أعلن الرئيس المنتخب للقبارصة الأتراك تخليه رسميًا عن رئاسة حزبه السياسي، وذلك في خطوة وُصفت بأنها تمهيد لتوليه مهامه الدستورية كرئيس لجمهورية شمال قبرص التركية. ويأتي هذا القرار بعد أيام من فوزه في الانتخابات الرئاسية التي شهدت تنافسًا حادًا بين القوى السياسية في الجزيرة المقسمة، حيث تعهّد خلال حملته الانتخابية بتعزيز العلاقات مع تركيا ومواصلة الحوار من أجل إيجاد حل دائم لقضية قبرص.
وأوضحت وسائل إعلام محلية أن الرئيس المنتخب أبلغ قيادة الحزب بقراره خلال اجتماع استثنائي عُقد في العاصمة لفكوشا، مؤكّدًا أن منصب الرئاسة يتطلب الحياد الكامل والابتعاد عن أي انتماء حزبي، حتى يتمكن من تمثيل جميع القبارصة الأتراك دون استثناء. وقال في كلمته إن "رئيس الدولة يجب أن يكون للجميع، وأن يعمل على توحيد الصف الوطني في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد".
وبحسب المراقبين، فإن استقالة الرئيس المنتخب من رئاسة الحزب تعكس التزامه بالنهج الديمقراطي واحترام الأعراف الدستورية في شمال قبرص، إذ ينص النظام السياسي على ضرورة فصل السلطات بين القيادة الحزبية والمنصب الرئاسي. كما رأى آخرون أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز صورته كرجل دولة يسعى إلى تجاوز الخلافات السياسية الداخلية، وفتح صفحة جديدة من التعاون بين الحكومة والبرلمان.
وأكدت مصادر مقربة من الحزب أن لجنة انتقالية ستتولى إدارة شؤون الحزب مؤقتًا إلى حين انتخاب قيادة جديدة خلال المؤتمر العام القادم. فيما أعرب عدد من القيادات السياسية عن دعمهم لقرار الرئيس المنتخب، معتبرين أنه يعبّر عن روح المسؤولية الوطنية والرغبة في خدمة المصلحة العامة بعيدًا عن الحسابات الحزبية الضيقة.
ويُتوقع أن يركّز الرئيس الجديد خلال الفترة المقبلة على قضايا المفاوضات القبرصية المتوقفة منذ سنوات، إلى جانب تحسين الوضع الاقتصادي وتعزيز العلاقات مع أنقرة. كما يأمل الشارع القبرصي التركي أن تسهم هذه البداية الهادئة في بناء مرحلة أكثر استقرارًا وانفتاحًا على المجتمع الدولي.
0 تعليق