شهد قصر ثقافة روض الفرج انطلاق الصالون الثقافي الأول بعنوان "الأغنية الوطنية" استمرارًا لاحتفالات ذكرى نصر أكتوبر ضمن الفعاليات التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة في إطار خطة وزارة الثقافة لنشر الوعي الثقافي والفني والأدبي وتعزيز الانتماء الوطني.
الأغنية الوطنية
أدار الصالون الكاتب طارق هاشم، بحضور المؤرخ الفني عماد فوزي، والدكتورة ابتهال العسلي مدير عام فرع ثقافة القاهرة.
وفي كلمتها، أوضحت مدير فرع ثقافة القاهرة أن الصالون الثقافي يهدف إلى تسليط الضوء على التجارب الفنية والثقافية التي ألهمت وجدان الشعب المصري، وأسهمت في تشكيل وعيه الجمعي، وأكدت أن من أبرز سمات الأغنية الوطنية ارتباطها بالأحداث التاريخية الكبرى وقدرتها على التعبير عن الوجدان الجمعي من خلال اللحن والكلمة والأداء، مما جعلها جزءا أصيلا من الذاكرة المصرية.
كما تناولت في حديثها الأغنية الوطنية بوصفها مرآة للأحداث السياسية والاجتماعية، وأداة مؤثرة في تشكيل الوجدان الشعبي، مشيرة إلى تطورها عبر المراحل التاريخية المختلفة؛ بداية من أغاني ثورة 1919 التي أبدعها سيد درويش، مرورا بفترة ما بعد ثورة 1952 التي شهدت ذروة ازدهار الأغنية الوطنية بأعمال خالدة مثل "مصر التي في خاطري" لأم كلثوم، وصولًا إلى الأغنية الوطنية الحديثة التي ما تزال تعبّر عن روح الانتماء والتحدي في وجدان المصريين.
من جهته، قدم المؤرخ عماد فوزي قراءة تحليلية دقيقة لتاريخ الأغنية الوطنية من خلال التحليل الموسيقي، مستعرضا عددا من النماذج المؤثرة مثل:"حكاية شعب" من تأليف الشاعر أحمد شفيق كامل وألحان كمال الطويل، "عاش اللي قال" للشاعر محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، "صورة" للشاعر صلاح جاهين وألحان كمال الطويل، موضحا ما تتميز به هذه الأعمال من بنية موسيقية مبتكرة توازي عمق الكلمة الوطنية وصدقها.
أحمد شفيق كامل
وتحدث الشاعر طارق هاشم عن من تجربة الشاعر أحمد شفيق كامل، الذي عرف بأغنياته العاطفية الخالدة مثل "أمل حياتي" و"إنت عمري" لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، مشيرا إلى أن أعماله الوطنية، وعلى رأسها "حكاية شعب" و"ذكريات"، لا تقل قيمة وتأثيرا عن أغنياته العاطفية.
وأُقيم الصالون تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى، وفرع ثقافة القاهرة، في إطار سلسلة من الفعاليات المتنوعة التي تنفذها الهيئة العامة لقصور الثقافة لنشر الوعي الثقافي والفني، وتعزيز دور الفن في ترسيخ الهوية الوطنية.










0 تعليق