مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية|ربع قرن من الإبداع.. العالم يحتفي بالتراث الإنساني.. وألوان العالم ترقص على نغم مصري واحد في رسالة للمحبة والإخاء

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حينما تمتزج الألوان بالحركة، وتتعانق الأزياء مع الإيقاعات، تولد لغة لا تحتاج إلى ترجمة، إنها لغة الفنون الشعبية التي جمعت شعوب العالم في مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية، في دورة اليوبيل الفضي، والذي يقام خلال الفترة من 26 وحتى 30 أكتوبر 2025، حيث تحولت المدينة إلى ساحة كبرى للاحتفاء بالتراث الإنساني المشترك، وتلاقت الثقافات في لوحة واحدة تنبض بالحياة.

ويأتي المهرجان بمشاركة 24 فرقة بينها 12 فرقة دولية من دول: تونس، الأردن، غينيا، سريلانكا، لبنان، فلسطين، بولندا، الجزائر، إندونيسيا، أوزبكستان، رومانيا، والهند.
كما تشارك 9 فرق مصرية تابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة هي: حلايب، الشرقية، الحرية بالإسكندرية، أسيوط، الإسماعيلية، الوادي الجديد، المنيا، أسوان، والتنورة التراثية، إضافة إلى فرقتي رضا والقومية للفنون الشعبية التابعتين للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، وفرقتي هيئة قناة السويس والقلوب البيضاء لذوي الهمم.
 
 اللواء خالد اللبان لـ «البوابة»: خطة تطوير شاملة لقصور الثقافة وتحول رقمي لاستعادة جمهور السوشيال ميديا

  •  إطلاق موقع إلكتروني متكامل للهيئة قريبًا 
  • الانتهاء من  تجهيزات قصر ثقافة الغردقة وافتتاحه نوفمبر المقبل 

 

التواصل بين الشعوب 

وفي حديثه عقب افتتاح المهرجان، أكد اللواء خالد اللبان، مساعد وزير الثقافة لشئون الهيئة العامة لقصور الثقافة:" أن المهرجان يمثل تجسيدًا حيًا لفكرة التواصل بين الشعوب بعيدًا عن السياسة وحدودها، موضحًا أن «الفن الشعبي» هو الوسيلة الأصدق لبناء جسور التفاهم، وأن اجتماع الفرق العربية والأجنبية على خشبة واحدة يعكس عمق التعدد الثقافي وقدرته على توحيد البشر تحت راية الإبداع.

f3b695483c.jpg
اللواء حالد اللبان

وقال اللبان في تصريحات خاصة لـ«البوابة» إن ما شاهده من عروض على المسرح الرئيسي عكس مستوى متميزًا من الأداء والانسجام بين الفرق المشاركة، موضحًا أن جمع هذا التنوع من الحركات والأنماط الثقافية في عرض واحد يُعد إنجازًا فنيًا كبيرًا. وأضاف أن المشهد الختامي، الذي تداخلت فيه ألوان الثقافات والحركات في أغنية واحدة، كان خير تعبير عن وحدة الشعوب رغم اختلاف اللغات والعادات.

وأشار إلى أن المهرجان لا يقف عند حدود العرض الفني، بل يتجاوزها ليكون جسرًا من التعارف والمحبة بين الشعوب. فالفن – على حد قوله – «يُعبّر عن الشعوب لا الحكومات، ويقدّم للعالم وجهًا إنسانيًا نقيًا لمصر». وأوضح أن الجمهور المصري والعالمي تابع الفعاليات بشغف، ورأى بنفسه كيف استطاعت الثقافة أن تجمع من تفرّقهم السياسة.

التحول الرقمي

وعن خطة تطوير الهيئة العامة لقصور الثقافة، أوضح اللواء خالد اللبان أن هناك توجهًا جادًا نحو التحول الرقمي والتواجد الفعّال على السوشيال ميديا، بهدف الوصول إلى جمهور جديد من الشباب والمتابعين. وقال إن الهيئة تعمل حاليًا على إطلاق موقع إلكتروني متكامل يقدم خدماتها أونلاين، مع إنشاء قناة على «يوتيوب» وصفحات متخصصة على مواقع التواصل، تُعرض من خلالها العروض الفنية بطريقة تناسب جمهور العصر الرقمي.

تطوير البنية التحتية 

وأضاف اللبان أن التطوير لا يقتصر على الجانب الإعلامي فقط، بل يمتد إلى المضمون الفني ذاته. فهناك عمل متواصل على تأسيس فرق موسيقية جديدة وأوركسترا فنية دائمة، إلى جانب تطوير البنية التحتية لقصور الثقافة، وتجهيزها لتكون منصات حقيقية لإنتاج الفنون واستقبال العروض الكبرى. وأشار إلى أن الهيئة تستعد حاليًا لافتتاح قصر ثقافة الغردقة، والذي سيكون نموذجًا لمشروع متكامل يجمع بين الفن والتراث والسياحة، مؤكدًا أن الحفل المنتظر سيشهد فقرات فنية متنوعة تضم أوركسترا وأغانى بالإنجليزية وأعمالًا جديدة تعرض لأول مرة على مسرح الهيئة.

الفنون هي الوجه الأجمل لمصر وقوتها الناعمة 

وفي سياق متصل، كشف اللبان عن اهتمام خاص بفرق الموسيقى باعتبارها إحدى أدوات التطوير الثقافي المهمة، موضحًا أن الهيئة تعمل على إنشاء فرق موسيقية قادرة على تمثيل مصر في المحافل الدولية إلى جانب استمرار المشاركات الخارجية للفرق الشعبية، مؤكدًا على أن «الفنون هي الوجه الأجمل لمصر في الخارج».

رسالة ثقافية وفنية 

وتطرق مساعد الوزير إلى الجانب الاقتصادي في منظومة العمل الثقافي، مشيرًا إلى أن الهيئة حريصة على تقديم الفن الجيد، مع الحفاظ على جودة الإنتاج الفني ومستوى الأداء الاحترافي للفرق المشاركة، وأوضح أن بعض الفعاليات تُقام مجانًا، في حين يتم تنظيم عروض أخرى برسوم محدودة تُمكّن الهيئة من الحفاظ على استمرارية النشاط وتطويره.

قيادة المشهد الثقافي العربي

واختتم حديثه بالتأكيد على أن مهرجان الإسماعيلية ليس مجرد احتفال فني، بل رسالة ثقافية وإنسانية تعبر عن قدرة مصر على قيادة المشهد الثقافي العربي والعالمي، مضيفًا أن الوزارة تعمل على استثمار هذه المنصات الفنية لتسويق التراث المصري والفنون الشعبية عالميًا، وأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التوسع في هذا الاتجاه.

 

مسعود شومان : من الموروث إلى المعاصرة  مشروع توثيق التراث المصري

  •  وصف مصر  مشروع عمري وأتمنى التقاعد للتفرغ له 
  • لابد من إعادة كتابة التراث المصري وتوثيقه برؤية علمية ومعاصرة
  • الثقافة وسيلة لتغيير أنماط الحياة وخفض معدلات المرض وتحسين جودة المعيشة
  •  مشروعات الإسكان فشلت لأنها تجاهلت الخصائص الأنثروبولوجية للمجتمع
  • يجب الاستفادة من  الذكاء الاصطناعي في إعادة كتابة التراث وتوثيقه
5538276d98.jpg
الدكتور مسعود شومان 

في مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية، لا تتوقف العروض عند حدود الرقص والغناء، بل تمتد لتطرح أسئلة أعمق عن معنى التراث ذاته، وعن دوره في صياغة الوعي الجمعي وإعادة بناء الهوية الثقافية في زمن التحولات الكبرى، ومن بين هذه الأسئلة جاء حديث الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، لـ «البوابة»، والذي تناول مشروعه الممتد لأكثر من 20 عامًا واصافًا إياه بـ «مشروع عمري» لإعادة كتابة التراث المصري وتوثيقه برؤية علمية ومعاصرة، بما يجعله منفتحًا على الواقع ومتصلاً بذاكرة المكان والإنسان.

1fd01e7ff2.jpg

«وصف مصر» برؤية مصرية

يقول «شومان» إن فكرة المشروع انطلقت من حاجة حقيقية إلى أن يكتب المصريون تراثهم بأيديهم، بعدما ظل المستشرقون طوال قرون يقدمون صورة مصر كما رأوها هم، لا كما هي في الواقع،  ويضيف: «بدأت عملي في هذا المشروع منذ عام 2002، أي منذ ما يقرب من ربع قرن، واشتغلت عليه في كل موقع توليته، سواء أثناء عملي مديرًا عامًا للثقافة العامة، أو في مشروع الأطلس، أو عندما كنت رئيس تحرير مجلة «الثقافة الجديدة»، حيث خصصت في كل عدد ملفًا توثيقيًا عن جانب من مكونات الشخصية المصرية».

ويتابع «شومان» في تصريحات خاصة لـ «البوابة» موضحًا: «أنجزت أكثر من 42 ملفًا حول بحيرات مصر ومقابرها وصحاريها وبدوها ومتاحفها ومكتباتها ومساجدها، وكل ملف منها يصلح أن يكون كتابًا مستقلاً، وكان الهدف دائمًا أن نعيد قراءة مصر من الداخل، عبر الإنسان الذي يعيش فيها ويشكلها بثقافته وعاداته وموروثه».

من التوثيق إلى الفعل الثقافي

ويرى شومان أن دراسة التراث ليست حنينًا إلى الماضي بل مدخلًا للتنمية والفهم، مؤكدًا على أن «الثقافة يمكن أن تكون وسيلة لتغيير أنماط الحياة وخفض معدلات المرض وتحسين جودة المعيشة، لأن أنماط السلوك اليومية هي انعكاس مباشر للثقافة السائدة».

ويضرب مثالاً على ذلك بقوله: «في مناطق مثل سيوة والوادي الجديد تنتشر أمراض معينة لها علاقة بالعادات الغذائية والبيئية، ولو تم التعامل مع هذه المشكلات من منظور ثقافي يمكن للدولة أن توفر الكثير من الإنفاق الطبي».

مضيفًا :«أن أحد الملفات المهمة التي أنجزها، ملف «العمارة الشعبية»، كشف عن فجوة كبيرة بين سياسات البناء الرسمية والبيئة الاجتماعية للناس، «حين تبني الدولة مساكن لا تراعي عادات السكان أو تصوراتهم للبيت، يرفضون السكن فيها، لأن البيت ليس جدرانًا فقط، بل منظومة قيم وسلوكيات».

متباعًا: «الفلاح يريد أن تكون الماشية قريبة منه، والنوبي مرتبط بالماء، والبدوي لا يستوعب فكرة السلم في العمارة، لذلك فشل كثير من مشروعات الإسكان لأنها تجاهلت الخصائص الأنثروبولوجية للمجتمع».

التراث والمعرفة العلمية

ولفت «شومان» إلى أن الأنثروبولوجيا ليست علمًا نظريًا، بل أداة أساسية في التخطيط الصحي والعمراني، موضحًا أن هناك فرعًا علميًا معروفًا باسم «أنثروبولوجيا الصحة والمرض» يدرس العلاقة بين الممارسات الثقافية وانتشار الأمراض.

ويضيف: «حتى في العصور القديمة يمكننا الآن معرفة أمراض المومياوات من خلال التحليل العلمي، وهذا يؤكد أن فهم الإنسان لا ينفصل عن ثقافته ومحيطه».

كما يرى أن الاستفادة من هذه المعارف في رسم السياسات العامة يمكن أن تُحدث فارقًا هائلًا في جودة الحياة، داعيًا إلى أن يكون الأنثروبولوجي جزءًا من أي فريق عمل للتخطيط أو التطوير، لأنه الأكثر فهمًا للإنسان وثقافته.

الذاكرة الرقمية وذكاء التوثيق

أما عن مستقبل الثقافة والموروث الثقافي الشعبي في ظل التحول التكنولوجي الهائل الحاصل الآن، لفت «شومان» إلى ضرورة الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في إعادة كتابة التراث وتوثيقه، قائلًا: «إن المجتمعات لا تعيش إلا بذاكرتها، وإذا لم نعيد كتابة تراثنا برؤية معاصرة تراعي التحولات الجديدة، فسوف نفقد الرابط الذي يجعلنا نفهم أنفسنا».

وأشار إلى إيمانه الكبير بأهمية ودور الثقافة لاسيما المتعلقة بالتراث والهوية إذ قال :«إن المستقبل الثقافي لن يقوم على الحفظ وحده، بل على التحليل وإعادة التفسير، مستندًا إلى أدوات رقمية تساعد الباحثين في المقارنة والتحليل والاستنتاج».

من المهرجان إلى المشروع الوطني

تتلاقى رؤية شومان الفكرية مع ما أكده اللواء خالد اللبان، مساعد وزير الثقافة لشئون الهيئة العامة لقصور الثقافة، الذي قال إن «مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية ليس مجرد احتفالية فنية، بل مساحة للتواصل الحضاري وتبادل الخبرات الثقافية».

الثقافة فعل حياة

فكلاهما يلتقيان عند نقطة جوهرية وهي «أن الثقافة فعل حياة»، وأن المهرجان بما يقدمه من عروض وندوات فكرية إنما يُعيد تعريف التراث بوصفه طاقة مستمرة تتجدد في مواجهة التحديات، وهناك معلومات كثيرة لابد من استكمالها حول الرقصات الشعبية للشعوب ومعرفة عاداتهم ومعتقداتهم، كما أننا سنعمل على أن يكون مع كل وفد قادم من الفرق الأجنبية باحث في التراث الشعبي، حتى نستطيع الاستفادة من معرفته بتراث هذه الشعوب. فمن الميدان الشعبي إلى البحث الأكاديمي، ومن الرقصات التي تحفظ ذاكرة القرى إلى الدراسات التي توثق ملامحها، تتجلى فكرة واحدة وهي «أن مصر لا تزال تكتب نفسها من جديد، بأقلام أبنائها هذه المرة».

واختتم شومان حديثه بإعادة السؤال الجوهري حول رؤية الهيئة العامة لقصور الثقافة في مجال التراث والموروث الثقافي الشعبي، وهو كيف نحول التراث من مادة للماضي إلى أداة للمستقبل؟

وربما يكون مشروع «وصف مصر» الجديد الذي ينشده شومان هو تلك الخريطة الإنسانية التي تجمع بين العلم والفن، بين الموروث والحداثة، وبين الذاكرة والمستقبل، لتبقى مصر حاضرة في وعيها كما هي في وجدان أبنائها. 

 

الفنان أحمد الشافعي : "المهرجان رسالة للعالم أن مصر مركزًا حيًّا للثقافة والفنون الشعبية

  • قادرون على تقديم عروض تعكس الأصالة والإبداع في الوقت ذاته
  • اللون النوبي يمثل الهوية الثقافية الحقيقية للجنوب المصري
  • وجود الفرق المصرية والدولية في مكان واحد يخلق حوارًا ثقافيًا حيًا
  • الفن الشعبي المصري سيظل جسراً للتواصل بين الشعوب وحاملاً لقيم التلاقي والتفاهم الثقافي العالمي
ef1312ed32.jpg
الفنان أحمد الشافعي 

يمثل مهرجان الإسماعيلية نموذجاً حياً للتلاقي الثقافي والفني بين الشعوب، وتعكس الدورة الـ 25  قدرة مصر على تنظيم فعاليات تجمع بين الفرق المحلية والدولية، ويتيح تجربة تعليمية وترفيهية متكاملة للجمهور، مع إبراز التنوع الثقافي والفني الذي يميز كل منطقة من محافظات مصر، في مزيج بالغ الرقي بينهم وبين دول العالم، فالجميع في مزيج واحد وحركة جسد واحدة يتلاقون في رسالة سلام للعالم من قلب مدينة الإسماعيلية أرض السلام والمحبة. 

3515fcdf66.jpg

وتؤكد الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلال المهرجان على حرصها على امتزاج هذا التنوع الثقافي من خلال الحدث السنوي الاستثنائي، ليبرز المهرجان كأحد أبرز المنصات التي تحتفي بالتراث والفن المصري والعالمي، كما تتيح للجهمور تجربة ثقافية متكاملة، تمتزج فيها جميع ألوان الفنون الشعبية من شتى أنحاء العالم، مع إبراز التنوع الفني المصري، بما يشمل كل المحافظات والألوان الفنية النادرة، وكان لابد أن تلتقى «البوابة» مع الفنان أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للبرامج الفنية بالهيئة للوقوف على أهم المشاركات المصرية والدولية ودور المهرجان في تعميق أواصر التعارف والتلاقي الثقافي .

وأكد «الشافعي» على أن المهرجان يمثل منصة فنية وثقافية حقيقية، قائلاً: «المهرجان ليس مجرد عروض فنية، بل هو رسالة للعالم على أن مصر ليست فقط موطناً للآثار والتاريخ، بل مركز حي للثقافة والفنون الشعبية، وقادرة على تقديم عروض ذات جودة عالية، تعكس الأصالة والإبداع في الوقت ذاته».

4f1b738b22.jpg

فرقة أسوان رمز التراث الجنوبي

أكد الفنان أحمد الشافعي، مدير الإدارة المركزية للبرامج الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، أن مشاركة فرقة أسوان تمثل اللون النوبي الأصيل الذي يميز محافظة أسوان، موضحًا: «اللون النوبي لا يمكن أن يقدمه أي فرقة أخرى سوى فرقة أسوان، فهو يمثل الهوية الثقافية الحقيقية للجنوب المصري، ويضم الموسيقى والرقص والأزياء التقليدية، فضلاً عن العادات والتقاليد التي توارثناها عبر الأجيال»، مشيرًا إلى أنه ليس مجرد عرض فني، بل هو انعكاس مباشر للهوية الثقافية للمنطقة، قائلاً: « إن غياب هذا اللون الفني عن المهرجانات الدولية يعني فقدان جزء من التراث المصري أمام الجمهور العالمي، لذلك نحرص على أن تكون مشاركتنا دائمًا ممثلة للهوية المصرية الأصيلة».

«تجربة عالمية» المشاركات الدولية

شهدت الدورة الحالية للمهرجان مشاركة دولية واسعة، حيث قدمت كل فرقة عروضها الموسيقية والرقصات التقليدية التي تعكس ثقافتها المحلية، وجاء عرض الافتتاح في مزيج رائع جمع كل الشعوب في نسيج واحد وحركة راقصة واحدة فالجسد هنا لغة يتحدثها الجميع وفي هذا الصدد أوضح «الشافعي» :«كل فرقة قدمت عروضها الموسيقية والرقصات التقليدية التي تعكس ثقافتها المحلية، وأن هذا التنوع يمنح جميع الفرق فرصة للتعلم ومواكبة أساليب الأداء المختلفة».

أهمية وجود كل الفرق في مكان واحد

أكد الشافعي أن وجود جميع الفرق المصرية والدولية في مكان واحد يعكس روح التلاقي والتبادل الثقافي، موضحاً: «وجود الفرق المصرية والدولية في مكان واحد يخلق حوارًا ثقافيًا حيًا، ويتيح تبادل الخبرات الفنية، ويعطي الجمهور فرصة متابعة عروض متنوعة في يوم واحد، وهو ما يعكس روح التلاقي بين الشعوب من خلال الفن».

7d705bd256.jpg

الرسالة الثقافية والفنية للمهرجان

عن رسالة المهرجان للعالم، أكد الشافعي على أن الهدف الأساسي هو إبراز مصر كملتقى عالمي للثقافات والفنون الشعبية، ونقل صورة حية للأصالة والتنوع الثقافي المصري، وتعزيز التفاهم بين الشعوب من خلال الفن، مضيفًا :«أن المهرجان يسعى إلى تقديم تجربة ثقافية متكاملة للجمهور المحلي والدولي، حيث يمكن متابعة عروض مصرية أصيلة إلى جانب عروض عالمية، مما يعكس التنوع الثقافي والفني في مصر ويعزز مكانتها كملتقى عالمي للفنون الشعبية، مشددًا على أن الفن الشعبي المصري يمثل جسرًا للتلاقي بين الشعوب وقيم التفاهم الثقافي العالمي.

1e6c20298e.jpg

تميزت عروض فرق المهرجان بالاهتمام بالتفاصيل، حيث قدمت الفرق في عروضها مزيجاً من الموسيقى والرقص الشعبي مع الملابس التقليدية الأصيلة، بما يعكس ثراء ثقافات وتنوع الفرق المشاركة سواء المصرية أو الدولية، مع تقديم الموسيقى الحية ما يعكس النبض الحي للتراث والموروث الثقافي الشعبي والذي تم استلهامه في تقديم رقصات تعبر عن ذاكرة الجسد، ما أضاف بعداً درامياً وتفاعلياً، وأتاح للجمهور تجربة سمعية وبصرية متكاملة، عززت من فهم التنوع الثقافي العالمي والمحلي في الوقت ذاته.

المهرجان كمنصة للتوثيق والنشر الثقافي

أكد الشافعي أن الهيئة العامة لقصور الثقافة تحرص على توثيق جميع العروض وإتاحتها قائلاً: «الهيئة تحرص على أن يتم تصوير العروض وإتاحتها عبر منصات مختلفة، لتصل إلى الجمهور العالمي، وهو ما يعزز من انتشار الفنون الشعبية المصرية خارج الحدود، ويتيح للمهتمين بالثقافة المصرية الاطلاع على التراث المصري الأصيل».

هذا التوثيق يسهم في الحفاظ على التراث الفني ونشره بين الأجيال المقبلة، ويعكس التزام مصر بالمحافظة على فنونها الشعبية ورفع مستوى عروضها بما يتوافق مع المعايير الدولية.

واختتم الشافعي حديثه بالتأكيد على أن الهيئة العامة لقصور الثقافة مستمرة في دعم الفرق المحلية لضمان استمرار التراث الفني، وأن كل مشاركة فنية تمثل فرصة لإبراز أصالة الفنون الشعبية المصرية، ونقلها إلى الأجيال المقبلة. وأكد أن الرسالة الكبرى للمهرجان للعالم هي أن الفن الشعبي المصري يظل جسراً للتواصل بين الشعوب، وحاملاً لقيم التلاقي والتفاهم الثقافي العالمي، مع إبراز مصر كدولة غنية بالتراث والتنوع الثقافي، قادرة على تقديم عروض فنية تحاكي المعايير الدولية، وتروي قصتها الثقافية بكل أصالتها وجاذبيتها.

5047b4b9da.jpg
a67e41c865.jpg
01a8b3c1f8.jpg
f6654ff66e.jpg
643d4fa254.jpg
df06bafc76.jpg
bb81fb4978.jpg
f9dedcfb5f.jpg
9864d510fd.jpg
a50b17df30.jpg
e66c9284ec.jpg
83d6317d12.jpg
9239a64023.jpg
986380cdc1.jpg
9b63ab110a.jpg

 

 

8a32d7bf56.jpg
7b514765ce.jpg
الفنان أحمد الشافعي
f0a267fbe8.jpg
الدكتور مسعود شومان 
dc2f9164d2.jpg
اللواء خالد اللبان
f2bc369742.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق