تحولات حساسة في شمال وشرق الصومال.. عمليات ضد داعش وتشديد السفر وضغوط أمريكية لتعزيز الوحدة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت مناطق شمال وشرق الصومال خلال الساعات الماضية سلسلة تطورات أمنية وسياسية لافتة، تعكس حجم التعقيد في مشهدٍ تتقاطع فيه الحرب على الإرهاب مع أزمات الحكم المحلي وضغوط الهجرة غير النظامية. 
وتركزت أبرز التحركات في بونتلاند وجوبالاند، ما جعل الساحة الصومالية تبدو وكأنها تدخل مرحلة اختبار جديدة لقدرة الولايات على ضبط أمنها وبناء موقف سياسي أكثر تماسكًا.

عملية بونتلاند ضد داعش.. ضربة تكتيكية أم بداية تحول؟

كما نفذت قوات أمن بونتلاند عملية واسعة في منطقة توغا دانيو بجبال علمسكاد في إقليم باري، أسفرت عن مقتل 8 من عناصر تنظيم داعش، بعد مواجهات بدأت بتصفية ثلاثة مسلحين وتواصلت لاجتثاث الخلية بالكامل، وفق مصادر محلية.
العملية جاءت استكمالًا لتحرك مستمر يستهدف شبكات التنظيم المسؤولة عن الابتزاز ونهب الماشية من القرى الواقعة على نهر جيسيل، وهو نمط تمويل اعتمد عليه داعش في الإقليم خلال السنوات الأخيرة.
ورغم نجاح العملية، دفعت بونتلاند ثمنًا ميدانيًا بمقتل ثلاثة من جنودها، في مؤشر على أن قوة التنظيم ما زالت قادرة على إنهاك القوات المحلية، ويأتي ذلك في أعقاب انسحاب قوات بونتلاند من بلعدة، أحد أبرز معاقل داعش، وهو انسحاب أثار مخاوف من تحركات ارتدادية للتنظيم في المناطق المحيطة.
قيود سفر جديدة.. قراءة في محاولة لكبح نزيف الهجرة

إلى جانب المعارك الميدانية، أعلنت حكومة بونتلاند فرض قيود سفر مشددة تستهدف الأفراد دون سن الأربعين، وهي خطوة تعكس تصاعد حوادث الاتجار بالبشر ومحاولات الهجرة غير القانونية عبر شبكات تمتد من القرن الأفريقي إلى أوروبا.
القيود الجديدة تلزم المتقدمين للحصول على جوازات السفر بتقديم مبررات واضحة لأسباب السفر، في محاولة لتضييق الخناق على شبكات تهريب البشر، وكسر التصور السائد لدى الشباب بأن الهجرة غير النظامية هي المخرج الوحيد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
الإجراء يحمل بعدًا أمنيًا واضحًا، لكنه يكشف في الوقت ذاته قصور الأدوات الحكومية في معالجة جذور الظاهرة، ما يعني أن مشكلة الهجرة ستظل قائمة ما لم تُمدد المواجهة إلى سياسات التشغيل والتنمية.
جوبالاند في قلب المشهد: واشنطن تضغط باتجاه مركزية الأمن ووحدة القرار
في الجنوب، برزت جوبالاند كحلقة أخرى في المشهد. فقد التقى رئيس الولاية أحمد محمد إسلام (مادوبي) مع وفد أمريكي رفيع بقيادة السفير ريتشارد رايلي، في اجتماع تركز على ملفي الأمن والوحدة الوطنية، إضافة إلى التوتر المستمر بين الولاية والحكومة الفيدرالية.
التأكيد الأمريكي على أن "الوحدة السياسية هي مفتاح مكافحة الإرهاب" يعكس قلق واشنطن من تشتت مراكز القرار الأمني، خصوصًا مع تصاعد تهديدات حركة الشباب وتزايد التنافس الداخلي بين الولايات والحكومة المركزية.
كما ناقش الاجتماع الجهود الجارية لبناء هياكل الدولة وتأمين جبهات جوبالاند، التي تعتبر إحدى أكثر المناطق حساسية في المعركة ضد الجماعات المتطرفة، نظرًا لقربها من الحدود الكينية ومسارات الإمداد غير النظامية.

التحركات الأخيرة في بونتلاند وجوبالاند تشير إلى أن الصومال يعيش مرحلة انتقالية دقيقة:
ضربات أمنية تكسر بعض قدرات داعش، لكن دون ضمان تراجع طويل الأمد.

قيود سفر تعكس فشلًا اقتصاديًا واجتماعيًا تمت تغطيته بإجراءات أمنية.

ضغوط أمريكية لدفع الولايات نحو تنسيق أكبر، خشية أن تتحول الانقسامات الداخلية إلى ثغرات تستغلها الجماعات الإرهابية.
لذا يوضح المشهد بمجمله أن الصومال أمام طريقين: إما تحويل هذه الخطوات إلى مسار مستدام لإعادة بناء الدولة، أو بقاءها مجرد ردود فعل قصيرة العمر تسبق جولات جديدة من عدم الاستقرار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق