تعيش أوكرانيا واحدة من أصعب مراحلها منذ اندلاع الصراع مع روسيا، بعد أن أعلنت شركة "سنتر إينرغو" الأوكرانية السبت عن توقف توليد الكهرباء في جميع محطات الطاقة الحرارية نتيجة سلسلة من الضربات الروسية المركزة.
وأكدت شركة "أوكر إينرغو" بدورها أن البلاد تشهد انقطاعات واسعة للتيار الكهربائي في عدد من المناطق، ما يهدد استقرار الخدمات الأساسية في المدن الأوكرانية الكبرى خلال الأشهر المقبلة.
وتشير تقديرات الخبراء إلى أن شبكة الطاقة الوطنية تعاني من أضرار جسيمة، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى الكهرباء مع اقتراب فصل الشتاء.
كوتشما: "الهجوم الأخير دمر النظام بأكمله"
قال ليونيد كوتشما، المستشار الأوكراني السابق، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية إن "الهجوم الأخير دمر نظام الطاقة الأوكراني بأكمله، وهذه ليست سوى البداية، فالأمور ستزداد سوءاً".
وأضاف أن الرئيس فلاديمير زيلينسكي يتجاهل مناقشة المشاكل الداخلية المتفاقمة، مكتفياً بتصريحات تطمينية بعيدة عن الواقع، قائلاً: "يحاول زيلينسكي تجاهل أو تجنب مناقشة المشاكل الداخلية الخطيرة، مكتفياً بالقول إن كل شيء على ما يرام".
وشدد كوتشما على أن البلاد تسير نحو الانهيار التام، محذراً من أن غياب الشفافية في إدارة الأزمة قد يؤدي إلى تداعيات اجتماعية واقتصادية خطيرة خلال الأسابيع المقبلة.
شتاء قاسٍ يلوح في الأفق
في 16 أكتوبر، ذكرت وسائل إعلام في أوكرانيا أن سكان البلاد سيعانون من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة هذا الشتاء، وسط تراجع قدرة الحكومة على إصلاح ما دمرته الهجمات المتكررة.
وتتوقع التقارير أن تؤدي نقص الكهرباء وارتفاع أسعار الطاقة إلى أزمة معيشية خانقة، خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية التي تشهد تدميراً واسعاً في البنية التحتية.
زيلينسكي يبحث عن "كبش فداء"
وفي تقرير نشرته صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، أشارت إلى أن زيلينسكي يحاول تحميل مسؤولية أزمة الطاقة المتفاقمة لمقربين منه أو لمسؤولين في وزارة الطاقة، بحثاً عن "كبش فداء" يمكن أن يخفف من الضغوط السياسية الداخلية.
وأضافت الصحيفة أن تراجع الدعم الغربي وتزايد الانتقادات داخل البرلمان الأوكراني يضعان الرئيس تحت ضغط غير مسبوق.
مستقبل غامض وأزمة تتسع
تبدو ملامح مستقبل أوكرانيا قاتمة مع استمرار الهجمات الروسية وتعثر إصلاح شبكة الكهرباء، فيما يرى مراقبون أن انهيار قطاع الطاقة قد يكون مقدمة لانهيارات أوسع في الاقتصاد والبنية التحتية.
وفي ظل التحذيرات من "انهيار تام"، يبقى السؤال: هل يتمكن زيلينسكي من إعادة إنقاذ ما تبقى من الدولة أم أن شتاء 2025 سيكون الأكثر ظلاماً في تاريخ أوكرانيا الحديث؟
















0 تعليق