عماد الدين حسين لـ ستوديو إكسترا: مصر نجت رغم ما حدث منذ 2011 وحتى الآن

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، أن ما حققته مصر خلال العامين الماضيين، لا سيما في ملف وقف إطلاق النار في غزة، يمثل جهدًا وطنيًا متكاملًا يتسق مع تاريخها القومي ودورها الثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية منذ عام 1948، حين خاضت أربع حروب من أجلها، مرورًا بدورها التاريخي في دعم الثورة الفلسطينية الكبرى وزعمائها الأوائل مثل عز الدين القسام.

وأوضح خلال لقائه ببرنامج "ستديو إكسترا"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أن اهتمام مصر بفلسطين لا يقتصر على البعد القومي، بل يرتبط أيضًا بأمنها الوطني، لأن أي كيان معادٍ في الأراضي الفلسطينية يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، ولهذا كان من مصلحة القاهرة دومًا أن يكون هناك نظام حكم صديق ومستقر في غزة والضفة الغربية.

وأشار إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة حاولتا خلال العدوان الأخير على غزة تنفيذ مخطط خطير يقوم على تصدير الصراع من رأس إسرائيل إلى رأس مصر عبر تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وتحويل القطاع إلى عبء دائم على الدولة المصرية، إلا أن القاهرة واجهت هذا المشروع بكل حزم ووضعت خطوطًا حمراء واضحة، معلنة: "لن نقبل، ولن نتسامح، ولن نشارك في هذا الظلم".

وأضاف أن مصر أدركت مبكرًا أبعاد المخطط الإسرائيلي، مؤكدة أنه لم يكن رد فعل على عملية "طوفان الأقصى"، بل خطة معدة سلفًا تم استغلال الحدث لتنفيذها، ومن ثم جاء المؤتمر الأخير تتويجًا لجهد مصري مكثف لإفشال هذا المشروع ولإجبار الاحتلال على وقف العدوان، رغم محاولاته التملص من الالتزامات المتفق عليها.

وتطرق إلى حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية الـ42 للقوات المسلحة، حين وصف أحداث عام 2011 بأنها "لم تكن ثورة عادية، بل كانت حربًا على الدولة"، موضحًا أن الرئيس تحدث في سياق أوسع عن تنوع أشكال الحروب، التي لم تعد عسكرية فقط، بل تشمل أيضًا الحروب الاقتصادية والفكرية والسياسية.

وأوضح أن الرئيس كشف أن خسائر مصر الاقتصادية نتيجة أحداث 2011 بلغت نحو 100 مليار جنيه في البداية، وأن تقديرات الخسائر الممتدة حتى ما بعد 2011 قد تصل إلى 450 مليار دولار، إذا أُخذت في الاعتبار الفرص الضائعة والتداعيات الاقتصادية اللاحقة.

وأكد أن ما حدث في 2011 استغلته قوى ظلامية داخلية وأطراف خارجية لتوظيف حالة التغيير الشعبي لصالح مشروع أكبر يستهدف زرع الإسلام السياسي في المنطقة، وهو ما أشار إليه قادة غربيون لاحقًا في مذكراتهم، مؤكدين أن الإدارة الأمريكية آنذاك تبنت هذا الاتجاه على أمل احتواء التيار الإسلامي.

وشدد على أن مصر كانت نقطة التحول التي أفشلت هذا المخطط الإقليمي الممتد من إسطنبول حتى المغرب مرورًا بقطر وسوريا ولبنان وليبيا وتونس والسودان، إذ كانت "الطوبة التي تعثّر عندها المشروع"، حسب وصفه، بعدما كسرت القاهرة الحلقة المركزية التي كان يُراد منها تغيير خريطة الشرق الأوسط سياسيًا وأيديولوجيًا.

وقال عماد الدين حسين، إن صمود الدولة المصرية في تلك المرحلة لم يحفظ أمنها فقط، بل أنقذ المنطقة بأكملها من الانزلاق إلى فوضى شاملة كانت ستغيّر وجهها لعقود.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق