وُلد عجلان مستنسخان يحملان اسمي "ميلكا" و"إيسكركا" في مزرعة تابعة لمؤسسة "راسفيت" بإقليم كراسنودار الروسي، في إنجاز جديد يعكس تقدم روسيا في مجال الاستنساخ الحيواني.

وتم الإعلان عن هذه الولادة من قبل مجموعة شركات "بروغريس أغرو"، التي تشرف على التجارب التي يجريها مختبر التكنولوجيا الحيوية "ألتراغين".

تحديات الوزن الزائد للمستنسخات السابقة

سبق أن واجه العلماء مشكلة الوزن الزائد لدى المستنسخ الأول "زفيزداوشكا"، الذي وُلد في مارس 2024 وبلغ وزنه نحو 70 كغم — أي ضعف الوزن الطبيعي للعجل الوليد تقريبًا.

وأوضح سيرغي ياكوفينكو، رئيس مختبر "ألتراغين" والباحث في قسم الفيزياء الحيوية بجامعة موسكو، أن زيادة وزن المواليد تُعد من أكثر المشكلات شيوعًا في عمليات الاستنساخ، ولا يوجد تفسير علمي دقيق لهذه الظاهرة حتى الآن.

تغيير البيئة الجنينية يقلل الوزن

اعتمد الباحثون أسلوبًا جديدًا باستخدام أوساط اصطناعية بدلًا من المصل الحيواني، الذي كان يحتوي على عوامل نمو قد تؤدي إلى زيادة الوزن.

ونتج عن هذا التغيير ولادة العجلة ميلكا في 29 أكتوبر بوزن 32.5 كغم، وهو وزن طبيعي تمامًا، بينما بلغ وزن إيسكركا 56 كغم.

وأكد الفريق أن هذه الخطوة نجحت في التحكم بالوزن مع الحفاظ على التطابق الجيني بين العجول الجديدة والمستنسخ الأول.

مصدر الخلايا: بقرة عالية الإنتاج

تم إنشاء العجلين باستخدام تقنية الاستنساخ اليدوي من أجنة أُنشئت اعتمادًا على خلايا من بقرة عالية الإنتاج من سلالة "الهولشتاين"، يصل وزنها إلى نحو 800 كغم،

وقد أنجبت خلال عشر سنوات سبعة عجول سليمة بمتوسط إنتاج حليب يصل إلى 18 طنًا لكل دورة إرضاع، مقابل 10 أطنان في المزارع التقليدية.

خطوات مستقبلية: الثيران المستنسخة

يواصل مختبر "ألتراغين" العمل على تطوير أول ثيران مستنسخة في روسيا، وقد تم بالفعل إنشاء أكثر من 400 جنين من سلالات "جيرسي" و"هيريفورد"، في خطوة تهدف إلى تعزيز الإنتاجية الزراعية ورفع مستوى البحث العلمي في الاستنساخ الحيواني.

وتسعى الفرق العلمية إلى دراسة الخصائص الوراثية للثيران المستنسخة، بما يشمل مقاومة الأمراض، وتحسين جودة اللحوم والحليب، بالإضافة إلى اختبار استراتيجيات جديدة للتكاثر الصناعي المستدام، ما قد يفتح آفاقًا كبيرة في مجال الزراعة الحديثة وتعزيز الأمن الغذائي المحلي والدولي على حد سواء.