أمجد الوكيل: المحطة النووية توفر 12% من كهرباء مصر بحلول 2030

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد محطة الضبعة النووية حدثًا تاريخيًا، اليوم، يتمثل فى تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى، بالتزامن مع الاحتفال بالعيد الخامس للطاقة النووية السلمية فى مصر، الذى يوافق ١٩ نوفمبر ٢٠٢٥.

ويمثل تركيب وعاء الضغط محطة مفصلية فى مسار المشروع النووى المصرى السلمى، وخطوة أساسية تنقل المشروع من مرحلة الإنشاءات المدنية إلى مرحلة تركيب المكونات النووية الرئيسية، ما يعكس التقدم المستمر فى تنفيذ أول محطة نووية مصرية لتوليد الكهرباء.

قال الدكتور أمجد الوكيل، عضو مجلس إدارة الجهاز التنفيذى للإشراف على مشروعات إنشاء المحطات النووية لتوليد الكهرباء، إن احتفالية اليوم تعكس التزام مصر بالجدول الزمنى لمشروع محطة الضبعة، وحرصها على تطبيق أعلى معايير الأمان والجودة فى جميع مراحل التنفيذ.

وأضاف «الوكيل»، لـ«الدستور»، أن الحدث يحظى بحضور رسمى رفيع المستوى من مصر وروسيا، فى تأكيد للشراكة الاستراتيجية بين البلدين فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وتبادل الخبرات التقنية، ودعم تطوير القدرات الوطنية فى تشغيل وصيانة المحطات النووية.

وأكد اكتمال الاستعدادات الفنية داخل مبنى المفاعل بنجاح، بما فى ذلك تجهيز حلقة الدعم «Support Ring»، وجملون الدعم «Supporting Truss»، وجملون الدفع «Thrust Truss»، إلى جانب تنفيذ سلسلة من الفحوصات والتجارب الفنية الدقيقة لضمان جاهزية جميع المعدات قبل عملية الرفع والتركيب.

وأفاد بأن رفع وعاء ضغط المفاعل سيكون باستخدام رافعة متخصصة بقدرة ٢٠٠٠ طن، ما يضمن وضعه بدقة متناهية وفق أعلى معايير الجودة والسلامة النووية المُعترف بها عالميًا، لافتًا إلى أن وعاء ضغط المفاعل يُعد القلب النابض لأى محطة نووية، مع احتوائه على قلب المفاعل، ومجموعة الوقود النووى.

وواصل: «وعاء ضغط المفاعل يتحمل الظروف الفيزيائية والحرارية العالية داخل المفاعل. لذا، دقة التركيب وموثوقية المعدات تعدان عاملين حاسمين لضمان الأداء الآمن والمستدام للوحدة الأولى، وسط التزام مصرى بتطبيق أفضل الممارسات العالمية فى هذا المجال».

وقال «الوكيل» إن تركيب وعاء الضغط يمثل لحظة فارقة فى المشروع تؤكد انتقاله من مرحلة الأعمال المدنية إلى مرحلة تركيب المكونات النووية الرئيسية، ويعكس قدرة مصر على إدارة مشروع نووى متكامل بثقة وكفاءة وطنية.

وكشف عن أن المرحلة التالية ستشهد تركيب المكونات الداخلية للوحدة الأولى، تمهيدًا لإجراء اختبارات ما قبل التشغيل، وصولًا إلى بدء التشغيل الفعلى للوحدة الأولى وفق الجدول المعتمد، فى نهاية عام ٢٠٢٨.

وأضاف: «هذه المرحلة تجمع بين الإنجاز الفنى والتقدم الهندسى والإرادة السياسية، وتبرز نجاح الكوادر المصرية فى الإشراف المباشر على تركيب المكونات النووية، ما يجعل الطاقة النووية جزءًا أساسيًا من مزيج الطاقة المستدامة فى مصر، إلى جانب الطاقة المتجددة»، معتبرًا أن المشروع يمثل نموذجًا للتعاون الدولى والتطوير التقنى، ويعكس قدرة مصر على إدارة برامج الطاقة النووية السلمية بكفاءة عالية على المستويين الإقليمى والعالمى.

وانتقل للحديث عن قدرات محطة الضبعة النووية، قائلًا: «أول محطة نووية مصرية بطاقة إجمالية تصل إلى ٤٨٠٠ ميجاوات عند اكتمال وحداتها الأربع، ما يهدف إلى تعزيز قدرة مصر على توليد الكهرباء من مصادر نظيفة ومستدامة».

وأضاف عضو مجلس إدارة الجهاز التنفيذى للإشراف على مشروعات إنشاء المحطات النووية لتوليد الكهرباء: «من المتوقع أن يسهم المشروع بشكل مباشر فى تلبية جزء كبير من احتياجات البلاد الكهربائية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى، ما يؤدى إلى خفض الانبعاثات الكربونية بمقدار نحو ١٤ مليون طن سنويًا، ما يعادل زراعة أكثر من ٦٠٠ مليون شجرة أو إيقاف أكثر من ٣ ملايين سيارة عن العمل لمدة عام».

وأوضح أن المحطة النووية تسهم فى توفير ما لا يقل عن ٧ مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعى سنويًا، إضافة إلى توليد نحو ٣٥ مليار كيلووات/ساعة من الكهرباء، تمثل حوالى ١٢٪ من الطاقة الكهربائية المستهدفة فى مصر عام ٢٠٣٠، ما يعكس التزام مصر بالاستثمار فى الطاقة النظيفة وتنويع مصادر الإنتاج، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى.

وأكمل: «المشروع يمثل خطوة استراتيجية ضمن جهود مصر لتحقيق أمن الطاقة الوطنى، من خلال توفير مصدر طاقة مستقر وموثوق على المدى الطويل، وتعزيز كفاءة منظومة الكهرباء. كما يتيح فرصة كبيرة لتدريب الكوادر الوطنية وتأهيلها فى تشغيل وصيانة المفاعلات النووية، ما يعزز الخبرات المحلية، ويؤكد قدرة مصر على إدارة وتشغيل محطات نووية بشكل مستقل فى المستقبل».

ونبه إلى أن التعاون مع الجانب الروسى، من خلال الشركات المتخصصة فى تصميم وتوريد المعدات النووية والتقنيات الحديثة، يضمن الالتزام بأعلى المعايير العالمية للأمان النووى، ويعكس التقدم المحرز فى هذا القطاع الحيوى. بينما يعكس الاحتفال بالعيد الخامس للطاقة النووية السلمية حرص الدولة على رفع الوعى بأهمية الطاقة النووية كمصدر نظيف وآمن ومستدام للطاقة، ويسلط الضوء على الإنجازات الفنية والهندسية التى حققتها مصر فى هذا المجال.

وأتم بقوله: «تزامن تركيب وعاء ضغط المفاعل مع الاحتفال بالعيد الخامس للطاقة النووية السلمية يحمل دلالات رمزية واستراتيجية كبيرة، إذ يوافق توقيع ٣ اتفاقيات فنية ومالية ورقابية حاسمة بين مصر وروسيا، فى عام ٢٠١٥، شملت الاتفاقية الإطارية الفنية (IGA)، التى مثلت نقطة انطلاق المشروع، والاتفاقية التمويلية (CIGA) لتوفير الدعم المالى اللازم، والاتفاقية الرقابية لضمان التعاون بين الجهات الرقابية فى البلدين».

أخبار ذات صلة

0 تعليق