كانت تتمنى أن تسمع كلمة "ماما"، أن تضم طفلًا إليها ولو مرة واحدة، حتى ولو لم يكن من رحمها. لم تكن تعرف أن حلمها هذا سيقودها إلى باب مستشفى في الجيزة، وإلى خدعة غريبة بطلها موظف أمن لا يعرف من الرحمة سوى اسمها.
داخل قسم الطالبية، جلست سيدة في العقد الثالث من عمرها، تروي للمقدم عبد الحميد مرسي رئيس المباحث تفاصيل ما تعرضت له، وعيناها تفيض بالدموع: "كنت عايزة طفل.. وخفت جوزي يعرف إني مش بخلف، فصدقته لما قالي يقدر يجيبلي طفل من الحضانة".
بدأت الحكاية حين تعرّفت السيدة على موظف أمن إداري يعمل بأحد المستشفيات الحكومية الشهيرة بالجيزة، وأخبرته بسرّها المؤلم: أنها لا تنجب وأنها زوجة ثانية تخشى أن تُكشف أمام زوجها. استغل الرجل ضعفها، وأوهمها بقدرته على "تدبير طفل حديث الولادة" من داخل الحضانة، مقابل مبلغ مالي قدره 2500 جنيه.
دفعت المبلغ دون تردد، تنتظر خبراً يبدّل حياتها، لكنه اختفى. حاولت الاتصال به مراراً دون جدوى، حتى قررت التوجه إلى المستشفى لمواجهته، وهناك، وأمام العاملين، طلبت من زملائه استدعاءه، وما أن حضر حتى استغاثت بهم، وتمكن رجال الأمن من القبض عليه.
بمواجهة المتهم أمام العميد عمرو حجازي، رئيس مباحث قطاع الغرب، اعترف بما ارتكبه، مقرًا بأنه أوهمها بالحصول على الطفل مقابل المال.
تحرر محضر بالواقعة، وأُخطر اللواء علاء فتحي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، الذي أمر باستكمال التحقيقات.
0 تعليق