التحرش جريمة مرعبة تهدد الأطفال.. خبراء يوضحون الإجراءات الوقائية للحماية من الايذاء الجسدي

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تشهد مصر خلال السنوات الأخيرة الماضية، حوادث التحرش الجنسي بالأطفال صادمة، فهي من أكثر الجرائم إيلاما وتأثيرا نفسيًا في المجتمع المصري.

يعاني آلاف الأطفال سنويًا من انتهاكات داخل أو خارج المدارس، وفقا لتقارير منظمات مثل اليونيسف ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، كما أثار العمل على زيادة حملات التوعية الوطنية.

 

واقعة تحرش جديدة في التجمع الأول 

موخرًا، تلقت الأجهزة الأمنية بلاغ أمني بمديرية أمن القاهرة في مصر عن واقعة تحرش جديدة داخل مدرسة في منطقة التجمع الأول، وذلك بعد أيام من واقعة الاعتداء الجنسي الصادمة داخل مدرسة دولية.

حرر اثنان من أولياء الأمور محضرا بديوان عام قسم شرطة التجمع الأول بحق سائق "أتوبيس" مدرسة يقل ابنتهما يوميا إلى المؤسسة التعليمية، متهمين إياه بالتحرش بالطفلتين وملامسة أماكن حساسة من جسدهن.

كشف أولياء الأمور، في البلاغ الذي تقدم للأجهزة الأمنية، أن البداية كانت ببكاء الطفلتين لأسرتيهما والتحدث إليهما عن أمور خادشة للحياء يفعلها السائق بحقهما.

تتابع القيادات الأمنية بمديرية أمن القاهرة، تفاصيل الحادث، وتستمع لأولياء الأمور، بعدما تردد أن هناك حالات أخرى اشتكت من ذات السائق وجار حصرها وإعداد التحريات اللازمة.

 

واقعة التعدي على 5 أطفال بمدرسة دولية

وتأتي هذه الواقعة بعد أيام من واقعة التعدي على 5 من الأطفال صغار (أعمار 4-6 سنوات) داخل غرفة في مدرسة دولية معروفة باسم "الغرفة المرعبة"، بمنطقة السلام، والتي قررت النيابة العامة على إثرها حبس 4 متهمين لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات،

كشفت التحقيقات، التي استمرت 48 ساعة مكثفة، أن الاعتداءات استمرت لعام كامل، باستخدام التهديد بالسكين، كمامات، وربط الضحايا، مع استدراجهم بالألعاب أثناء غياب الرقابة.

أصبح التوعية بالتحرش الجنسي للأطفال، ضرورة قصوى في الوقت الراهن وكيفية توعية الأطفال بفهم معنى التحرش وحماية أنفسهم وإبلاغ أسرهم عند تعرضهم لهذا النوع من الجرائم الوحشية.

 

إجراءات وقائية من التحرش بالأطفال 

هناك العديد من الإجراءات التى يمكن أن تساعد فى منع التحرش بالأطفال، تتعلق بطرق معينة فى التربية على الأهل اتباعها.

في سياق متصل، يقول الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، إن وقائع الاعتداء على الأطفال تستوجب وقفة جادة، فلابد من أولياء الأمور اتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.

يتابع "شوقي"، أن هذه الحوادث تطلق جرس إنذار لإمكانية وجود أطفال آخرين قد تم التعدي عليهم داخل مدارس أخرى، ولم يتم اكتشاف ذلك مما يقتضي مراجعة كل أسرة لأطفالها والاطمئنان عليهم، موضحًا أنه حتى لا تتكرر هذه الحوادث، هناك رسائل تحذير للأسر والمدارس، وهي ضرورة مراجعة الوزارة لملفات كافة العاملين بالمدارس الدولية والخاصة وغيرها والتأكد من صلاحيتهم النفسية والعقلية للعمل بها.

وأوضح أنه من ضمن الرسائل التحذيرية أيضًا هي الاستعانة بمتخصيص في مجال علم النفس والصحة النفسية في انتقاء الأشخاص المقدمين للعمل بالمدارس الدولية والخاصة وغيرها، وأهمية وجود مستويات متعددة للرقابة لا تقل عن ثلاثة مستويات على جميع العاملين بالمدارس الدولية والخاصة وغيرها، وعدم الاكتفاء بمستوى واحد فقط إن وجد.

وأشار إلى ضرورة التدقيق الكافي في اختيار العاملين بالمدارس، وخاصة المدارس الدولية والخاصة، سواء كانوا من العمال أو المعلمين، وضرورة إلزام المدارس الخاصة والدولية وغيرها بتركيب كاميرات مراقبة في جميع الأماكن داخل المدرسة، وتوعية الأسرة للطفل بضرورة التواجد دائما وسط زملائه داخل الفصل وخارجه، وأن له حدود في التعامل مع الآخرين سواء من زملائه أو العاملين، وأن جسمه خط أحمر، مع ضرورة إبلاغ الأسرة فورا عن أي انتهاك أو تجاوز قد يحدث له جسديًا.

 

توعية الأمهات لحماية أطفالهم من التحرش

كما توضح داليا الحزاوي، الخبيرة التربوية، ومؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، أن التحرش بالأطفال جريمة تهدد الأسرة والمجتمع، مطالبة بزيادة توعية الأمهات لحماية الأطفال من التحرش.

تستكمل "الخبيرة الأسرية"، أنه هناك مجموعة من النصائح العملية للأمهات بهدف تعزيز وعي الأطفال وتمكينهم من حماية أنفسهم، والتي تمثلت في التأكيد على الأطفال برفض أية سلوك يسبب لهم عدم ارتياح، وغرس مفهوم الخصوصية والمناطق الخاصة والحساسة في أجسادهم، والتأكيد على أن لمسها غير مقبول.

وشددت على ضرورة تنبيه الأبناء إلى عدم الذهاب مع أي شخص إلى مكان مغلق دون إخبار الأم، وتدريب الأطفال على أساسيات الدفاع عن النفس والقدرة على الهروب من الموقف، ومراقبة سلوك الأبناء وملاحظة أية تغيرات نفسية أو سلوكية غير معتادة، وتخصيص وقت يومي للحديث مع الأبناء بهدوء وطمأنينة، ليشعروا بالأمان ويشاركوا تفاصيل يومهم في المدرسة أو النادي، وتقديم الدعم النفسي للأطفال الذين تعرضوا لأي شكل من أشكال التحرش.

وأكدت أن مواجهة التحرش بالأطفال لا تقع على عاتق الأسرة وحدها، بل تتطلب تكاتف المجتمع بأكمله، من مؤسسات دينية ومجتمع مدني وإعلام، للقيام بدورهم في نشر الوعي وبناء ثقافة حماية الطفل، داعية إلى تغليظ العقوبات على المتحرشين للحد من انتشار الجريمة وردع الجناة وحماية الأجيال القادمة من آثار نفسية قد تلازمهم طوال حياتهم.

وناشدت وزارة التربية والتعليم، بإدراج محتوى مخصص داخل المناهج الدراسية يوضح للطلاب خصوصية أجسادهم، وكيفية التصرف عند الشعور بالخطر، إضافة إلى تعليمهم مهارات الدفاع عن النفس، مشددة على أهمية التعاون بين المدرسة والأسرة لتقديم الدعم النفسي عبر الأخصائيين، مع الحفاظ على سرية الواقعة لحماية الطفل من أي تنمر لاحق. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق