قال الكاتب الصحفي السوداني طاهر المعتصم، إن التطورات الميدانية في مناطق الصراع، وبالتحديد في ولاية كردفان المتاخمة لدارفور، تستحق متابعة دقيقة.
وأضاف المعتصم في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن موقع الأحداث منذ 26 أكتوبر الماضي شهد تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، مؤكدًا أن هذا التصعيد دفع العديد من المدنيين القادرين على التحرك إلى النزوح والهروب إلى مناطق أخرى أكثر أمانًا.
وأشار المعتصم، إلى صعوبة تقدير قدرات الجيوش في ظل هذه النزاعات، موضحًا أن هذا الأمر يمثل تحديًا كبيرًا للتحقيقات الصحفية الميدانية، معربًا عن أسفه لعدم تمكنه من تقديم تفاصيل أدق في هذا الصدد.
الوضع في السودان يسير بطريقة مخيفة
وحول السيناريوهات المتوقعة لتطور الصراع خلال الأشهر القادمة، قال المعتصم إنه بحسب ما أُعلن في فجر يوم الخميس الماضي، خرج وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بتصريحات ضمن مؤتمر السامية في كندا، حيث أكد على أن الوضع في السودان يسير بطريقة مخيفة.
وأضاف المعتصم أن تصريحات المسؤولين الدوليين، مثل يامي هونار، تشير إلى أن الفترة القادمة ستشهد ضغطًا متزايدًا على قوات الدعم السريع نتيجة الانتهاكات التي ارتكبتها، وأيضًا على الجهات المانحة والممولة التي تزودها بالسلاح والزخائر.
وأكد المعتصم أن هذا الضغط الدولي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على مسار النزاع ويعيد التوازن الميداني، لكنه شدد على أن المدنيين ما زالوا الأكثر تضررًا من استمرار المعارك وعمليات النزوح القسري.
الفظائع في الفاشر متوقعة وقابلة للمنع
وفي سياق متصل، أعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن الفظائع الجارية في مدينة الفاشر كانت متوقعة وقابلة للمنع، إلا أنها لم تُمنع، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات ترتقي إلى أخطر الجرائم.
وأشار تورك، في كلمة ألقاها أمام جلسة لمجلس حقوق الإنسان، إلى أن سقوط المدينة في يد ميليشيا الدعم السريع كان من الممكن أن يؤدي إلى حمام دم، مضيفًا: "لذا، لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ بالتقارير التي تفيد بأنه منذ سيطرة الدعم السريع على الفاشر، حدثت عمليات قتل جماعي للمدنيين، وإعدامات ذات طابع عرقي، وعنف جنسي".
وتشهد مناطق النزوح في السودان أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يستمر وصول المدنيين الفارين من الفاشر إلى مناطق مثل الطويلة، التي أصبحت ملاذًا لنحو مليون نازح.
وأعلن الجيش السوداني عن إسقاط مسيرات تابعة لميليشيا الدعم السريع كانت تستهدف مطار سد مروي ومقر الفرقة 19 مشاة، فيما استمرت الهجمات المتبادلة في عدد من الولايات، وسط دعوات دولية لوقف الحرب ووقف تدفق الأسلحة إلى الميليشيات.











0 تعليق