شهدت العلاقات بين روسيا والصين تعميقاً ملموساً بدخول سياسة الإعفاء المتبادل من التأشيرات بين البلدين حيز التنفيذ، وهي خطوة استراتيجية تهدف إلى تذليل العقبات البيروقراطية أمام حركة الأفراد، مما يعكس قوة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين موسكو وبكين.
تبادل تجاري بين روسيا والصين
هذا القرار، الذي يشمل المواطنين من كلا الجانبين لفترات تصل إلى 30 يوماً، من المتوقع أن يخلف تأثيراً كبيراً على حركة السياحة والتبادل الثقافي والتجاري خلال الفترة القادمة.
السياحة تتجه نحو مستويات قياسية بين روسيا والصين
من أبرز النتائج المباشرة لتطبيق هذه السياسة هي التوقعات بوصول حركة السياحة بين القوتين العظميين إلى 3.5 مليون رحلة، حيث أن سهولة الدخول والخروج تشجع المواطنين على السفر المتكرر.
هذا التسهيل يخدم المصالح والعلاقات روسيا والصين المشتركة للشعبين ويؤكد على الترحيب الصيني بالقرار الروسي، الذي دخل حيز التنفيذ اعتباراً من 1 ديسمبر 2025 ويستمر حتى منتصف سبتمبر 2026.
السياحة بين روسيا والصين
كما أن السياحة الصينية لم تكن الوحيدة المستفيدة، حيث شهد قطاع السياحة العلاجية في الصين إقبالاً متزايداً من الروس الباحثين عن خدمات الطب الصيني التقليدي، مما دفع العيادات الصينية لتعزيز استعداداتها وتوظيف مترجمين متخصصين.
تسهيل حركة الأعمال والثقافة
لم يقتصر تأثير الإعفاء على السياحة الترفيهية فحسب، بل شملت أغراض الدخول التي حددها المرسوم الروسي العديد من الأهداف المهمة.
وأصبح بإمكان المواطنين الصينيين السفر إلى روسيا دون تأشيرة لمدة 30 يوماً لأغراض الأعمال التجارية، والزيارات الخاصة، والمشاركة في فعاليات علمية وثقافية واقتصادية وسياسية، وهذا التسهيل يساهم بشكل مباشر في تعزيز التواصل البشري المباشر وتبادل الخبرات والمعارف بين المؤسسات والأفراد في البلدين، مما يدعم النشاط الاقتصادي المشترك بعيداً عن التعقيدات الإجرائية.
تجدر الإشارة إلى أن بعض الفئات، مثل الصحفيين والطلاب الذين يهدفون للدراسة طويلة الأجل، لا يزالون مطالبين بالحصول على تأشيرة مخصصة، مما يضع إطاراً منظماً للسياسة الجديدة.
وبدأ سريان الإعفاء الصيني للمواطنين الروس منذ 15 سبتمبر 2025 وتبعه القرار الروسي في 1 ديسمبر 2025، على التناغم والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين في تعزيز شراكتهما الشاملة. هذه الخطوة العملية تمثل إزالة لحاجز كبير أمام حركة الأفراد، مما يدعم المصالح طويلة الأجل ويشجع على تفاعل أكثر تكراراً واستدامة بين شعبي وقادة الأعمال في روسيا والصين.


















0 تعليق