يمكن استعادتها في حياة الإنسان.

حتى الآن، لا يزال الوضع في مرزان آباد محفوفًا بالمخاطر. وأشار مهرداد خزائي بول، رئيس إدارة الموارد الطبيعية في مازندران، الحريق في المقام الأول إلى الإهمال البشري. وقال "للأسف، تصرف بعض الأفراد بإهمال، ما تسبب في اندلاع الحريق"، مؤكدا أن "العوامل الطبيعية لم تكن السبب الرئيسي".

أحد أقدام الغابات على وجه الأرض 

تُعد الغابات الهيركانية - التي تبلغ مساحتها حوالي 660 ألف هكتار في محافظة مازندران - من أقدم النظم البيئية في العالم وموقعًا للتراث العالمي لليونسكو.

تمتد هذه الغابات على طول الشواطئ الجنوبية لبحر قزوين، ويعود تاريخها من 40 إلى 50 مليون عام، وتحتوي على أشجار يصل عمرها إلى 500 عام، بحسب اليونسكو.