في افتتاح قمة المناخ التي تستضيفها مدينة بيليم البرازيلية، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تحذيراً شديد اللهجة، قائلاً إن العالم أمام مفترق طريق حاسم: «يمكننا أن نقود، أو نُساق إلى الدمار».
جرس إنذار
وجاءت كلمته بمثابة جرس إنذار قبيل انطلاق المفاوضات الرسمية لقمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب30)، التي تُعقد في قلب الأمازون، المنطقة التي تُعدّ رئة الكوكب ومؤشراً على صحة المناخ العالمي.
غوتيريش أشار إلى أن عقوداً من المماطلة والتجاهل أدت إلى ما وصفه بـ«الفشل الأخلاقي والإهمال القاتل»، موضحاً أن العالم أخفق في البقاء ضمن سقف ارتفاع الحرارة المحدد بـ1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية.
إخفاق سياسي
وأضاف أن هذا الفشل لا يمثل مجرد إخفاق سياسي أو علمي، بل هو تهديد مباشر لحياة الأجيال المقبلة.
وفي تقرير حديث للأمم المتحدة، رُجّح أن يكون عام 2025 من بين الأعوام الثلاثة الأكثر حرارة على الإطلاق، في ظل ارتفاع غير مسبوق لتركيزات غازات الدفيئة التي وصلت إلى مستويات قياسية جديدة، ما ينذر بارتفاع إضافي في درجات الحرارة خلال السنوات المقبلة.
الأكثر سخونة
التقرير شدّد على أن العقد الأخير كان الأكثر سخونة في التاريخ المسجّل، وأن استمرار هذا الاتجاه سيقود إلى نتائج لا يمكن عكسها ما لم يتم التحرك فوراً.
النافذة الضيقة
من جانبه، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قادة العالم إلى اغتنام ما تبقى من «النافذة الضيقة» للتحرك، محذّراً من أن الوقت ينفد سريعاً.
وأكد أن البرازيل، التي تحتضن أكبر غابة استوائية في العالم، تتحمل مسؤولية خاصة في قيادة الجهود العالمية ضد إزالة الغابات والانبعاثات الكربونية.
دعوة واضحة لتغيير مسار الاقتصاد العالمي
كلمة غوتيريش في بيليم لم تقتصر على التحذير، بل تضمنت دعوة واضحة لتغيير مسار الاقتصاد العالمي، عبر تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري، وزيادة الاستثمارات في الطاقة النظيفة، ودعم الدول النامية التي تتحمل العبء الأكبر من التغير المناخي رغم مساهمتها المحدودة في أسبابه.
وقال الأمين العام إن «القادة الحقيقيين لا يختبئون خلف المصالح القصيرة الأمد، بل يقودون التحول قبل فوات الأوان».
ورغم الصورة القاتمة التي رسمتها القمة، شدد غوتيريش على أن الأمل لا يزال قائماً، إذا توفرت الإرادة السياسية والرؤية المشتركة.
فالعالم، كما قال، يمتلك الموارد والتقنيات اللازمة، لكنه يفتقر إلى الجرأة في التنفيذ.
وبين تحذيرات غوتيريش ونداءات لولا، بدا المشهد في الأمازون كأنه صرخة جماعية من أجل إنقاذ الكوكب — صرخة تقول للعالم أجمع: إمّا أن نقود التغيير، أو نُساق معاً إلى الدمار.











0 تعليق