قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، إن لبنان لم يكن وليد لحظة عابرة، بل هو ثمرة نضال طويل خاضه أفراد وجماعات سعوا إلى الحرية وسط منطقة كثيرًا ما تعاملت مع الحق بالقوة ومع الحرية بالقمع.
لحظة ولادة لبنان لم تكن محل إجماع تام
وأضاف عون، خلال كلمته بمناسبة الذكرى الـ82 لعيد الاستقلال، نقلتها قناة "القاهرة الإخبارية"، أن لحظة ولادة لبنان لم تكن محل إجماع تام، إذ انقسم اللبنانيون بين من أراد دولة أصغر خوفًا على خصوصيته أو هويته، ومن حلم بدولة أكبر انطلاقًا من انتماءات أوسع أو رفضًا للهيمنة الأجنبية، لكن مع الوقت، حدث تحولان أساسيان الأول أن اللبنانيين عاشوا معًا واكتشفوا أنهم أقرب إلى بعضهم من أي انتماء خارجي، والثاني أنهم أدركوا أن كلفة العيش المشترك أقل بكثير من ثمن التبعية لأي مشروع خارجي، سواء شرقي أو غربي.
ما يمنحنا إياه لبنان كأفراد وطوائف هو أثمن من أي وعود خارجية
وتابع الرئيس اللبناني: "ما يمنحنا إياه لبنان كأفراد وطوائف هو أثمن من أي وعود خارجية، ومن هنا نشأت أكثرية لبنانية جديدة، من المسلمين والمسيحيين، ترفض أي انتماء دون لبنان أو ولاء يتجاوز لبنان.. هذه الأكثرية الميثاقية آمنت بلبنان الكيان والوطن، وكرّست ميثاقه بالعيش والعمل المشترك، رغم كل الانتقادات والتجني والتخوين الذي تعرضت له من أطراف متناقضة".
وأكد، أن الاستقلال الذي نحتفل به اليوم هو ثمرة هذا التلاقي الوطني، لكنه أقر بأن اللبنانيين أخطأوا في إدارة هذا الاستقلال، ما يستدعي مراجعة صادقة للمسار الوطني من أجل تصحيح المسار واستعادة الدولة.











0 تعليق