افتتح نيافة الأنبا إيلاريون أسقف إيبارشية البحيرة، ومدير كلية القديس البابا أثناسيوس الرسولي الإكليريكية اللاهوتية بدمنهور، العام الدراسي الجديد وبدء الدراسة بالكلية، وذلك بمقر الكلية بكرمة القديس مارمرقس بدمنهور.
كرم نيافته خلال الافتتاح، أوائل الطلاب بسنوات النقل، وكذلك الإداريين وبعض أعضاء هيئة التدريس المشاركين في اللقاء، وعقب التكريم قام نيافته بإلقاء المحاضرة الأولى في مادة اللاهوت الروحي.
يذكر أن الإثنين الماضي تزامن مع الاحتفال بعيد نياحة القديس إيلاريون الكبير والذي تتلمذ على يدي القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب الرهبان، وأسس الرهبنة في برية فلسطين، والذي تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في 24 بابة من كل عام، حيث قدمت الكلية التهنئة لنيافته بهذه المناسبة.
وتعتبر الكلية اللاهوتية القبطية الأرثوذكسية امتدادًا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية، التي أسسها القديس مار مرقس الرسول في القرن الأَول للميلاد، والتي نالت آنئذٍ شهرة واسعة، بل وكانت رائدًة في العلوم اللاهوتية، بشهادة آباء الكنيسة، واستمرت هذه المدرسة حتى توقفت في القرن الخامس الميلادي.
وكانت محاولة لإعادة افتتاحها في أيَام البابا كيرلس الرابع المعروف بأبي الإصلاح، إذ مهد لإنشاء مدرسة إِكليريكية لتعليم الإكليروس في الفجالة سنة 1862م، ثم بعد ذلك افتتح مدرسًة إكليريكية سنة ١٨٧٥م، وما إِنْ جاء البابا كيرلس الخامس حتى أعاد افتتاح الإكليريكية في نوفمبر ١٨٩٣م بحي الفجالة بالقاهرة، وعينٍ لها يوسف بك منقريوس ناظرًا، وبعد نياحته عُيَّن الأستاذ الأرشيدياكون حبيب جرجس أستاذًا ثم مديرًا لها، وبعد ذلك انتقل مقر الكلية الى مهمشة عام ١٩١2م، حتى سنة ١٩٥١م حينما انتقلت إلى مقرها الحالي بدير الأنبا رويس.
وبعد نياحة الأرشيدياكون حبيب جرجس، تولي القمص إِبراهيم عطية إدارتها حتى سنة 1962م حينما قام قداسة البابا كيرلس السادس برسامة القمص أنطونيوس السرياني أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية باسم «نيافة الأنبا شنودة» وهكذا صار للكلية الإكليريكية أسقفٌ.
قد اختارته العناية الإلهية فيما بعد ليكون البطريرك ١١٧ للكنيسة في 1971م، وفي السنة 1967م قام قداسة البابا كيرلس بسيامة القمص باخوم المحرقي أسقفًا عامًا للدراسات اللاهوتية العليا والبحث العلمي باسم الأنبا غريغوريوس، الذي وضع لائحة الكلية، كما أسس القسم الصباحي الجامعي. ولما جاء قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني البابا 118 أطال الله حياته، اهتم اهتمامًا بالغًا بالتعليم والكليات والمعاهد الدينية، حيث سعى إلى رفع مستوى التعليم والبحث العلمي في مجال الدراسات اللاهوتية والكنسية المختلفة، فقد اهتم قداسته بالمعلم، والمنهج، والمباني والمدرجات، وقدم اهتمامًا خاصًا بالمكتبة، وأسس لجنة للإشراف على الدراسات العليا لضمان جودة الرسائل العلمية.
وتعتبر كلية اللاهوت في كنيستنا القبطية الأُرثوذكسية من الدعائم المهمة في الحفاظ على الإيمان الأرثوذكسي والحضارة القبطية الأصيلة.









0 تعليق