انطلقت صباح اليوم فعاليات المؤتمر العاشر للجنة الكهنة والرعاة بمجلس كنائس مصر، تحت شعار"احرس الحِصن"، وذلك بالأنـافـورا خلال الفترة من 20 إلى 22 أكتوبر، بمشاركة أكثر من 110 من الكهنة والرعاة من مختلف الكنائس الأعضاء في المجلس.
افتتاح المؤتمر بروح الوحدة والخدمة
شهدت الجلسة الافتتاحية حضور عدد من القيادات الكنسية، من بينهم الأنبا توماس مطران القوصية ومير ممثلًا عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والقس يشوع يعقوب الأمين العام لمجلس كنائس مصر، والأب بولس جرس الأمين المشارك عن الكنيسة الكاثوليكية، و الدكتور القس رفعت فكري الأمين المشارك عن العائلة الإنجيلية، إلى جانب أعضاء لجنة الكهنة والرعاة.
افتتح اللقاء الأب يوحنا سعد بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن سعادته بهذا اللقاء الروحي الذي يجمع خدام الكنائس في محبة واحدة، مؤكدًا أن المؤتمر يهدف إلى تذكير الكهنة والرعاة بمسؤوليتهم في حراسة الحصن الروحي وحماية الإيمان في زمن تتسارع فيه المتغيرات.
تلت الكلمة صلاة جماعية قادتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اتسمت بالخشوع والرجاء، ورفعت فيها الصلوات من أجل الكنيسة وخدامها في مصر والعالم.
كلمات تؤكد رسالة المحبة والشركة
في كلمته، أشار القس يشوع يعقوب إلى تاريخ مجلس كنائس مصر ودوره المتنامي في ترسيخ روح الشركة بين الكنائس، مؤكدًا أن المجلس «ليس مجرد هيئة تمثيلية، بل مساحة لقاء تعبّر عن تنوع الكنائس في وحدة الدعوة والخدمة».
أما الأب بولس جرس فتحدث عن ضرورة أن يعيش الكاهن على مثال المسيح في تواضعه ومحبته، قائلًا إن «الكاهن مدعو لأن يكون شهيدًا يوميًا للمحبة، يشهد للرب بخدمته الأمينة وبقلب مفتوح للجميع».
وتناول القس رفعت فكري مفهوم “حق الاختلاف”في إطار المحبة المسيحية، مشيدًا بالقيادات التي تزرع ثقافة الحوار، مؤكدًا: الكنيسة هي خميرة الحب في العالم، وإذا فقدت محبتها فقدت قوتها الروحية وشهادتها.
فيما شدد القس بطرس فؤاد، نائب رئيس اللجنة، على أن وحدة الهدف بين الكنائس تبقى الغاية الأسمى، مؤكدًا أن الكنيسة مدعوة لأن تسير بقلب واحد ونفس واحدة في الإيمان والمحبة، على مثال الكنيسة الأولى.
الأنبا توماس: نحيا الإيمان قبل أن نعلّمه
واختتمت الجلسة بكلمة رعوية ألقاها الأنبا توماس مطران القوصية ومير، قال فيها:علينا أن نحيا الحياة المسيحية قبل أن نعلّمها، فالكنيسة مدعوة لتقديم شخص المسيح – الطريق والحق والحياة – وحده القادر أن يغيّر القلب ويهب الإنسان معنى الوجود.
وأضاف باننا نعيش اليوم في عصر الهواء، حيث تسود السطحية والترندات السريعة، لذلك يجب أن نكون شهودًا للعمق، حراسًا للحصن، أمناء على الوديعة التي تسلّمناها من الرسل».
تجديد الدعوة إلى الحراسة والوحدة
يؤكد هذا المؤتمر من جديد رسالة الكنيسة في صون الإيمان وترسيخ الرجاء وبثّ المحبة، مجددًا عهد الخدمة بروح التواضع والوحدة. وفي عالمٍ يموج بالتحديات، تبقى شهادة الكنيسة الصادقة منارةً تهدي القلوب وتضيء درب الحياة.





0 تعليق