كشف مديرون تنفيذيون في صناعة الشحن البحري أن الرسوم المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة، على الموانئ قلصت من أعداد السفن المتاحة لتحميل السلع والبضائع، وتهدد بحدوث زيادات في التكاليف على المستهلكين، في كلا الدولتين.
وذكرت منصة "إنفستنيج" المالية - في تقرير - أن مشغلي خطوط الشحن البحرية جلبت السفن المرتبطة بالصين للعمل خارج خطوط الملاحة التجارية للولايات المتحدة الأمريكية لتجنب الرسوم الجديدة التي بدأ سريانها اعتبارًا من 14 أكتوبر الجاري، كما أنهم سحبوا السفن ذات الصلة بالولايات المتحدة بعيدًا عن الخطوط التجارية الصينية؛ لتلافي الرسوم الانتقامية التي دخلت حيز التنفيذ في اليوم نفسه.
وتسببت تلك التحركات البديلة في ارتباك عمليات النقل وتعطيلها وقللت من مساحة السفن المهيأة للشحن، حتى مع بقاء المشغلين غير متأكدين حيال كيفية قيام الصين بتحديد مستوى الملكية أو السيطرة الأمريكية عند تقييم رسومها.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة "سينيرجي للنقل البحري" القابضة، المتخصصة في موانئ الشحن الجافة، ستاماتيس تسانتانيس: إن قائمة السفن المتاحة الجاهزة للتحرك في الموانئ الصينية بالتأكيد أصغر عما ذي قبل، بالنسبة لأسواق الشحن جميعها.. وتابع: ستقع كل التكاليف على عاتق المستهلك الحقيقي، وهذا سيجعل الأشياء تذهب بعيدًا في ارتفاع أسعارها.
وقال محلل شركة "جيفريز"، عمر نوكتا - في مذكرة أخيرة له - إن مؤشر شنغهاي للشحنات المنقولة عبر الحاويات" حقق ارتفاعًا نسبته 12.9 في المائة ليصل إلى أعلى مستوياته في أربعة أسابيع، مدعوما بالمكاسب التي حققتها الخطوط الملاحية التجارية عبر المحيط الهادي، التي شهدت معدلات حركة كبيرة عقب إعلان الصين فرض الرسوم على موانيها.
كما حولت شركات شحن حاويات كبرى مثل "ميرسيك"، و"هاباج لويدز"، و"سي.إم.إيه.سي.جي.إم." خطوط سفنها التجارية وتكليفاتها لتجنب الخضوع لرسوم الموانئ الأمريكية.
وأفاد التقرير بأن رسوم الموانئ التي فرضتها الصين على السفن ذات الصلة بالولايات المتحدة، تسببت في رفع أسعار رحلات ناقلات النفط الخام العملاقة (في.إل.سي.سي.) المتجهة إلى الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.. وأرجعت ذلك إلى أن الرسوم الجديدة قللت من عرض الناقلات المهيأة للاستئجار لتجنب رسوم الموانئ المرتفعة.
وسجلت الأسعار المرجعية لناقلات النفط الخام العملاقة (في.إل.سي.سي.) أعلى مستوياتها في أسبوعين يوم الثلاثاء عقب تطبيق رسوم الموانئ، قبل أن تهدأ قليلًا مع نهاية الأسبوع.
ورفعت شركة "إنيرجي أسبكتس" الاستشارية توقعاتها لأسعار النقل بناقلات النفط الخام العملاقة (في.إل.سي.سي.) خلال الربع الأخير من العام الجاري 2025، مضيفة أنه قد تكون هناك مخاطر زائدة إذا تصاعدت حدة الارتباكات والتعطيلات في حركة الشحن.
وذكرت شركة "جيبسون" للوساطة في سوق الشحن البحري "أن إعفاء السفن الصينية الصنع من رسوم الموانئ الصينية خفف من التأثير المحتمل بعض الشيء، على الرغم من أننا لا نزال نلمح أعدادًا كبير من السفن المملوكة للولايات المتحدة أو التي تشغلها، قد تضررت بالفعل".
وعلى صعيد البضائع السائبة الجافة، الذي ينقل جميع أنواع البضائع من الفحم وخام الحديد إلى السع كالحبوب والملح، فقد تأثر ما بين 60 إلى 70 سفينة بالرسوم التي فرضت أخيرًا، أي ما يعادل 3 في المائة من أسطول السفن الكبيرة، على حد قول تسانتانيس، رئيس شركة "سينيرجي للنقل البحري" القابضة.
وأضاف: في ضوء الزيادة الكبيرة وغير المتناسبة في حالات التفريغ للسفن الكبيرة في الصين، فمن المرجح أن يكون لذلك تأثير ملحوظ على سوقنا، الذي يعاني نسبيًا نقصًا في إمدادات السفن.
0 تعليق