تقدّر المؤسستان الأمنية والسياسية في إسرائيل أن اغتيال هيثم علي الطبطبائي، القائد العسكري البارز في حزب الله والذي تصفه تل أبيب بأنه رئيس أركان الحزب، لن يؤدي إلى تبادل مباشر للضربات مع الحزب على الجبهة الشمالية. 

جاء هذا وفقا لتقرير أوردته هيئة البث الإسرائيلية كان 11، مساء اليوم الأحد، لافتا إلى أن هذا الهدوء النسبي المتوقع لا يلغي استعدادات أمنية مكثفة لاحتمال ردّ من جبهات أخرى.

وأشارت تقديرات عبرية إلى أن عملية الاغتيال التي استهدفت شقة الطبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأسفرت عن استشهاد خمسة أشخاص وإصابة 28 آخرين، قد تدفع حزب الله إلى البحث عن رد غير تقليدي، وربما من ساحات إقليمية أخرى، تجنبًا للتورط في مواجهة شاملة على الحدود اللبنانية، لكن في المقابل، يظهر أن إسرائيل مستعدة لمرحلة واسعة من السيناريوهات على خلفية العملية.

وفي السياق، نقلت القناة العبرية 12 عن مسؤول أمريكي رفيع قوله: "نحن راضون عن اغتيال طبطبائي".

فيما كشف موقع أكسيوس الأمريكي، أن إسرائيل لم تخطر واشنطن مسبقًا بالضربة، وأن الإدارة الأمريكية لم تُبلّغ بذلك إلا بعد تنفيذ العملية. 

ما أفاد مسؤول أميركي آخر أن الولايات المتحدة كانت تعلم منذ أيام أن إسرائيل تخطط لتصعيد عملياتها في لبنان، لكنها لم تكن على علم بالموعد.

وتخشى واشنطن، وفق تقرير كان 11، أن يفسر الاغتيال على أنه ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل، ما قد يحرج الجهود السياسية الجارية في لبنان، خصوصًا في ظل حالة الاحتقان السياسي والعسكري التي تشهدها المنطقة.

ووفقا للتقرير العبري، تمكّنت شعبة الاستخبارات الإسرائيلية مؤخرًا من تحديد موقع إقامة الطبطبائي داخل الضاحية، حيث كان يتحرك بسرية ويخضع لحماية مشددة. 

وأوضحت القناة أنه تم التخطيط للعملية قبل أيام قليلة فقط، بانتظار نافذة زمنية مناسبة.

عند ظهر اليوم الأحد، وصلت معلومات استخباراتية تؤكد وجود الطبطبائي داخل الشقة المستهدفة، فحلّقت المقاتلات الإسرائيلية فوق الموقع بانتظار الإذن السياسي، وفور إعطاء الضوء الأخضر، أطلقت الطائرات ذخائر دقيقة أصابت مطبخ الشقة في الطابق الرابع، حيث كان الطبطبائي وحراسه متواجدين، والعملية كلها استغرقت أقل من ساعة، من لحظة التأكيد الاستخباراتي حتى الضربة.

نتنياهو: لن نسمح لحزب الله بإعادة بناء قوته

من جانبه، سارع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى توظيف العملية سياسيًا وأمنيًا، قائلًا إن الجيش اغتال قبل ساعات قليلة علي طبطبائي، رئيس أركان حزب الله، واتهمه بوجود دور مباشر في قتل إسرائيليين وأمريكيين، مشيرًا إلى المكافأة الأمريكية البالغة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

وأضاف نتنياهو أن الطبطبائي كان يشرف على إعادة تسلّح حزب الله، وأن الاغتيال يأتي في إطار سياسة واضحة: لن نسمح لحزب الله بإعادة بناء قوّته أو تشكيل تهديد جديد لمواطني دولة إسرائيل.

 كما حمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية نزع سلاح حزب الله، معتبرًا ذلك الطريق الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل للبنان.