تعد المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، ضرورة وطنية ومسؤولية أخلاقية، فالعملية الانتخابية ــ ومنها انتخابات مجلس النواب المصري 2025، تمثّل إحدى أهم أدوات التغيير والتأثير في مسار السياسات العامة.
وحول قيمة المشاركة السياسية باعتبارها ركيزة أساسية في بناء مجتمع ديمقراطي قوي يقوم على صوت الفرد وإرادته الحرة، تحدث الناقد د. أيمن صابر، في تصريحات خاصة لـ “الدستور”
المشاركة في انتخابات مجلس النواب المصري واجب وطني وأخلاقي
واستهل “صابر” حديثه: “في ظل التحوّلات السياسية والاجتماعية. الاقتصادية التي يشهدها العالم كله، تصبح المشاركة في انتخابات مجلس النواب المصري، واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا لا يقل أهمية عن أي مسؤولية أخرى يحملها المواطن تجاه أسرته الصغيرة وتجاه وطنه الكبير”.
وتابع: “الانتخابات ليست حدثًا دوريًا فحسب، بل أداة حقيقية للتغيير والتطوير، ومساحة يعبّر فيها الأفراد عن رؤيتهم لمستقبل مجتمعهم، وحقا من حقوق الأجيال القادمة في تأسيس مجتمع قوي ومتطور. إن الامتناع عن التصويت لا يعني الحياد، بل إنه -في الحقيقة- يفوّت على المواطن فرصة التأثير في صياغة السياسات وفي اختيار من يمثّله ويحمل صوته”.
المشاركة في الانتخابات جزء من العقد الاجتماعي بين المواطن والدولة
وتنبع مسؤولية المشاركة في انتخابات مجلس النواب المصري من كونها جزءًا من العقد الاجتماعي بين المواطن والدولة؛ فكما يطالب الفرد بحقوقه، فإن عليه واجبًا في الإسهام في اختيار من يدير السياسات ويعبر عنه بصدق وشفافية. فالتصويت ليس فقط حقًا، بل هو واجب أخلاقي يضمن استمرار العملية الديمقراطية ويدعم شرعية مؤسسات الحكم. وكلما زادت نسبة المشاركة، ازدادت قدرة المجتمع على إنتاج قيادة تعبّر عنه وتستجيب لاحتياجاته.
الصوت الفردي لا تقل عن أهمية مجموع الأصوات مجتمعة
وتابع “صابر”: “أما أهمية الصوت الفردي، فهي لا تقل عن أهمية مجموع الأصوات مجتمعة؛ إذ قد يحدث -في عملية فرز الأصوات- صوت واحد فرقًا في الكثير من النتائج. والتاريخ مليء بحالات كان فيها الاختلاف بصوت أو صوتين سببًا في تغيير نتائج انتخابات حاسمة، لذلك، فإن اختيار المرشح المناسب ليس أمرًا عابرًا، بل هو قرار واعٍ يستند إلى برامج واضحة وسجل عملي وقيم تتوافق ومصلحة المجتمع”.
وعبّر العديد من الشخصيات المشهورة عن قيمة المشاركة السياسية وأثرها، قال الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن: "الصندوق هو أقوى من الرصاصة." ويرى الفيلسوف اليوناني أفلاطون أن: “ثمن عدم المشاركة في الحياة السياسية هو أن يحكمك من هم دونك”.
ولذا، فإنه من الواجب المشاركة المباشرة في انتخابات مجلس النواب المصري أملا في صناعة الغد. فبيد كل مواطن قوة حقيقية قادرة على تغيير الواقع، وتحويل الإرادة الشعبية إلى قرارات وُضعت لتعزيز الاستقرار والتنمية. وأخيرا، فإن الامتناع عن التصويت هو تخلٍّ عن هذه القوة، بينما المشاركة هي تأكيد على الانتماء والمسؤولية والأمل في مستقبل أفضل.












0 تعليق