أكد الشيخ مصطفى عبدالسلام، إمام وخطيب جامع عمرو بن العاص، أن وزارة النقل أحسنت عندما ناشدت المواطنين ضرورة المشاركة في توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على السكك الحديدية، والالتزام بقواعد عبور القطارات، موضحًا أن الاستخدام الخاطئ يؤدي لخسائر بشرية قبل المادية، إضافة إلى تعطيل حركة الرحلات، مضيفًا أن وزارة الأوقاف تناولت هذا الملف ضمن مبادرة "صحح مفاهيمك" لأن الدين الحنيف نهى صراحة عن تخريب الممتلكات العامة.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية مع مروة شتلة ببرنامج "البيت" المذاع على قناة الناس، أن الوزارة أسهمت بقوة في تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الناس، خاصة ما يتعلق بنظرتهم الخاطئة إلى الطرق والمواصلات والممتلكات العامة باعتبارها ليست ملكًا لهم.
وقال إن بعض السلوكيات السلبية ظهرت بسبب هذا الفهم الخاطئ، منها رشق القطارات بالحجارة، أو تقطيع الكراسي، أو الكتابة على جدران القطارات والمحطات، مؤكدًا أن كل هذه الأفعال تعد تعديًا على المال العام.
وأضاف عبدالسلام أن الشرع أمر بالنظافة وحسن التعامل، مشيرًا إلى ضرورة الحفاظ على دورات المياه في القطارات وتركها نظيفة، وعدم وضع الأقدام على الكراسي أو تلويثها، والالتزام بإلقاء القمامة في الأماكن المخصصة لها، فضلًا عن تجنب إزعاج الركاب بالأصوات العالية، قائلا إن الإسلام حرّم كل هذه السلوكيات لأنها تمثل اعتداءً وإفسادًا في الأرض.
وأكد أن السكك الحديدية ليست مجرد قضبان، لكنها منظومة متكاملة تتطلب التقدير والاحترام، وأن التعدي عليها محرم شرعًا وصاحبه آثم، مستشهدًا بقول الله تعالى: "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، وقوله: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها"، كما استشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم".
وشدد على أن المال العام ملك للجميع، والاعتداء عليه جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون، موضحًا أن الإضرار بالمرافق العامة يمس مجتمعًا بأكمله، وليس فردًا واحدًا، وهو صورة من صور الفساد والتعدي الذي نهى الله عنه.
وأكدت ضرورة مدّ يد العون لوزارة النقل والأوقاف وكل القائمين على حماية المرافق العامة، داعيًا الله أن يهدي كل من يسيء استخدامها، مؤكدًا للمواطنين: "اعتبروا ممتلكات الدولة ممتلكاتكم.. حافظوا عليها كما تحافظون على بيوتكم".















0 تعليق