من إبداعات فؤاد حداد، عنوان الأمسية الشعرية، التي تنظمها مكتبة مصر العامة، فرع الزاوية الحمراء بشارع بورسعيد خلف مستشفي اليوم الواحد، وذلك في الخامسة من مساء بعد غد الجمعة، الموافق 7 يناير الجاري.
"من إبداعات فؤاد حداد".. أمسية شعرية بمكتبة الزواية الحمراء
يشارك في الأمسية كل من الشعراء الشبان، محمد هشام، أحمد أبو العلا، أحمد خطاب، أحمد عصام، أحمد الجمال، إسلام حمادة، أيمن مسعود، كما يشارك أيضا، نور الدين جمال، محمد فرغلي، وكريم ماهر.
يقرأ عدد من الشعراء المشاركين خلال الأمسية بعضا من روائع فؤاد حداد، يقرأ بعضهم الآخر عددا من إبداعاتهم الشخصية لتمزج الليلة بين عبقرية تراث شاعر مصر العظيم، والتجارب الشبابية الواعدة للشعراء المعاصرين.
الشاعر محمد هشام: فؤاد حداد لم يغب عن منصة الشعر أبدا
وعن الأمسية قال الشاعر محمد هشام: رغم رحيله عام 1985، لم يغب الشاعر فؤاد حداد عن منصة الشعر أبدا، فهو خالد وحاضر في الوجدان الشعري للأمة المصرية والعربية، ويشبه مصر وتفاصيلها الصغيرة وحياة مواطنيها الطبيعيين العاديين في شوارع المدن وغيطان القرى.
ترك فؤاد حداد خلال مسيرته الإبداعية الطويلة طوفانا شعريًا هائلا جسّد روح مصر وتاريخها ونضالها، وظل صوته حاضرًا في كل مناسبة وطنية، لا يخفت صداه عبر الأجيال.
فؤاد حداد جعل من العامية المصرية لغةً نابضة بالحياة
وتابع “هشام”: وُلد إمام الشعراء في حي الظاهر بالقاهرة عام 1927، وتلقى تعليمه في مدرستي الفرير والليسيه الفرنسية، ودرس اللغة والأدب الفرنسيين، وكوّن مزيجا ثقافيا ولغويا فريدا داخل عقله وهو ما ظهر على شخصيته الشعرية المتميزة، التي جمعت بين الأصالة والانفتاح، وبين العامية المصرية والنَفَس الأدبي الرفيع.
وجعل فؤاد حداد من العامية المصرية لغةً نابضة بالحياة، قادرة على التعبير العميق عن وجدان الناس، وأحلامهم وانكساراتهم، دون أن تفقد بساطتها أو صدقها الفني، وفي قصائده، كانت الكلمة تنبض بروح الوطن، وقريبة من الناس، لكنها تحمل في طياتها عمقًا إنسانيًا لا يُخطئه القارئ أو المستمع.

وارتبط اسمه بعلاقة فنية استثنائية مع الملحن سيد مكاوي، أثمرت أعمالًا خالدة لا تزال حاضرة في الذاكرة الوطنية، أبرزها برنامج "المسحراتي" عام 1964، و"من نور الخيال وصنع الأجيال" عام 1969، والذي أهدى الجمهور أغنية "الأرض بتتكلم عربي"، التي تحولت إلى نشيد للهوية والمقاومة.
واختتم: ولم تكن فلسطين بعيدة عن وجدانه، فقد كتب لها قصائد مؤثرة مثل "إلا فلسطين" و"مسحراتي القدس"، مؤمنًا بأن الشعر يمكن أن يكون سلاحًا في وجه الاحتلال، وصوتًا للكرامة، كما ترك بصمته في الأغنية العربية، فغنّى له محمد منير "الليلة يا سمرا" و"تعالى نلضم أسامينا"، واستُلهمت كلماته في أعمال سينمائية مثل فيلم "كف القمر"، أما في المسرح والدراما، فقد قدّم أعمالًا مثل "كلعبون"، و"البعبع"، و"أيوب البحر"، التي جسدت رؤيته الإنسانية والفنية.
ومنذ رحيله عام 1985، لا يزال فؤاد حداد حاضرًا في الوجدان المصري والعربي، وشاعرًا حمل الوطن في قلبه، وترك تراثا لا يُنسى من الصدق والعشق والكرامة.

















0 تعليق