قالت صحيفة واشنطن بوست، إن حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جيرالد آر فورد" وصلت إلى المياه القريبة من أمريكا اللاتينية لتنضم إلى حشد بحري ضخم أثار تكهنات واسعة بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنوي تصعيد حملتها الفتاكة لمكافحة المخدرات بشكل كبير، وربما من خلال شن هجمات مباشرة على فنزويلا.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها صباح الأربعاء، أن البحرية الأمريكية أعلنت في بيان صحفي، أن حاملة الطائرات "فورد" والسفن الحربية الثلاث المرافقة لها وصلت إلى المنطقة، أمس الثلاثاء، موضحة أن السفن لم تدخل بعد البحر الكاريبي، لكنها عبرت إلى منطقة عمليات القيادة الجنوبية الأمريكية الأوسع، والتي تشمل جزءًا من المحيط الأطلسي وطرق تهريب المخدرات في المحيط الهادئ.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، قوله في بيان رسمي: "ستعزز هذه القوات القدرات الحالية وتزيدها لتعطيل تهريب المخدرات، وإضعاف وتفكيك المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية".
نقل حاملة الطائرات من أوروبا بأمر مباشر من وزير الدفاع
وأوضحت واشنطن بوست، أن البنتاجون كان قد أعلن في 24 أكتوبر الماضي، أن وزير الدفاع بيت هيجسيث أصدر أمرًا بنقل حاملة الطائرات "فورد" من أوروبا إلى أمريكا اللاتينية، مشيرة إلى أن السفينة كانت متمركزة منذ يونيو في مينائها الرئيسي بولاية فرجينيا.
وبحسب الصحيفة، فإن وصول "فورد" يرفع عدد السفن الحربية الأمريكية في المنطقة إلى أكثر من اثنتي عشرة سفينة، وهو انتشار عسكري غير مسبوق في منطقة لم تشهد تاريخيًا سوى وجود سفينة أو اثنتين لمساعدة خفر السواحل الأمريكي في مهام روتينية لمكافحة تهريب المخدرات.
"نهج غير قانوني".. ترامب يقلب السياسة التقليدية رأسًا على عقب
وأضافت الصحيفة، أن الرئيس دونالد ترامب أحدث تحولًا دراماتيكيًا في النهج الأمريكي التقليدي في المنطقة، حيث وجه منذ أوائل سبتمبر بشن عمليات عسكرية استهدفت ما لا يقل عن 75 شخصًا في حملة عنيفة يراها هو وآخرون ضرورية لوقف تدفق المخدرات غير المشروعة إلى الولايات المتحدة.
وقالت واشنطن بوست إن خبراء قانون الحرب أكدوا أن هذا النهج "غير قانوني"، لأن الزوارق الصغيرة المستهدفة كانت تحمل مدنيين يزعم تورطهم في تجارة المخدرات، وليسوا عناصر مسلحة تشكل تهديدًا للولايات المتحدة أو لمواطنيها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الضربات العسكرية التسع عشرة التي نفذتها إدارة ترامب حتى الآن دمّرت زوارق سريعة صغيرة في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، إلا أن الرئيس تحدث علنًا عن نيته توسيع الحملة لتشمل أهدافًا برية.
تركيز متزايد على فنزويلا ومادورو
وذكرت واشنطن بوست أن ترامب كان مهووسًا على نحو خاص بفنزويلا وزعيمها نيكولاس مادورو، متهمًا إياه بإرسال "مجرمين ومخدرات" إلى الولايات المتحدة، وهو ما أثار تكهنات متزايدة بأنه يخطط لإزاحة مادورو عن السلطة بالقوة.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس قوله في تصريحات سابقة إن "أيام مادورو في الحكم معدودة".
معارضة داخل الكونجرس وجهود لطمأنة الجمهوريين
وأوضحت الصحيفة أن الديمقراطيين، الذين روعتهم عمليات القتل الأخيرة، حاولوا دون جدوى الضغط على الكونجرس لتأكيد صلاحياته في إعلان الحرب، في حين رفضت أغلبية الجمهوريين مشاريع قوانين تهدف إلى وقف الهجمات البحرية أو منع ترامب من بدء حرب ضد فنزويلا.
وأضافت واشنطن بوست أنه بينما كان أعضاء مجلس الشيوخ يستعدون للتصويت الأسبوع الماضي على مشروع القرار المتعلق بفنزويلا، بذل مسؤولو الإدارة الأمريكية جهودًا مكثفة لطمأنة المنشقين المحتملين عن الحزب الجمهوري، متراجعين عن تهديدات ترامب المتكررة بالتصعيد، ومطلعين إياهم على مزيد من التفاصيل حول عملياته في أمريكا اللاتينية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على اجتماع مغلق عقد مؤخرًا في الكونجرس، أن هيجسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو قدما إحاطة سرية لأعضاء مختارين من الكونجرس، أشارا فيها إلى أن الإدارة "لا تستعد حاليًا لاستهداف فنزويلا مباشرة، ولا تمتلك مبررًا قانونيًا كافيًا للقيام بذلك".
يشار إلى أن حاملة الطائرات "جيرالد آر فورد"، وهي الأحدث والأكبر في الأسطول الأمريكي، تحمل على متنها نحو 4000 بحار، وترافقها ثلاث مدمرات هي "يو إس إس بينبريدج"، و"يو إس إس ماهان"، و"يو إس إس وينستون إس. تشرشل"، في تشكيل عسكري هو الأضخم من نوعه في المنطقة منذ عقود.
















0 تعليق