أثارت لوحة "آنسات أفينيون" للفنان بابلو بيكاسو، ثورة في الفن التشكيلي الحديث، فور رسمها وظهورها للجمهور، عام ١٩٠٧، فهي تعد بداية فن التكعيبية وكسر القوالب النمطية السابقة للفن التشكيلي، كما صدمت الجمهور وخلفت الجدل بين الفنانين.. فما حكاية اللوحة؟
ما أسباب شهر لوحة "آنسات أفينيون"؟
في هذه اللوحة، تخلى بيكاسو عن جميع أشكال وتمثيلات الفن التقليدي المعروفة، من خلال تشويه جسد الأنثى ورسمها بطريقة هندسية وهي طريقة فنية مبتكرة ظهرت في هذا الوقت، متحديًا بذلك كافة التوقعات الفنية لرسم مثالية الجمال الأنثوي، كما تُظهر اللوحة تأثير الفن الأفريقي على بيكاسو.
ووفقًا للموقع الرسمي للفنان بيكاسو، فإنه استغرق إنجاز هذا العمل الضخم تسعة، وفي هذه اللوحة ظهرت عبقرية بيكاسو وشغفه المُبتكر، ولم يرسمها بيكاسو من المرة الأولى، وإنما رسم مئات من الرسومات واستكشف الدراسات وخط بفرشته عدد من المسودات استعدادًا للعمل النهائي.
ويرى بعض النقاد أن اللوحة كانت رد فعل بيكاسو على لوحتي هنري ماتيس "سعادة الحياة" و"العارية الزرقاء".
ورسم بيكاسو خمس عاملات بالجنس التجاري، في بيت دعارة في شارع أفينيون في برشلونة بأشكال هندسية، غير معهودة من قبل في الفن التشكيلي.
لماذا أثارت لوحة "آنسات أفينيون" الكثير من الجدل؟
ولا يعرف الكثيرون أن بيكاسو احتفظ بلوحة "آنسات أفينيون" في مرسمه بمونمارتر، في باريس، لسنوات طويلة بعد إتمامها عام 1907، وذلك خوفًا من ردود الفعل السلبية التي واجهها من أصدقائه وزملائه المقربين.
ووفقًا للنقاد، فإن شخصيات اللوحة من النساء تنظر مباشرة إلى المشاهد، كما تناقش اللوحة فكرة المرأة تمتلك نفسها وجسدها، فلم تعد النساء موجودة فقط من أجل متعة النظرة الذكورية.
وعندما عُرضت اللوحة لأول مرة عام ١٩١٦، اعتبر بعض الفنانين والنقاد أن اللوحة غير أخلاقية، وبعد تسع سنوات من رسمها، لطالما كان يشير بيكاسو إليها باسم "دعارة دافينيون"، لكن الناقد الفني أندريه سالمون، الذي أدار أول معرض لعرض اللوحة، أعاد تسميتها بـ "آنسات دافينيون" للتخفيف من حدة تأثيرها السلبي على المجتمع، ولم يُعجب بيكاسو وقتها بهذا الاسم، وكحل وسط، كان فضل اسم "فتيات دافينيون" بدلًا منه.












0 تعليق