استهل الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، حديثه خلال مناقشة كتاب “هيكل ومبارك”، للكاتب، الإعلامي، الدكتور محمد الباز، بأنها ليست المرة الأولى التي يدخل الباز عالم هيكل.
وأوضح “عفيفي”، خلال الأمسية التي احتضنتها دار بتانة للنشر، الصادر عنها الكتاب: “اهتم الدكتور محمد الباز منذ فترة طويلة بالكتابة عن هيكل، وأتذكر أنني ناقشت رسالة ماجستير عن هيكل، وكانت الدكتورة عواطف عبد الرحمن مناقشة من الخارج، وأتذكر أيضا أن الأستاذ هيكل اهتم وقتها بالرسالة وطلب أن يقرأها”.

هيكل كان يحب أن يكون مثيرا للجدل
وتابع “عفيفي”: “هيكل كان دائما شخصية مثيرة للجدل، ومن أراد عن يتعرف عليه عن قرب عليه أن يرجع إلي ما كتبه وقدمه قبل عام 1952، فجيل هيكل تربي على يد محمد التابعي. ومن يراجع كتبه في هذه الفترة خاصة كتابه “ما بين الصحافة والسياسة”، يضع يده علي مدرسة هيكل والتي كانت متواجدة دائما في التاريخ المصري، عندما كانت الصحافة أهم شئ في مصر”.
ولفت “عفيفي” إلى: "في هذه الفترة كانت الأحزاب السياسية تستمد أهميتها من الصحافة، لدرجة أن العديد من الأحزاب كانت لا تذكر إلا بما تصدره من صحف، ومن هنا نستطيع أن نعرف المدرسة التي جاء منها هيكل، وماذا يريد، وما يعنيه كونه “جورنالجي” وهي الصفة التي كان دائما ما يرددها ويعتز بها ويقول عن نفسه “أنا جورنالجي”.
وشدد “عفيفي” علي أن: الدكتور محمد الباز في كتابه، انتهج منهحه المعروف عنه، ألا وهو “تاريخ الصحافة”، وكثير من الناس لا يعرفون عنه، أن رسالته العلمية التي نال عنها الدكتوراه هي تاريخ الصحافة العرابية. ومن هنا نتبين أهمية تاريخ الصحافة.

وتابع “عفيفي”: “كان هيكل يحب أن يكون مثيرا للجدل، وهو من الجيل الذي كان يحب أن يثير الجدل، وإذا ما لم يذكره أحد، يدبر لإثارة الجدل، ففي هذا الزمن كان الصحفيين وبعض المفكرين عندما يجدون أن الأجواء هادئة يتفقون سويا علي إثارة الجدل والنقاش، وهو جدل مصطنع ومتفق عليه مسبقا لإثارة الحراك في الحالة العامة”.
واستكمل: “هيكل جاء من زمن كانت فيه المقالات تهز أو تقيل وزارة، هذه تركيبة هيكل والتي من خلالها نستطيع معرفة سبب استمراره كل هذه الفترات السياسية والصحفية التي عاصرها، من قبل ثورة 1952 مرورا بعلاقته بجمال عبد الناصر والسادات ومن بعدها مبارك”.

محمد الباز التقط بذكاء مفاتيح هامة لفهم شخصية"هيكل"
واستدرك “عفيفي”: "لكن علاقة هيكل بمبارك لم تكن كعلاقته بمن سبقه سواء عبد الناصر أو السادات، خاصة بما اتصف به مبارك من “لؤم الفلاحين” وهو ما يسميه المؤرخين بـ"المقاومة بالحيلة"، ومبارك كان يجيد هذا، ولكنه جاء في عصر ما بعد الزعامات".
وتابع: “مبارك جاء بعد السادات الذي حارب وعرف في العالم كله بأنه الجنرال الذي حارب وحقق السلام. فضلا عن أن الفترة التي تولي فيها مبارك الحكم بعد اغتيال السادات في العام 1981، كان العالم قد تغير تماما سواء في اللازعامة أو سقوط الأيديولوجيات، وغياب الزعامات الكبرى التي كانت قد ظهرت في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، أو في حركات التحرر الوطني”.
واختتم “عفيفي”، قائلا: “الدكتور محمد الباز استطاع التقاط محطات هامة ووقائع أنا كمؤرخ كنت أول مرة أعرفها من خلال كتابه هيكل ومبارك، ومن بينها ما جاء على ذكره في الكتاب، وأعني، حديثه عن كتاب “خريف هيكل”، والذي كتبه مؤلفه ردا علي كتاب هيكل خريف الغضب، والذي خصصه عن الحياة الشخصية لهيكل في قريته وأهله وغيرها”.

















0 تعليق