أعرب مجلس الكنائس العالمي (WCC) عن قلقه البالغ وحزنه العميق إزاء التقارير المروّعة الواردة من مدينة الفاشر في شمال دارفور بالسودان، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة وما تبع ذلك من انتهاكات جسيمة بحق المدنيين شملت عمليات قتل جماعي، وتدمير واسع، واستهداف أماكن العبادة ومخيمات النازحين.
بيلاي: جرائم حرب وعمليات قتل جماعي ذات طابعٍ عِرقي
وفي بيان رسمي صادر عن المجلس، قال الأمين العام الدكتور القس جيري بيلاي إنّ الشهادات الميدانية والتقارير الواردة من الفاشر تشير إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وعمليات قتل جماعي على أساسٍ عِرقي.
وأوضح أنّ المعلومات المتوافرة توثق وقوع غارات بطائرات مسيّرة وقصفٍ مدفعي استهدف مناطق مدنية، بينها مساجد ومخيمات نزوح وملاجئ للمدنيين، مما يشكّل تصعيدًا خطيرًا في معاناة السكان.
وأضاف بيلاي مشيرًا إلى حادث مأساوي في حي الدرجة بمدينة الفاشر، حيث تعرّض مسجد كان يأوي نازحين من مخيم “أبو شوك” للقصف، مؤكدًا: “إن مثل هذه الأفعال لا يمكن تبريرها أخلاقيًا وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان. نحن نوجّه نداءً عاجلًا للحفاظ على حياة الأبرياء وحماية المجتمعات المحلية.”
تضامن كامل مع الشعب السوداني ودعوة لتحرك دولي عاجل
وأكّد الأمين العام تضامن مجلس الكنائس العالمي الكامل مع الشعب السوداني والكنائس والجماعات الدينية التي تعاني من الحرب والنزوح والجوع، قائلًا: “نقف بمحبة وصلابة روحية مع إخوتنا في السودان، وندعو المجتمع الدولي، والاتحاد الإفريقي، والمنظمات الإقليمية إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية لوقف العنف، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المتضررين.”
وشدّد المجلس على ضرورة الوقف الفوري للهجمات الوحشية التي تنفّذها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، داعيًا قيادتها إلى التوقف عن الأعمال غير الإنسانية في الفاشر وسائر مناطق دارفور.
كما دعا جميع أطراف النزاع، ولا سيّما قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، إلى وقف إطلاق النار فورًا والانخراط في حوار جادّ لتحقيق سلام عادل ودائم في السودان.
“سنواصل المرافقة بالصلاة والمناصرة”
وقال بيلاي في ختام البيان:“إن مجلس الكنائس العالمي، بصفته شركة كنسية ملتزمة بالعدالة والسلام، سيواصل مرافقة شعب السودان بالصلاة والمناصرة. وندعو جميع المؤمنين حول العالم إلى الوقوف مع الضحايا ورفع أصواتهم ضد العنف والإفلات من العقاب.”
واختتم الأمين العام بيانه بدعاء مؤثر جاء فيه: “ليمنح الله، مصدر السلام والعزاء، القوة لشعب السودان، وليشفِ القلوب المنكسرة، وليغرس الرحمة والإنسانية في قلوب صانعي العنف، وليقُد الأمة نحو المصالحة والرجاء.”












0 تعليق