يحتفي العالم باليوم العالمي للإيدز، في الأول من ديسمبر، وهي مناسبة سنوية يتم إحياؤها بموجب قرار منظمة الصحة العالمية 15/ 34، الذي أقر لأول مرة عام 1988 بهدف نشر التوعية بمخاطر فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" أو "اتش آي في"، وطرق انتقاله، وكيفية التعامل السليم والصحيح مع المصابين أو الحاملين للفيروس، ويحمل شعار هذا العام 2025 "التغلب على الاضطراب وتحويل الاستجابة للإيدز".
تخفيضات التمويل الدولي تهدد جهود مكافحة الإيدز
تشكل هذه الذكرى فرصة لتسليط الضوء على التأثير السلبي الذي أحدثته تخفيضات التمويل من جانب المانحين الدوليين على جهود مكافحة المرض، وإبراز قدرة البلدان والمجتمعات على الصمود وحماية المكاسب التي تحققت، ودفع الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية إلى الأمام.
تراجع حاد في الاستجابة العالمية وخطر تفويت هدف 2030
ووفق بيان الأمم المتحدة، شهدت الاستجابة العالمية للإيدز في الأشهر الأخيرة تراجعا حادا، ولا يزال الطريق طويلا أمام الوفاء بالهدف المتمثل في وضع حد للإيدز بحلول عام 2030 ضمن إطار التنمية المستدامة، فالمرض لا يزال يمثل تهديدا حاضرا، ومع تعقد الأوضاع الدولية يزداد الاحتياج إلى مقاربة جديدة أكثر قدرة على الحد من المخاطر وفتح المجال أمام تحقيق الغايات المنشودة.
نداء لإعادة تمويل برامج فيروس نقص المناعة البشرية
تقع على عاتق الدول مسؤولية إعادة صياغة برامج فيروس نقص المناعة البشرية وتمويلها بجرأة تحدث تغييرا حقيقيا في مسار الاستجابة، فالاعتماد على الموارد الوطنية وحدها لم يعد كافيا لدرء التراجع، وهنا يبرز الدور الحاسم للمجتمع الدولي في سد فجوة التمويل، وعدم جهود الوقاية والعلاج، والعمل على إزالة العوائق القانونية والاجتماعية التي تعرقل الوصول، ومنح المجتمعات القدرة على قيادة المسار نحو مستقبل أكثر أمانا.
40.8 مليون شخص يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية بنهاية 2024
وبحسب أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية والبرنامج المشترك للأمم المتحدة المعني بالإيدز، بلغ عدد الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية حول العالم حوالي 40.8 مليون بنهاية عام 2024، وسجلت في العام ذاته قرابة 1.3 مليون إصابة جديدة، فيما بلغ عدد الوفيات المرتبطة بالإيدز نحو 630000 وفاة، ورغم التقدم في العلاج والوقاية، يظل الفيروس أحد أبرز التحديات الصحية العالمية.
مؤتمر "كونتينيوم 2025" في سان خوان يونيو 2025
وفي سياق متصل، نظمت الرابطة الدولية لمقدمي رعاية مرضى الإيدز بالتعاون مع كلية ألبرت أينشتاين للطب – المركز الطبي مونتيفيوري، مؤتمرها السنوي العشرين "كونتينيوم 2025" في مدينة سان خوان ببورتوريكو، في الفترة من 10 إلى 12 يونيو 2025، تحت شعار "إعادة صياغة رعاية فيروس نقص المناعة البشرية"، وأكد على أهمية تطوير نموذج متكامل لرعاية المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية داخل منظومات الرعاية الصحية الأولية، ودعم الجهود العالمية والوطنية لتحقيق نتائج أفضل في الوقاية والعلاج، إلى جانب دمج الجوانب النفسية والاجتماعية ضمن منظومة الرعاية الشاملة.
مصر تعلن تحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإيدز 2024-2030
وعلى الصعيد المحلي، أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية - خلال الاحتفال باليوم العالمي للإيدز عام 2024 - تحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري المكتسب (الإيدز)، والتي تغطي الفترة من عام 2024 حتى 2030، في خطوة تعد محورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية "مصر 2030".
27 مركزا تقدم العلاج مجانا في جميع المحافظات المصرية
وتعمل الوزارة ضمن استراتيجيتها على عدة محاور أهمها: الوقاية والذي يعد محورا ثابتا في جهودها، وكذلك محور البيانات وتحديثها، والمسح الصحي الذي يساعد على وضع خارطة الطريق لتحقيق الأهداف المرجوة في مكافحة الفيروس، كما يشمل العمل وضع قواعد وإرشادات في التشخيص والعلاج من خلال اللجان العلمية المختصة، مع توفير الأدوية مجانا على نفقة الدولة عبر 27 مركزا بجميع المحافظات.
اليوم العالمي للإيدز 2025 نداء لإنهاء الوباء بحلول 2030
يأتي اليوم العالمي للإيدز 2025 كنداء عملي لتعزيز السياسات الداعمة، وتمويل برامج الصحة العامة وضمان العدالة الصحية، ومع تزايد التحديات المرتبطة باضطرابات التمويل والإجراءات التنظيمية، تبقى الاستجابة للإيدز مرهونة بتعاون المجتمع الدولي والمحلي، ويظل الالتزام بالمساواة في الحصول على خدمات العلاج والوقاية حجر الأساس للسعي نحو الهدف المنشود: عالم خال من الإيدز بحلول عام 2030.














0 تعليق