بعد اكتشاف لغة الأسود.. الذكاء الاصطناعي يفتح أسرار تواصل الحيوانات

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يشهد العالم العلمي اليوم تحولًا جذريًا في فهم تواصل الكائنات الحية، بعد أن فتحت تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستشعار الدقيق الباب أمام فك شفرات لم تكن متاحة للبشر من قبل، حيث يقود مجال "الصوتيات الحيوية الرقمية" طفرة هائلة في تحليل الأصوات الطبيعية والتقاط الإشارات الخفية التي تطلقها الكائنات في بيئاتها، وهو ما يمهّد لثورة غير مسبوقة في معرفة ما يدور داخل عوالم الحيوانات، من الأسود الضخمة إلى الخفافيش الدقيقة وحتى مجتمعات النحل المنظمة باحترافية مذهلة.

 

إعادة تعريف فهم ذكاء الحيوانات

تشير كارين باكر، الأستاذة بجامعة كولومبيا البريطانية، إلى أن الخطأ التاريخي الأكبر في دراسة ذكاء الحيوانات كان محاولة قياس قدراتها بمعايير بشرية تُقصّر عن ملاحظة تعقيد التفاعل غير البشري، موضحة أن فهم التواصل لا بد أن يعتمد على لغات الكائنات وتجاربها الحسية، وليس إجبارها على “التحدث” مثل البشر، وهو تصور جديد يدعم الدمج بين تحليل الذكاء الاصطناعي وممارسات الاستماع العميق التي تتبعها الشعوب الأصلية منذ قرون.

تقنيات ترصد ما لم يسمعه البشر من قبل

تعتمد الدراسات الحديثة على أجهزة تسجيل رقمية بالغة الصغر يمكن تثبيتها على الحيتان والسلاحف والطيور أو نشرها في الغابات والمحيطات، لتسجيل الطبيعة على مدار الساعة حتى في البيئات النائية، ثم تحليل آلاف الساعات من الأصوات لفهم أنماط غير مدركة سابقًا، ما يتيح قراءة جديدة لسلوك الكائنات وصور تفاعلها اليومية التي كانت تمرّ دون أن يلتقطها البشر.

 

الخفافيش المصرية… لغة كاملة تُقرأ لأول مرة

في دراسة حديثة، نجحت الخوارزميات في تحليل أكثر من 15 ألف صوت لخفافيش مصرية، واستطاعت ربط كل نداء بسلوك اجتماعي دقيق كالشجار على الطعام أو تواصل الأمهات مع صغارهن، وكشفت النتائج عن امتلاك الخفافيش “أسماء صوتية” مميزة، إضافة لاختلاف في نبرة التواصل بين الجنسين، ما يؤكد أن هذه الكائنات تمتلك تطورًا صوتيًا يفوق التوقعات التقليدية.

 

نحل العسل… شفرة اهتزازية تحكم مجتمعًا كاملًا

أظهرت دراسات جامعة برلين أن تواصل النحل يعتمد على الاهتزازات والمواضع، وأن الذكاء الاصطناعي قادر على تتبع كل نحلة داخل الخلية بدقة غير مسبوقة، وتحديد إشارات مثل “الخطر” و“التوقف” و“التجمع”، وهي رموز تتحكم في إدارة السلوك الجماعي داخل واحد من أكثر الأنظمة الطبيعية تنظيمًا.

لغة الأسود… اكتشاف زئير جديد يغير قواعد الفهم

في اختراق علمي بارز، اكتشف فريق جامعة إكستر نوعًا جديدًا من زئير الأسود، أطلق عليه “الزئير الوسيط”، وهو مختلف عن الزئير التقليدي المعروف بصوته المرتفع، وتُعد هذه أول دراسة تميّز بين أنواع الزئير باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يشير إلى أن طبيعة تواصل الأسود أكثر تعقيدًا بكثير مما كان يُعتقد.

ومع استمرار اندماج الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، يبدو أن البشر يقتربون خطوة بعد أخرى من فهم لغات غير البشر، وربما التواصل معها يومًا ما، في إنجاز قد يغير نظرتنا للطبيعة جذريًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق