«واحِد، اثنان، ثلاثة، أربعة
الزمنُ يَقْرَعُ البابَ
لا تُسنِدوا حَياتَكُم على الزَّمنِ
تَراجَعوا لِتَسلَموا، سَبيلٌ
لِتَفادى السَّجنِ فى قَيدِ الساعةِ،
هُوَ أنْ تَتَجاوزوا مِفتاحَها وقفْلَها
الليلةَ لَنْ نَدِقَّ».
صمت يتربص فى المقصلة الدوارة
يتربصُ الصمتُ فى
المِقصلةِ الدوَّارةِ عَكْسًا،
سجادةٌ تترقَّبُ البسطَ
لِتشقَّ الزمنَ والفضاءَ الخاوى
خَيطٌ مَمدودٌ بَينَ قِمَّتَينِ.
نَبتَلِعُ جُبنَ نادِلٍ مُنفَرِدٍ
فنَنسَى تَذوُّقَ فُطيرَتِهِ المُتواضِعةِ.
الكوكبُ المنكوبُ يَديرُ ظَهرَهُ،
لأنَّنا لم نَشهَدْ مَوتَ زَنابقِ الأُقْحُوانِ.
الضباط الثَّلاثة
ثلاثةُ رِجالٍ بَحَثوا فى الكونِ
مُمتَطينَ خُيولًا تَسيرُ بِـزيتِ الظِّلِّ.
نَفَخوا أُنوفَهُم فى مَناديلَ ثَخينةٍ، فى الليلةِ
التى حَصَلَ فيها كُلُّ واحدٍ مِنهُم على نَجمَةٍ.
ظَهَرَتْ ثَلاثةُ ثُقوبٍ فى السَّماءِ،
جاهِزةً لِلطَّهوِ فى مِقلاةٍ مُمتازةٍ،
لِصُنعِ تَتبيلةٍ مُنفَرِدةٍ.
لكنَّ المَذاقَ، عِندَ الأكلِ، أَثارَ ذِكرياتٍ،
فاجَأَهُم—
مَشاعرُ لم يَستَطيعوا تَحديدَ مَوقِعِها تَمامًا!
كأنَّهم سَمِعوا كُلَّ هذا مِن قَبلُ ولكنْ
لم يُعيروا انتباهًا كافيًا.
سَمِعَ أحَدُ الرِّجالِ صَوتًا:
«الآنَ أعيدُونا مِن حَيثُ أتينا!»
فَألقى نَجمَتَهُ بِشُعورٍ بِالذَّنبِ فى المَجرَى.
تَلاشَى للأبَدِ،
ولم يُرَ بَعدَ ذلِكَ أبدًا.
الثانى تَفَكَّرَ بِجِدٍّ، وأعادَ نَجمَتَهُ إلى السَّماءِ؛
كانَ ذلكَ فى تَمامِ الثالثةِ والنِّصفِ.
فى تمامِ السادسةِ، أَخذَ الرَّجُلُ الثالثُ ساعَتَهُ.
أشعلَ كِبريتَتَهُ، وأحرقَ نَجمَتَهُ إلى لَهيبٍ.
الرِّجالُ الحُكَماءُ الثَّلاثةُ لم يَكونوا حُكَماءَ،
بَل مَجانِينَ.
0 تعليق