شهدت العاصمة النمساوية فيينا، اليوم السبت، احتفالًا رسميًا كبيرًا بمناسبة تنصيب كورنيليا ريختر كأول أسقفة للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في النمسا، وذلك خلال قداس احتفالي أقيم في الحيّ المتحفي بمشاركة أكثر من ألف شخص من مختلف أنحاء البلاد، إلى جانب قيادات دينية وسياسية بارزة.
جاءت هذه الخطوة التاريخية بعد انتخاب ريختر في شهر مايو الماضي من قِبل مجلس السينودس بأغلبية كبيرة، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الكنيسة الإنجيلية بالنمسا.
تنصيب رسمي وتكريم للأسقف السابق
أُقيمت مراسم التنصيب بحضور الأسقف ميشائيل شالوبكا، الذي سلّم صليب المنصب إلى خليفته كورنيليا ريختر قبل إحالته إلى التقاعد بعد انتهاء فترة خدمته.
وخلال القداس، أعربت رئيسة السينودس إنغريد مونينتس عن تقديرها للجهود التي بذلها الأسقف شالوبكا منذ توليه منصبه عام 2019، مؤكدة أنه كان مثالًا للقيادة الحكيمة، خاصة خلال فترة جائحة كورونا، كما ترك بصمة واضحة في دعم قضايا البيئة والعدالة الاجتماعية.
رسائل إيمان وأمل
في عظتها الأولى، استشهدت الأسقفة الجديدة بنص من إنجيل لوقا، مؤكدة أن "الثقة في قدرة الله تمنح القوة في أوقات الأزمات". ودعت إلى التمسك برؤية الموعظة على الجبل لمواجهة العنف والكراهية، مشددة على أن الكنيسة يجب أن تكون منفتحة على المجتمع، تعمل من أجل السلام والتعايش.
مشاركة رسمية واسعة
حضر الاحتفال الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين وزوجته دوريس شمداور، إلى جانب وزيرة الشؤون الاجتماعية كورينا شومان ووزير الداخلية غيرهارد كارنر، وعدد من المسؤولين الحكوميين وممثلي الكنائس الأوروبية.
وأشادت الوزيرة شومان في كلمتها بالحدث، واعتبرته "إشارة قوية على أن القيادة والمسؤولية لا تقتصر على الرجال"، مؤكدة أن الكنيسة الإنجيلية تؤدي دورًا مهمًا في دعم التضامن والمساواة داخل المجتمع النمساوي.
تهنئة دولية وإشادة علمية
من جانبها، وصفت الأسقفة كريستينا كوينباوم-شميت، نائبة رئيس الاتحاد اللوثري العالمي، تنصيب ريختر بأنه "حدث تاريخي يتجاوز حدود النمسا"، مؤكدة أن الله يدعو الرجال والنساء على حد سواء لتحمل مسؤولية القيادة الروحية.
كما أشاد الدكتور ميشائيل هوخ، رئيس جامعة بون الألمانية، بزميلته السابقة قائلًا إنها "عالمة لاهوت متميزة تمتلك رؤية واضحة وإنسانية عميقة"، مشيرًا إلى أن ريختر كانت دائمًا في طليعة النساء في مواقع القيادة الأكاديمية والكنسية.
أجواء احتفالية ودعوات للسلام
اختُتمت المراسم بترانيم موسيقية أدتها فرق كورالية من فيينا وعدة ولايات نمساوية، وسط أجواء من الفرح والاحتفاء، ودعوات إلى السلام والوحدة والأمل في مستقبل أكثر عدلًا وتضامنًا.










0 تعليق