تاريخ الزي في العالم.. من المكشوف والمحجوب إلى فلسفة الملابس

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يعد الزي أحد أهم المرايا التي تعكس حركة المجتمعات وتحوّل التاريخ، إذ لم يكن اللباس يومًا مجرد غطاء للجسد، بل لغة اجتماعية وثقافية وسياسية تقرأ في خطوطها تحولات الذوق والقيم والهوية.

وقد ظهرت خلال العقود الماضية، مجموعة من الكتب المرجعية التي تتبعت تاريخ الزي في العالم، ودرست العلاقة بين المكشوف والمحجوب، وبين اللباس بوصفه ممارسة يومية، والفلسفة بوصفها تأملا في معنى الجسد وموقعه في الثقافةـ في هذا التقرير نستعرض أهم الكتب التي جذور وتاريخ الزي في العالم

abe0816058.jpg

تاريخ الأزياء وتطورها  خالدة الربيعي 

يتناول كتاب تاريخ الأزياء وتطورها للدكتور خالدة الربيعي، محاولات للإجابة عن أسئلة منها دوافع الإنسان الى ارتداء الملابس ؟ ماذا كان ثوبه الأول ؟ كيف وصلت هذه الدرجة من التنوع والتعقيد في اللون والشكل والحجم ؟ 

الإنسان الأول اعتمد على اوراق الأشجار العريضة التي  يمكن أن تغطي أكبر جزء ممكن من جسمه

وترد الربيعي الإجابة على هذه الأسئلة  إلى العوامل البيئية المتعلقة "الجو الطبيعة، وتذهب الربيعي إلى أن الإنسان الأول اعتمد على اوراق الأشجار العريضة التي  يمكن أن تغطي أكبر جزء ممكن من جسمه، ومن بعد لجأ الى جلو الحيوانات التي اتخذها لباسا ووقاية بدلا من اوراق التين لحماية جسده.

 الى جانب العوامل الطبية ترى  الربيعي الى ان ثمة عوامل فكرية وتشمل الاخبار الدينية ووعي الانسان وظهور الأفكار،  الى جانب الرغبة الفطرية في الحصول على اعجاب الاخرين وميل الانسان الى غرائز حب الظهور والسيطرة من خلال لملابس والزينة.

أزياء وادي الرافدين القيمة

تتناول الكاتبة  أزياء وادي الرافدين القيمة،  والتي ظهرت على ضفيته  الحرف اليدوية والتي تطورت فيما بعد  الى ظهور الانسجة الصوفية، حيث استخدم القماش على شكل قطع تلف حول الأرداف لستر العورة. ثم تطور هذا الرداء البسيط المعروف بأسم الصدارة "الوزره" ثم الشال "الملحف" وكانت الألوان السائدة هي اللون الطبيعي للتيل الأبيض والبني الأزرق والأصفر  المائل إلى البني والأخضر الباهت، والأحمر الفاتح المائل إلى البني والألوان الناتجة عن الصبغات المصنوعة من المواد المعدنية والخضر.

 ويتناول الفصل الثاني الأزياء السومرية التي ترجع تاريخها الى 5000 سنه قبل الميلاد،   كانت النساء ترتدي شالا طويلا ينتهى من الأسفل بشريط أفقي من الأهداب العمودية يغطي الجسم من الأكتاف وحتى مستوى القدمين. ويترك الكتف الأيمن عاريا في أغلب الأحيان. أما ملابس الرجال كانت من جلود الأغنام أو من الصوف الخشن النسيج. 

 أغطية الرأس بعض التماثيل تدل على أن الرجال كانوا حليقى الرأش وذوي لحى غزيرة، وبعضهم كانوا يذقون طويلة ومظفورة حتى مستوى الصدر وميزت تلة شعر الرأس والذقن من الحزوز الأفقية المتتالية.  هنالك تماثيل تدل إن بعض الرجال  بشعر رأس طويل فوق قمة الرأس وحول الكتلتين من الشعر أستقرت كل منها على أحد الكتفين، أستخدم شريط حول شعر الرأس.

 

6d1bbfee12.jpg

 المكشوف والمحجوب  لمينيكة شيبر 

كتبت الروائية والأكاديمية الهولندية" مينيكة شيبر" كتابها المعنون بـ"المكشوف والمحجوب" ترجمة المترجم الشاب عبدالرحيم يوسف والذي يأتي في 250 صفحة من القطع متوسط، وعن دار صفصافة للنشر والتوزيع.

يقدم الكتاب دراسة ثقافية جامعة ما بين الأنثربولوجيا والتاريخ والأدب والأديان المقارنة، ويرصد ظهور فكرة الملابس كغطاء منذ كانت مجرد خيط بسيط.. يقول المترجم عبدالرحمن يوسف عبر مقدمته لكتاب "المكشوف والمحجوب" في مراجعته للكتاب يقول الكاتب جي إم كوتزي: "مسألة أن أجزاء الجسد البشري يجب أن تغطي وأيها يمكن أن يترك عاريا ما زالت ساحة معركة بنفس القدر الذي كانت عليه دائما. وتقدم مينيكة شيبر خلاصة وافية فاتنة وواسعة النطاق ما بين الحقيقة والخيال عن تغطية الجسد عبر العصور".

لجوء البشر إلى الزى جاء نتيجة حتمية لتفهمهم عدم القدرة على التحكم في حركة الأجزاء الحساسة للجسد

تشير الكاتبة مينيكة شيبر إلى لجوء البشر إلى الزى جاء نتيجة حتمية لتفهمهم عدم القدرة على التحكم في حركة الأجزاء الحساسة للجسد، "يبدو أن البشرية عندما قررت أن تبدأ في تغطية أجسادها كانت الأعضاء التناسلية الذكرية هي الأولى، بسبب عدم القدرة على التنبؤ بسلوك القضيب. كيف نعرف؟ بيتر أوكو أنثربولوجي بريطاني جمع معلومات، مؤكدة من الماضي والحاضر في دراسة مقارنة مثيرة للإعجاب عن أغلفة القضيب حول العالم وجد فرقا كبيرا في عادات تغطية أغلفة القضيب حول العالم وجد فرقا كبيرا في عادات التغطية لدى الرجال".

 

 

4cdb838b93.jpg

 

فلسفة الملابس" – توماس كارلايل

يتناول الكتاب إعادة التفكير في معنى الغلاف الخارجي للإنسان، رغم أن الكتاب يعود إلى القرن التاسع عشر، فإنه من أوائل الكتب التي ربطت بين اللباس والوجود الإنساني.

 

يرى كارلايل أن الثياب ليست غلافًا خارجيًا بل هندسة للهوية، وأن ما نرتديه يحدد مكانتنا ونظرة الآخرين إلينا، بل ويحدد علاقتنا بأنفسنا، و كتب عنه  عباس محمود العقاد تحت نفس العنوان "فلسفة الملابس "مزيج من الفلسفة والشعر والعلم والدين والكفر والسخافة والضجيج والسخرية والجد ومن كل شيء ومن لا شيء، هذا هو أصدق وصف موجز لكتاب كارليل الذي أسماه «سارتور رزارتوس» أو الخائط يرفو أو فلسفة الملابس، وهو الاسم الذي اختاره له في العربية مترجمه الأديب الفاضل طه السباعي.

 

والذين يعرفون كارليل وأسلوبه في الكتابة يعرفون أنه الكاتب الذي لا يحاسب بعنوانه، ولا يحصر في موضوعه، فكل باب من أبواب الكلام في النفس الإنسانية هو موضوع كارليل، وكل كلمة صالحة لأن تكون عنوانًا لهذا الكتاب أو لذلك بغير عناء كبير في الاختيار أو التقسيم، وكتاب فلسفة الملابس هو المثل الأعلى — أو إن شئت فقل هو المثل الأدنى — لأسلوب كارليل وطريقته في التأليف والتصنيف، أو في التفريق والتمزيق، فأنت مستطيع أن تسميه فلسفة المباني، أو فلسفة المطاعم، أو فلسفة الحياة، أو فلسفة الموت، فلا يكون عنوانك أبعد من العنوان الذي اختاره المؤلف وترجمه الأديب المترجم.

إن الكتب التي تناولت تاريخ الزي في العالم تكشف أن الملابس ليست مجرد أناقة، بل تاريخ كامل من الأفكار حول الجسد، والحرية، والسلطة، والهوية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق