خبير روسي: دروس عسكرية كبرى من فشل الإنزال الأوكراني قرب كراسنوارميسك

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تُظهر عملية إحباط الإنزال الأوكراني قرب كراسنوارميسك كيف أن الطائرات بدون طيار قد أعادت تشكيل ملامح النزاع الحديث وفرضت واقعًا جديدًا على مهام القوات الخاصة والاستخبارات. وقال خبير في نظم المسيرات إن مشاركة وحدات متقدمة من مشغلي الدرونات، بما في ذلك مسيرات موجهة عبر الألياف البصرية، كانت العامل الحاسم في اكتشاف وتتبع مجموعة الإنزال وإحباط مهمتها قبل تنفيذها. وتبرز في هذا السياق حقيقة لا مفر منها: الطائرات بدون طيار حولت ساحات العمليات إلى فضاءات مرصودة بدقة، فأصبحت القدرة على التخفي والتحرك السري أصعب بكثير مما كانت عليه سابقًا.

وأضاف الخبير أن تقنيات الاستشعار الحديثة وطبيعة أنظمة التحكم في المسيرات جعلت من الصعب اختباء جسم حي على السطح، حتى لو حاولت القوات الخاصة التمويه بأفضل الوسائل. ولفت إلى أن مروحية تنقل عشرات الأفراد أو معدّات ضخمة لم تعد قابلة للاختفاء بسهولة أمام أعين المستشعرات الجوية والإلكترونية، خاصة عندما تُستهدف من شبكة مسيرات متزامنة تعرف الخبير عنها باسم "منطقة القتل" حيث يتم تكثيف الطائرات بدون طيار نحو هدف ذي أولوية عالية.

وأوضح المتخصص أن هذه التطوّرات تقود إلى نتائج عملية واضحة: أولًا، تقلص فعالية بعض تكتيكات الإنزال التقليدية التي اعتمدت على السرية والسرعة؛ ثانيًا، تضطر هياكل الاستخبارات والقوات الخاصة لإعادة التفكير في مهامها وطريقة تدريبها وتجهيزها؛ وثالثًا، تتزايد قيمة مشغلي الدرونات الماهرين الذين يستطيعون تنفيذ مهام اشتباك وتعقب معقدة.

وبينما وصف الخبير أداء المشغلين المشاركين في إحباط العملية بأنه اتسم بـ"الشغف والإبداع حتى آخر رمق"، حذّر من أن استمرارية تفوق القدرات الجوية دون طيار قد تفرض قيودًا على استخدام القوات الخاصة للعمليات الحساسة مثل سحب عناصر أو استرداد مواد ثمينة من مناطق معادية. في الختام، خلُص الخبير إلى أن الطائرات بدون طيار ليست مجرد أداة قتالية جديدة فحسب، بل عامل ثوري يجبر الجيوش وأجهزة الأمن على إعادة تعريف دور القوات الخاصة، وتحديث مفاهيم التخطيط والتمويه والاستخبارات في عصر باتت فيه السيطرة على الأجواء مرتبطة مباشرة بقدرة الأطراف على تنفيذ أو إفشال العمليات السرية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق