مع الافتتاح الأسطوري للمتحف المصري الكبير، الذي يُعد أحد أهم المشروعات الثقافية في القرن الحادي والعشرين، تجددت المطالبات العلمية والشعبية بضرورة استعادة حجر رشيد، القطعة الأثرية الفريدة التي خرجت من مصر عام 1801 على يد القوات البريطانية، والتي لعبت الدور الأكبر في فك رموز الكتابة الهيروغليفية.
زاهي حواس يقود الدعوة لاسترداد التراث المصري
في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، أكد عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس أن الوقت قد حان لأن تُصحح المتاحف الأوروبية أوضاعها القانونية والأخلاقية فيما يتعلق بالآثار المصرية القديمة الموجودة لديها.
وقال حواس: "أطالب بأمرين أساسيين؛ أولهما أن تتوقف المتاحف عن شراء القطع الأثرية المسروقة، وثانيهما أن تتم إعادة ثلاث قطع شهيرة إلى موطنها الأصلي، وهي حجر رشيد من المتحف البريطاني، وبرج زودياك من متحف اللوفر، وتمثال نفرتيتي النصفي من برلين"، مشددًا على أن هذه المقتنيات تم الحصول عليها في فترات استعمارية لا تمنح أي شرعية قانونية لوجودها بالخارج.
دعم من علماء مصريات وحملات دولية
انضمت عالمة المصريات مونيكا حنا إلى دعوة حواس، مشيرة إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير يُعد رسالة واضحة للعالم بأن مصر باتت على أتم استعداد لاستعادة تراثها المنهوب.
وقالت حنا، وهي من مؤسسي حملة "استعادة حجر رشيد" عام 2022، إن الافتتاح الضخم يمثل لحظة مناسبة لإطلاق مطالبات رسمية بإعادة القطع الأثرية المنهوبة من الخارج، مؤكدة أن الوقت قد حان لتفعيل الجهود الدبلوماسية والثقافية لاسترداد حقوق مصر التاريخية.
موقف المتحف البريطاني والعقبات القانونية
من جانبه، أوضح المتحف البريطاني أنه لم يتلقَ أي طلب رسمي من الحكومة المصرية بشأن حجر رشيد حتى الآن، مؤكّدًا في بيان رسمي أن التعاون بين المتحف ووزارة السياحة والآثار المصرية مستمر في مشاريع بحثية ومعارض مشتركة.
وأشار المتحدث باسم المتحف إلى أن القوانين البريطانية، وبالأخص قانون المتحف البريطاني لعام 1963، تقيّد عملية إعادة المقتنيات إلا في حالات استثنائية، وهو نفس القانون الذي تستند إليه بريطانيا في رفض إعادة رخام البارثينون إلى اليونان.
المتحف المصري الكبير.. رسالة حضارة وعودة للريادة
يأتي هذا الجدل تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير في نوفمبر الجاري، الذي يُعتبر أحد أضخم المتاحف في العالم بمساحة تتجاوز 120 فدانًا وتكلفة تجاوزت مليار دولار.
يضم المتحف أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تحكي تاريخ مصر عبر خمسة آلاف عام، من بينها نسخة طبق الأصل من حجر رشيد، في رسالة رمزية تعبّر عن إصرار المصريين على استعادة تراثهم وحماية حضارتهم من الاغتراب.

















0 تعليق