في لحظة وفاء وعرفان، كرّم برنامج دولة التلاوة الشيخ محمد رفعت، أحد أعظم رموز التلاوة في تاريخ مصر والعالم الإسلامي، واصفًا إياه بأنه "جسر بين الأرض والسماء، وصوت نازل من السماء يحمل نفحات النور إلى القلوب العطشى".
ولد الشيخ محمد رفعت في حي المغربلين بالقاهرة، وفقد بصره في سن مبكرة، لكن الله عوّضه ببصيرة روحية وصوت ملائكي جعله منارة للقرآن الكريم. حفظ القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره، وتعلم القراءات السبع، وأتقن الموشحات والقصائد، حتى لُقّب بـ"قيثارة السماء" و"الصوت الملائكي".
وكان يوم 31 مايو 1934 علامة فارقة في حياته، حين افتُتحت الإذاعة المصرية بصوته، ليصبح أول صوت يصدح بالقرآن عبر الأثير. وعندما استمعت إليه الإذاعة البريطانية، طلبت منه تسجيل تلاوات، فرفض في البداية، ثم وافق وسجّل لهم سورة مريم، بصوته الذي كان يجسّد معاني القرآن ويُشعر المستمع بجمال كل حرف.
صوت الشيخ محمد رفعت أصبح جزءًا من ذاكرة رمضان في مصر، حيث كان يُسمع في كل بيت وقت أذان المغرب، حتى لُقّب بـ"مؤذن رمضان".
ورغم أن المرض ابتلاه في أحب ما يملك صوته فقد ظل صابرًا، وكانت أمنيته الوحيدة أن يُدفن بجوار السيدة نفيسة رضي الله عنها، وهو ما تحقق له، إذ رحل عن عالمنا في 9 مايو 1950، في نفس يوم ميلاده، تاركًا خلفه إرثًا صوتيًا خالدًا، لا يزال يملأ القلوب نورًا، وكأن صوته لم يغِب يومًا.
دولة التلاوة
وشهد برنامج "دولة التلاوة"، إقبالًا كبيرًا بمشاركة أكثر من 14 ألف متسابق من مختلف محافظات الجمهورية، ما يعكس الشغف الواسع بفن التلاوة والاهتمام الكبير من الشباب بحفظ القرآن الكريم وإتقانه.
وتتألف لجنة التحكيم من نخبة من أبرز القامات الدينية والعلمية في مصر والعالم الإسلامي، من بينهم الشيخ حسن عبدالنبي، والدكتور طه عبدالوهاب، والداعية مصطفى حسني، والشيخ طه النعماني، والشيخ جابر البغدادي.
وتبلغ القيمة الإجمالية للجوائز 2 مليون جنيه، حيث يحصل الفائزان بالمركز الأول في فرعي الترتيل والتجويد على مليون جنيه لكل منهما، إلى جانب تسجيل المصحف الشريف كاملًا بصوتيهما، وإذاعته على قناة "مصر قرآن كريم"، وتشريفهما بإمامة المصلين في مسجد الإمام الحسين خلال شهر رمضان المقبل.












0 تعليق