أشرف الصباغ: في روسيا هناك ما يسمى بالتضاد الجماهيري للأدب

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استضافت “الدستور” في مقرها بالدقي فعاليات صالون سلوى بكر الثقافي والتي جاءت تحت عنوان "الأدب الروسي الراهن"، والتي حاضر فيها المترجم أشرف الصباغ.

الأدب الروسي الراهن

يقول الصباغ عن الأدب الروسي الراهن:"قبل أن ندخل في قلب الحدث أود أن اذكر لمحة تاريخية، فكما يحدث في العالم كله من تمخضات وإرهاصات واكتشافات، تحدث أيضا في روسيا عملية ولادة تبدو متعثرة أحيانا، وطبيعية في أحيان أخرى، تبعا لزاوية النظر التي نزعم أنها ليست واحدة، وليست بريئة تماما، وليست كاملة أيضا، فحينما انهارت الإمبراطورية، انهارت معها كافة الأشكال المركزية تلقائيا. انهار اتحاد الكتاب السوفيت وانقسم إلى 15 اتحادا.

وفى كل دولة انقسم الاتحاد إلى عدة اتحادات. والصورة في روسيا تبدو أوضح، حيث انقسم اتحاد الكتاب الروس إلى: اتحاد كتـاب روسيا، واتحاد كتاب المواطنين الروس، واتحاد اتحادات الكتاب، واتحاد الكتاب الروس العالمي، بل وأخذت الجمهوريات الفيدرالية الروسية تؤسس اتحادات كتابها بالشكل الذي يتراءى لها ولمثقفيها وسلطاتها المحلية طبعا.

ويضيف:"من هنا حدث أيضا تقسيم حاد للأدب وعلى حد قول الناقدة الأدبية والباحثة في تاريخ الثقافة ناتاليا إيفانوفا: 

"ليس لدينا اليوم أدب واحد، إنما أكثر من أدب. الأدب الذي يعتبر نفسه في المركز- والذي نسميه اصطلاحا: الأدب رقم (1)- يعانى بشكل واضح من فقر الدم. فهو خامل وممل ولزج على الرغم من أنه يطلق على نفسه التسمية الجميلة "ما بعد الحداثة". إنه أدب هستيرى مفعم بالكآبة والخمول والانقباض. يعانى القارئ فيه من الصعوبة وعدم الراحة والملل ومن ثم يهرب منه إلى هناك حيث عالم آخر ملئ بالضجيج والصياح على طريقة الأسواق-وهو عالم واضح بشكل غير طبيعي، مبهرج، مخادع، وحاد الرائحة. وهذا هو العالم الأدبي رقم (2). هناك تلتهب الغرائز وتعربد الصدامات وتدوي الرعود. هذا العالم مسكون بالشخصيات-الجميلات والأنذال والأبطال. هناك يخسرون أموالهم ويُدَمَّرون، ويُنقَذون، ويربحون ثروات طائلة، ويُقتَلون. والثالث، الأدب رقم (3)، يسير في الطريق القديم المعتاد دون أن يغير فطرته وإمكانياته التي ركن إليها مرة واحدة وإلى الأبد. يستمع فقط إلى أفكاره وهواجسه، يحافظ على قيمته وجدارته، ويلتزم بالصمت إذا شعر بالحاجة. ويودِّع "النماذج والموضات العابرة". يتحدث حتى إلى نفسه بلغة إنسانية واضحة بدون هستيريا. إنه أدب جيد، وإنتاج حسن النوع ومتين. ولكن مع الأسف فعيونــه لا تتحرك …". ولعل ما طرحته الباحثة ناتاليا إيفانوفا (بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق) يبدو في غاية الأهمية من حيث السرد التاريخي لمرحلة ثقافية هامة ليس فقط في حياة روسيا.

الدكتور أشرف الصباغ ويكمل:" في عام 1989 بدأ ذوبان الجليد بالنسبة للأدب السوفيتي، واقتصرت حصته على مساحة إصدارات من كانت له علاقة بإطار "الأدب الآخر" من أمثال طوفار جارييف وإيفان جدانوف وألكسندر يرمينكو وسيرجي جاندليفسكي ويفجيني بوبوف ويوري أرابوف وفاليريا ناربيكوفا وديمتري بريجوف. هذه المجموعة من الكتاب ذكرت في مقالات كثيرة تحت عناوين مختلفة من بينها "الأدب الآخر " و"الأدب السيء". 

 

صالون سلوى بكر الثقافي

ويواصل:" هناك ما يسمى بالتضاد الجماهيري للأدب. ولكن المسألة بالنسبة للوضع في السنوات الأخيرة في روسيا مختلفة قليلا. إذ يبدو الأمر صداما بين استراتيجيتين مرتكزتين على القيم الموجهة، ورفض أدب ما بعد الأخلاقية الذي أعلن عنه فيكتور يروفييف الذي نُشِرت مقالته "وليمة تأبين للأدب السوفيتي" في فترة ما يسميه النقاد الروس "اغتصاب الأدب ما بعد الحداثي للأدب التقليدي"، وبداية من تلك اللحظة التي أصبحوا يسمون فيها الأدب التقليدي بالأدب الآخر. أما الأدب "الآخر" فقد أصبح يرى نفسه في المقدمة.

جانب من الصالون
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق