خيانة تنتهي بجريمة.. 3 قصص دامية تكشف الوجه المظلم للعلاقات المحرمة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تشكل قضايا الخيانة الزوجية واحدة من أكثر القضايا الاجتماعية حساسية وتعقيدًا، حيث تتداخل فيها العوامل الدينية والاجتماعية والقانونية فى نسيج محكم يصعب فكه، فهى لم تعد مجرد حكايات فى المسلسلات الدرامية، بل تحولت إلى وقائع دموية تهز المجتمع بشكل متزايد.
بينما المجتمع يقدس الروابط الأسرية ويعتبرها اللبنة الأساسية فى نهضته واستمراره، تظل قضايا الخيانة الزوجية من التابوهات التى نادرًا ما يتم مناقشتها علنًا، رغم انتشارها المتزايد وفقًا لإحصاءات غير رسمية، واضحت تتصدر عناوين الصحف بشكل فج.
ففى الآونة الأخيرة، شهدت البلاد تصاعدًا ملحوظًا فى جرائم القتل التى يكون دافعها الرئيسى هو الخيانة الزوجية أو الشك فيها. هذه الجرائم لا تدمر الأسر فحسب، بل تعكس تحديات اجتماعية وقانونية ونفسية عميقة تستوجب التحليل
جرائم 
ترصد "البوابة" ثلاث جرائم خيانة زوجية من بين عشرات الجرائم التى ارتكبت فى الأيام الماضية والتى خلفت وراءها دماء وقتلي.


من ضيق المعيشة إلى بداية المأساة: كيف تحول حلم "محل المنظفات" إلى كابوس يهز أسرة فى منشأة القناطر
فى قلب منشأة القناطر، داخل منزل بسيط، رسم "محمد" و"سمية" لوحة حياة هادئة برفقة طفليهما. كان محمد يجوب الشوارع بحثًا عن الرزق خلف مقود سيارته الأجرة، ويعود مثقلًا بهموم اليوم إلى عائلته الصغيرة، لكن التحديات المعيشية كانت تثقل كاهل الأسرة. 

اقترحت سمية فكرة فتح محل صغير للمنظفات فى الطابق السفلى من المنزل لمواجهة هذه الصعوبات. وافق محمد، رغم تردده، أملًا فى تحسين أوضاعهم، غير مدرك للصعوبات التى ستواجه هذا المشروع الجديد.


بدأ المحل، وعلى الرغم من البداية البطيئة، حاولت سمية جاهدة جذب الزبائن وتوفير بضاعة متنوعة. كانت تعمل لساعات طويلة، تحاول الموازنة بين متطلبات المحل ورعاية الأطفال والمنزل. كان محمد يدعمها قدر استطاعته بعد عودته من عمله كسائق، لكن الإرهاق كان يسيطر عليهما معًا.
واجه المحل منافسة شرسة من المحلات الكبرى، وكان من الصعب جذب عدد كافٍ من الزبائن لتحقيق الربح المطلوب. بدأت الديون تتراكم، وبدأ التوتر يتسلل إلى حياة الأسرة.
أصبح الحمل ثقيلًا على كاهل سمية، وشعر محمد بالإحباط لعدم قدرته على توفير حياة أفضل لعائلته. كانت قصة كفاحهم المشترك تواجه اختبارًا قاسيًا.
وبمرور الوقت، نشأت بين الزوجة وأحد الجيران علاقة عاطفية، تطورت من نظرات وأحاديث عبر الهاتف، إلى خيانة كاملة على فراش الزوج الذى يعمل ليل نهار لتلبية مطالب أسرته، واستمرت تلك العلاقة لنحو ستة أشهر، غرقت خلالها الزوجة فى بئر الحرام حتى أعماقه.
ولم تكتفِ الزوجة بعلاقتها الخفية، بل وصل بها الأمر إلى استدعاء العشيق إلى المنزل أثناء نوم زوجها؛ حيث كان يحضر إليها خلسة ليمارسا الرذيلة فى غرفة مجاورة لغرفة نوم الزوج المخدوع دون أن يدرك ما يدور فى بيته.
لكن فى إحدى الليالي، شاء القدر أن يستيقظ الزوج من نومه ليجد أمام عينيه مشهدًا صادمًا لا يُحتمل؛ زوجته عارية تمامًا فى أحضان عشيقها، لتغلى الدماء فى عروقه، وانقضّ على العشيق، لتدور بينهما مشاجرة عنيفة أُصيب خلالها الاثنان بجروح.
فى تلك اللحظات، هرعت الزوجة إلى غرفة طفليها، وارتدت إسدالًا، ثم قفزت من شرفة الطابق الثانى فى محاولة يائسة للفرار.
وبسقوطها على الأرض، سمع الجيران صوت الارتطام وسارعوا لنجدتها، ليجدوها مصابة بكسور فى القدمين ونزيف داخلي، فقاموا بنقلها إلى المستشفى لتلقى العلاج، وبمجرد وصولها، أخبرت رجال الشرطة أن زوجها هو من ألقاها من الشرفة، محاولةً توريطه فى الواقعة، لكنها سرعان ما لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بإصابتها.
 

تحريات رجال المباحث


تحريات رجال المباحث وأقوال الشهود جاءت لتقلب الموازين؛ إذ تبيّن من فحص الهاتف المحمول وأقوال الزوج والعشيق، أن الزوجة هى من قفزت بإرادتها الحرة، ولم يتدخل زوجها فى سقوطها.
وأثبتت التحريات أنها كانت على علاقة غير شرعية بجارها، وأنها استدعت العشيق لمنزلها أثناء نوم زوجها لممارسة الرذيلة، لكن الزوج استيقظ وضبطهما فى وضع مخل، فحدثت مشاجرة بين الجميع انتهت بسقوطها من الشرفة.
وكان اللواء محمد مجدى أبو شميلة، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، قد تلقى إخطارًا من اللواء هانى شعراوي، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، يفيد بورود بلاغ من مستشفى مبارك المركزى بوصول سيدة عمرها ٢٣ عامًا مصابة بكسور فى القدمين ونزيف داخلي.
وعلى الفور، كلف العميد أحمد نجم، رئيس قطاع أكتوبر، رجال المباحث بالانتقال إلى محل الواقعة، وبسؤال المصابة قبل وفاتها قررت أن زوجها ألقاها من الشرفة، إلا أن التحريات اللاحقة وتفريغ الهاتف أكدوا خلاف ذلك، وكشفوا عن علاقتها الآثمة بجارها.
وبمواجهة العشيق، اعترف تفصيلًا بارتباطه بعلاقة عاطفية غير شرعية معها منذ ستة أشهر، وأنه كان يتردد على منزلها لممارسة الرذيلة خلال غياب الزوج، مضيفًا أنه كان بصحبتها وقت الحادث وضبطهما الزوج، فنشبت بينهم مشاجرة أصيبوا جميعًا خلالها بجروح، وأنها هى من قفزت من تلقاء نفسها.
كما أكد ابنها الصغير، فى أقواله، أن والدته دخلت غرفته وارتدت إسدالًا قبل أن تقفز من الشرفة.
 

قتلت زوجها بمساعدة عشيقها


كشفت أجهزة الأمن بالإسكندرية الستار عن واحدة من أبشع الجرائم التى ظلت لغزًا لأكثر من عام، بعدما تبين أن الجثة المجهولة التى عُثر عليها داخل مصرف محطة ناصر بمنطقة العامرية، تعود لرجل قُتل على يد زوجته بمساعدة عشيقها وشقيقه، فى جريمة بدأت بخيانة وانتهت بجريمة قتل مروعة.
 

بلاغ وغموض


بدأت القصة فى يونيو ٢٠٢٤ عندما تلقى قسم شرطة العامرية ثان بلاغًا يفيد العثور على جثة رجل فى العقد الخامس من العمر طافية على مياه مصرف محطة ناصر، وقد بدت عليها علامات التعفن، دون وجود ما يدل على هويته.
وبعد محاولات لتحديد هوية الضحية، أمرت النيابة العامة بدفنه فى مقابر الصدقة، وظلت القضية مقيدة ضد مجهول لأشهر طويلة.


معلومة غيرت مسار القضية


ومؤخرًا، تلقى ضباط وحدة مباحث العامرية معلومات جديدة قادت إلى تحديد هوية الجثمان، وتبين أنه يُدعى "س. ال. ر" فى العقد الخامس من العمر، مقيم بمنطقة الناصرية، وأن وراء الجريمة شبهة جنائية واضحة.
ومن خلال التحريات الدقيقة، توصل فريق البحث إلى أن زوجة المجنى عليه "ز. ع. خ" هى المتورطة الرئيسية، وشاركها فى الجريمة كل من "إ. م. ج" وشقيقه "أ. م. ج". وبعد تقنين الإجراءات، جرى ضبطهم جميعًا.
خيانة وقتل بدم بارد
اعترفت الزوجة خلال التحقيقات بأنها كانت على صلة سابقة بالمتهمين بحكم علاقة صداقة قديمة بينهم وبين زوجها، الذى كان يشاركهم فى أعمال تنقيب غير مشروعة عن الآثار، كما كان قد أقرضهم مبالغ مالية لهذا الغرض.
ومع مرور الوقت، تطورت العلاقة بينها وبين المتهم الثانى إلى علاقة غير مشروعة، خاصة بعد تدهور علاقتها بزوجها وسوء معاملته لها، ليخطط الثلاثة معًا للتخلص منه وسرقته.
 

استدراج وإنهاء حياة


استدرج المتهمون المجنى عليه إلى قرية مصطفى إسماعيل، بحجة تدبير أموال لرحلة تنقيب جديدة، وبدعوى الجلوس سويًا لتعاطى المواد المخدرة.
وبمجرد أن فقد وعيه نتيجة جرعة زائدة، انهالوا عليه ضربًا وكتموا أنفاسه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم ألقوا جثمانه فى المجرى المائى بالمصرف وسرقوا أمواله وهاتفه وأوراقه الشخصية قبل أن يفروا هاربين.
 

زواج بعد الجريمة


عقب تنفيذ الجريمة، عادت الزوجة إلى حياتها وكأن شيئًا لم يكن، واتفقت مع المتهمين على بيع مركبة "توك توك" كان يمتلكها زوجها بمبلغ ٣٨ ألف جنيه، اقتسموا المبلغ فيما بينهم، ثم تزوجت عرفيًا من عشيقها القاتل، حتى تمكنت أجهزة الأمن من ضبطهم بعد عام كامل من الجريمة.


تاجر دواجن يقتل زوجته وزوج شقيقته داخل غرفة نومه


عاد "محمد" (تاجر الدواجن) إلى منزله فى سنورس بالفيوم، حاملًا هموم يوم عمله، دون أن يدرى أن القدر يخفى له مشهدًا يقلب حياته رأسًا على عقب. لم يجد مفتاحًا يدخله شقته إلا الباب الذى فتحه على مشهد محفور فى الذاكرة: زوجته فى أحضان رجل آخر، لم يكن غريبًا، بل هو زوج شقيقته.
فى تلك اللحظة تجمد الزمن، وانهار كل شيء بنظره. الصدمة التى أصابت قلبه تحولت فى ثوانٍ إلى غضب أعمى. توجه إلى المطبخ مدفوعًا بقوة غير مرئية، وعاد بسكين. حاول "عمرو" الهرب، لكن طعنة سريعة فى العنق أسقطته قتيلًا.
الزوجة حاولت النجاة، لكن السكين لم يرحمها، طعنات متفرقة انتهت بذبحها فى صالة المنزل.
لم تكن تلك اللحظة عابرة، بل كانت تتويجًا لسلسلة لقاءات سرية كشفت عنها التحقيقات لاحقًا، استغل فيها الطرفان غياب الزوج المنهك بالعمل.
وبعد أن أفرغ غضبه وأغلق الباب على الجثتين، توجه "محمد" بنفسه ليسلم نفسه للشرطة، لينهى بذلك فصل الخيانة بفصل دامٍ سيقوده خلف القضبان.


جبل الجليد


من جانبها؛ تقول الدكتورة داليا العقاد الخبيرة النفسية والسلوكية، إن الخيانة الزوجية للأسف باتت تنتشر بشكل مخيف داخل المجتمع، وللأسف الشديد لا توجد إحصائيات دقيقة لرصد هذه الجرائم، وذلك بالطبع بسبب عوامل كثيرة ومعقدة أهمها الفضيحة والعار، وهو ما يجعل من الصعب رصدها واكتشافها.
فيما يشبه جبل الجليد الذى يظهر منه أقل بكثير مما يخفي، مشيرة إلى أن غالبًا ما تتكرر سيناريوهات تلك الجرائم، والتى تبدأ عادة بشكوك أو اكتشاف لعلاقة غير شرعية، لتنتهى بمأساة دامية كما حدث فى واقعة تاجر الدواجن بالفيوم.
 

الغضب الأعمى


وأردفت الخبيرة النفسية والسلوكية حديثها أن اكتشاف الخيانة عادة ما بسبب صدمة نفسية قاسية تدفع بالضحية (سواء كان الزوج أو الزوجة) إلى حالة من الغضب الأعمى وفقدان التوازن، مما يؤدى إلى ارتكاب فعل القتل، وهو ما يحدث فى معظم الحالات.


ولفتت إلى أن الانفتاح غير المحدود على وسائل التواصل الاجتماعى ساهم فى تسهيل التواصل والعلاقات غير المشروعة، كما ساهم فى كثرة حالات "الخيانة الإلكترونية" التى قد تكون مقدمة للخيانة الفعلية.
بالإضافة إلى أن غياب الوازع الدينى والأخلاقى والتنشئة الأسرية غير السليمة، والاقتداء بالنماذج السلبية، كلها عوامل تسهم فى تنامى السلوك الإجرامي.


الوقاية خير من العلاج


وتابعت "العقاد" أن الوقاية خير من العلاج، لاسيما فى تلك الجرائم التى تهدد بتمزيق النسيج الاجتماعى الأسرة المصرية، والذى يتمثل في  تعزيز الوازع الدينى والقيم الأخلاقية منذ الصغر، وهذا بالطبع على مستوى الأسرة بالإضافة إلى تحسين الظروف الاقتصادية لتقليل الضغوط على الأسر، وتأهيل الشباب للزواج عبر برامج توعية متخصصة.
وأشارت إلى أنه لابد من إنشاء مراكز إرشاد أسرى متخصصة بمخاطر الوقوع فى براثن تلك الجرائم، علاوة على تطوير آليات فض النزاعات الأسرية، وتقديم دعم نفسى للضحايا والأطفال.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق