في واحدة من أعنف الحرائق التي شهدتها محافظة الدقهلية خلال السنوات الأخيرة، وقف أكثر من 60 رجلًا من قوات الحماية المدنية في مواجهة نيران اشتعلت داخل مخزن مكوّن من أربعة طوابق بمنطقة سوق الخواجات بمدينة المنصورة، في معركة استمرت ساعات انتهت بمأساة: 5 وفيات و13 مصابًا وخسائر مادية هائلة.
البداية: بلاغ بعد منتصف الليل
تلقت شرطة النجدة بلاغًا يفيد بتصاعد دخان كثيف وظهور ألسنة لهب من مبنى تجاري تابع لمول ملابس شهير. دقائق معدودة كانت كافية لإدراك خطورة الموقف، فصدر توجيه عاجل بالدفع بكامل قوة الإطفاء المتاحة في نطاق المدينة.
12 سيارة إطفاء.. و60 رجلًا في قلب النار
تحركت 12 سيارة إطفاء وإسعاف دفعة واحدة إلى موقع الحريق، وبدأت القوات في فرض كردون واسع حول المنطقة، مع فصل التيار الكهربائي والغاز لمنع امتداد النيران إلى المباني السكنية والمحلات المجاورة.
أكثر من 60 فردًا من رجال الحماية المدنية شاركوا في عملية الإطفاء، بينهم ضباط وصف ضباط ومجندون، تسابقوا إلى داخل المبنى المشتعل في محاولة لإخماد النيران وإنقاذ العالقين.
شدة الحرارة، والدخان الكثيف، وانهيار أجزاء من الطوابق، لم تمنعهم من إكمال المهمة وسط هتافات الأهالي الذين تابعوا المشهد في صمت وذهول.
مواجهة مع مبنى منهار من الداخل
أولى الصعوبات كانت في أن المخزن ممتلئ بالبضائع القابلة للاشتعال، ما جعل النيران تبتلع الطوابق الأربعة بسرعة كبيرة. كما واجهت القوات مشكلة في وصول المياه إلى قلب المبنى، ما اضطر فرق الإطفاء لاستخدام السلالم الهيدروليكية وخراطيم ممتدة لأكثر من 80 مترًا.
ورغم الخطر، اقتحم رجال الإطفاء المبنى مرات عدة بحثًا عن أي ناجٍ، قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى الجثامين وإخراجها تباعًا.
الضحايا: 5 أرواح فُقدت في دقائق
انتهت عمليات البحث بانتشال جثامين:
- علي محمد مصطفى الطنطاوي (43 سنة)
- ماجد علي محمد مصطفى (22 سنة)
- رأفت ماهر صيام (27 سنة)
- محمد أحمد السيد نخلة (37 سنة)
- أدهم مصطفى البنا (30 سنة)
كما أصيب 13 شخصًا بينهم مجند من قوات الحماية المدنية، جميعهم باختناقات بدرجات متفاوتة.
ساعات حتى السيطرة.. وخسائر هائلة
احتاجت القوات إلى ساعات طويلة للسيطرة الكاملة على الحريق، بسبب امتداد النيران داخل المخزن وتعدد نقاط الاشتعال.
وبعد إخماد النيران، كشفت المعاينة الأولية أن الطوابق الأربعة تدمرت تمامًا، وأن الخسائر المادية كبيرة نظرًا لطبيعة المواد المخزنة.
تحقيقات لمعرفة السبب
تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي استدعت فريق الأدلة الجنائية لتحديد سبب الاشتعال، سواء كان ماسًا كهربائيًا أو إهمالًا أو عوامل أخرى أدت إلى هذه الكارثة التي هزت المدينة.
خلاصة المشهد
وسط دخان كثيف ونيران تتصاعد نحو السماء، كان 60 رجلًا من رجال الحماية المدنية يخوضون معركة حقيقية لإنقاذ الأرواح ومنع كارثة أكبر.
ورغم الخسائر البشرية المؤلمة، إلا أن سرعة التحرك حالت دون امتداد النار إلى منطقة تجارية وسكنية مكتظة كانت ستجعل الحادث أكثر مأساوية.











0 تعليق