شهد عام 2025 تحولاً نوعياً في ملف السياحة المصرية، حيث لم تكتفِ مصر بتعزيز مكانتها التقليدية كمهد للحضارات، بل انطلقت لتصبح قوة دافعة في المشهد السياحي العالمي، مدعومة بإشادات غير مسبوقة من أبرز المؤسسات الدولية المتخصصة.
أداء استثنائي في قطاع الساحة المصرية
وهذا الأداء الاستثنائي لم يكن مجرد صدفة، بل هو نتاج استراتيجية متكاملة نجحت في مزج سحر الماضي بمتطلبات العصر الحديث وخدمات المستقبل.
ومنذ أيام، أشادت وكالة فيتش الأمريكية إلى استمرار الزخم القوي لـ السياحة المصرية خلال عام 2025، واستعداد السوق لمواصلة التعافي والنمو المستدام، حيث كشفت الوكالة عن أحدث توقعتها في عام 2026.
وأظهر التقرير توقعات إيجابية لعدد السياح الوافدين إلى مصر، حيث يُتوقع وصول عددهم إلى 18.6 مليون سائح في 2026، بزيادة 4.6% مقارنة بعام 2025، على أن يستمر معدل النمو السنوي حتى 2029 ليصل إلى 20.8 مليون سائح بمعدل نمو سنوي يبلغ 5.8%.
شهادة عالمية على قوة السياحة المصرية
والتقارير الدولية الصادرة خلال عام 2025 بمثابة شهادة قوية على نجاح جهود التنمية ونمو السياحة المصرية، حيث سلطت الضوء على النمو الكمي والتحسن النوعي للقطاع، حيث أكدت منظمة السياحة العالمية (UN Tourism) على الديناميكية الفائقة للسوق المصري، ففي مشهد دولي يتسم بالتنافسية، نجحت مصر في حجز مكانها ضمن أفضل 10 دول عالمياً من حيث معدل نمو أعداد السائحين الوافدين خلال الربع الأول من العام.
التاسعة عالميا في الوجهات السياحية
كما أن مجلة "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت" (US News & World Report) منحة مصر المرتبة التاسعة عالمياً ضمن تصنيف "أفضل الدول للسياحة لعام 2025"، وهذا التصنيف المرموق لم يعتمد فقط على الآثار القديمة، بل شمل تقييماً شاملاً لجاذبية الوجهة، جودة بنيتها التحتية، وقوتها الاقتصادية، مما يعكس تحول مصر إلى وجهة سفر شاملة ومتكاملة.
نمو قطاع السياحة المصرية
بالإضافة إلى الأرقام القياسية في أعداد الوافدين، أكد المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) الدور الحيوي للقطاع في الاقتصاد القومي. حيث أشار التقرير إلى أن مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025 من المتوقع أن تحقق نمواً بنسبة 4.9%، متجاوزة بذلك جميع الأرقام القياسية السابقة.
وهذا التأثير الاقتصادي الهائل يضع السياحة على رأس قاطرات التنمية القومية ويجعلها مصدراً أساسياً للعملة الصعبة.
ولم يقتصر التقدير على المؤسسات الكبرى، بل امتد إلى التقارير المتخصصة، حيث أكد تقرير "Kensington Luxury Travel" على جاذبية مصر لأسواق جديدة، مصنفاً إياها في المركز الرابع عالمياً كأفضل وجهة للسفر الفردي، وهذا التقييم يعكس التحسن الملموس في مستويات الأمان والخدمات التي يبحث عنها المسافر المستقل، مما يوسع من قاعدة جمهور السياحة المصرية.
وتتوقع وكالة فيتش، أن يظل السوق الأوروبي المصدر الرئيسي للسياحة في مصر، حيث يُقدر عدد السياح القادمين من أوروبا بـ 10.2 ملايين في 2026، مع التركيز على المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، بالإضافة إلى التوسع في أسواق أوروبا الشرقية مثل روسيا وأوكرانيا وبولندا والتشيك.
وعلى صعيد الإيرادات السياحية، تشير توقعات فيتش إلى وصولها إلى 17.8 مليار دولار في 2026 بزيادة 4.2% عن العام السابق، مع استمرار نموها ليصل إلى 19.1 مليار دولار في 2029 بمعدل نمو سنوي 3.3%. ويعود هذا النمو إلى إنفاق السياح من الأسواق ذات القوة الشرائية العالية، مثل أوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي.
















0 تعليق