حذّر محلل الأسواق العالمية مازن أبو إسماعيل، من تداعيات الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر، الذي دخل يومه السادس والثلاثين، مؤكدًا أنه الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، وأنه يُعمّق حالة عدم اليقين والخوف بين المستثمرين في الأسواق العالمية.

 الإغلاق الحكومي الأمريكي يعمّق حالة الخوف في الأسواق العالمية

وقال أبو إسماعيل، خلال لقائه في برنامج "أرقام وأسواق" المذاع على قناة أزهري، إن غياب البيانات الاقتصادية الأمريكية الهامة التي يعتمد عليها الاحتياطي الفيدرالي في اتخاذ قراراته، مثل خفض أسعار الفائدة، يؤدي إلى ارتباك في الأسواق ويجعل المستثمرين في حالة ترقب مستمر.

وأضاف أن التراجع الواضح في الأسهم الأمريكية امتد إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية، مشيرًا إلى أن المستثمرين بدأوا في إعادة تقييم أسعار الشركات الكبرى، خاصة شركات الذكاء الاصطناعي، في ظل مخاوف من تشكّل فقاعة في هذا القطاع.

وأوضح أن الأسواق تمرّ بمرحلة حساسة وغير مستقرة نتيجة تشابك العوامل السياسية والاقتصادية، مؤكدًا أن أي تأخير في حل الأزمة داخل الولايات المتحدة سيزيد من حالة عدم التوازن في الاقتصاد العالمي ويؤثر على قرارات المستثمرين في المدى القريب.

تذبذب الذهب والنفط يعكس هشاشة التوازن بين العرض والطلب عالميًا

أكد محلل الأسواق العالمية مازن أبو إسماعيل أن أسعار الذهب استعادت جزءًا من مكاسبها بفضل عودة المستثمرين إلى الأصول الآمنة بعد موجة التراجعات الحادة في الأسواق الأمريكية، موضحًا أن انخفاض احتمالات خفض الفائدة الأمريكية في ديسمبر أدى بدايةً إلى تراجع المعدن النفيس قبل أن يعاود الصعود مجددًا مع ارتفاع المخاوف من المخاطر.

وقال أبو إسماعيل، خلال مداخلته في برنامج "أرقام وأسواق" على قناة أزهري، إن الذهب استفاد من تراجع شهية المخاطرة في الأسواق، فيما تواجه أسعار النفط تحديات كبيرة رغم قرارات أوبك بلس بعدم زيادة الإنتاج، مشيرًا إلى أن العالم يشهد وفرة في المعروض مقابل ضعف في الطلب العالمي.

وأضاف أن الزيادة في إنتاج النفط من خارج منظمة أوبك، خصوصًا من الولايات المتحدة، تضغط على الأسعار، متوقعًا استمرار حالة التذبذب حتى عام 2026 مع بقاء الفائض في المعروض.

وفي ما يتعلق بالعملات المشفّرة، أوضح أبو إسماعيل أن سوق الكريبتو يعاني من نقص السيولة وتخارج الصناديق الاستثمارية الكبرى، مشيرًا إلى خروج نحو 1.9 مليار دولار خلال الأيام الخمسة الأخيرة، ما أدى إلى تقلبات حادة في أسعار البيتكوين التي تتداول حاليًا قرب مستوى 100 ألف دولار.

وختم حديثه بالتأكيد على أن الأسواق تنتظر محركًا جديدًا يعيد الثقة والسيولة، وأن المرحلة الحالية تتطلب حذرًا في قرارات الاستثمار، مع ترقّب أوضاع السياسة النقدية والاقتصادية العالمية.