خبير أثرى يكشف إسهامات المصرى القديم في علوم الطب والهندسة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشف الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن الطب المصري القديم كان يُمارَس وفق نظام علمي وعناية خاصة.

وقد اكتشف المصري القديم العديد من العقاقير المفيدة المستخدمة حتى الآن، وتوصّلوا إلى أن القلب مركزٌ للأوعية المنتشرة بسائر أجزاء الجسم، وأن كثيرًا من الأمراض ناجم عن مرض الأوعية، وحاولوا علاجها بتبريدها أو تهدئتها أو تبطئ دورتها. وتركوا لنا كتبًا للطب ما زالت تُدرَّس بكبرى جامعات العالم، وكان لديهم وزارة للصحة، وكان كل طبيب لا يتخصص إلا في فرع واحد من فروع الطب.

وأضاف ريحان في تصريحات لـ«الدستور» أن المصري القديم قد نبغ في علم الصيدلة، وكانت العقاقير مستخلصة من النبات والحيوان والمعادن، واستخلصوا الفيتامينات وعالجوا بها مرضى العشى الليلي، وعالجوه بشواء كبد الثور، وقد اكتُشف حديثًا أن فيتامين "أ" يتواجد بكثرة في الكبد.

إسهامات المصري القديم في الهندسة

وينوّه الدكتور ريحان إلى أن المصري القديم توغّل في علم الهندسة وفلسفة البناء، لأن المباني مثّلت فلسفة خاصة بمصر القديمة، انطلقت من وازع ديني وفلسفي يحمل في طياته الشموخ ومحاولة الصعود إلى السماء للتقرّب من المعبودات، وكانت العمارة لديهم أول خط للسماء رسمته البشرية.

بدأت بالخطوط الهندسية الأفقية ومسطحاتها المستوية، التي عبّر عنها بالمصاطب، وارتفعت المصاطب عن سطح الأرض في طبقات متراصة فوق بعضها لتصنع الأهرامات المدرجة، سلّم الطريق إلى السماء، وانتقلت منها إلى الأهرامات الهندسية الأشكال والرياضية التقويم بأضلاعها المنحنية والمستقيمة وأسطحها الزخرفية الملساء.

وارتفع الهرم بقاعدته عن سطح الأرض لتظهر معابد الشمس، ثم تعلو فوق قائم يشق طريقه نحو السماء لتظهر المسلات الرشيقة بقمتها الهرمية، تناطح السحاب بفكر راقٍ يفوق بمراحل هندسة ناطحات السحاب حديثًا، وخلّد المصري القديم تصميماته الهندسية وروائع فنه المعماري على صفحات أوراق البردي ولوحات الأستراكا.

كما فكّر المصري القديم في ميكنة العمليات الحسابية باختراعهم أول آلة حاسبة في تاريخ البشرية، وهي آلة الأباكس الحاسبة التي تمثل أول محاولة لميكنة العمليات الحسابية في التاريخ، والكمبيوتر حاليًا ما هو إلا آلة لميكنة العمليات الحسابية، وقد ابتكرها المصري القديم منذ آلاف السنين. وابتكر المصري أقدم جهاز تهوية وتكييف في العالم داخل الهرم الأكبر.

وتابع الدكتور ريحان أن مصر احتضنت جامعة "أون" (هيليوبوليس)، أقدم جامعة في التاريخ، وهي التي كان لها الفضل الأكبر في تخريج علماء اليونان، ومنهم أفلاطون الذي أمضى 13 عامًا في الدراسة بجامعة هيليوبوليس كما أطلق عليها اليونانيون، وقد أُنشئت عام 2240 ق.م، وما تبقى من آثارها حتى الآن هو الموقع الأثري عين شمس بالمطرية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق