أعلنت السلطات البلجيكية مساء الثلاثاء تعليق جميع رحلات الإقلاع والهبوط في مطار بروكسل الدولي (زافينتيم) بعد رصد طائرة مسيّرة “درون” تحلق في أجواء قريبة من مدارج الطائرات.
وقالت شركة التحكم في المجال الجوي البلجيكي Skeyes إن الحركة الجوية توقفت “كإجراء أمني فوري”، بعد مشاهدة الطائرة غير المصرح بها قبيل الساعة السابعة مساءً بتوقيت غرينتش.
وأكدت إدارة المطار عبر بيان رسمي أن “السلامة الجوية تأتي أولاً، لذلك تم وقف كل العمليات الجوية إلى حين التأكد من خلو المجال من أي تهديد”.
تحويل الرحلات وتعليق الحركة
بحسب وكالة رويترز، تم تحويل عدد من الرحلات إلى مطارات بديلة داخل بلجيكا، من بينها مطار شارلروا بروكسل الجنوبي ومطار أوستيند-بروغ، بينما واجه مئات المسافرين تأخيرات طويلة داخل صالات مطار بروكسل.
ولم تُعلن السلطات عن موعد استئناف الحركة بعد، في ظل استمرار التحقيق لتحديد مصدر الطائرة المسيّرة والجهة المسؤولة عنها.
وقالت مصادر في قناة "يورونيوز" إن أكثر من عشرين رحلة تأثرت بشكل مباشر، بعضها أُلغي بالكامل وأخرى جرى تحويلها إلى مدن مجاورة.
درون يثير القلق الأوروبي
الحادث أعاد إلى الأذهان سلسلة من الوقائع المشابهة في مطارات أوروبية خلال الشهور الماضية، حيث تكررت عمليات التحليق العشوائي لطائرات صغيرة دون طيار قرب مناطق حساسة، ما دفع دول الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز أنظمة المراقبة الجوية.
وفي تصريح لصحيفة فايننشال تايمز، قالت وزارة النقل البلجيكية إنها تعمل على إنشاء نظام “خرائط آنية” لحركة الدرونز بهدف اكتشاف التهديدات المحتملة في الوقت الحقيقي.
الحرب الروسية الأوكرانية وتزايد الهواجس الأمنية
يأتي هذا الحادث في سياق أوروبي مضطرب أمنيًا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، التي كشفت عن الوجه العسكري المتطور للطائرات المسيّرة ودورها في الاستطلاع والهجمات الدقيقة.
ومع انتقال هذه التقنيات إلى المجال المدني، ازداد الخوف الأوروبي من تسرب الدرونز العسكرية أو استخدامها في أعمال تخريبية داخل أراضي الاتحاد، خصوصًا في المنشآت الحساسة كالمطارات ومحطات الطاقة.
ويرى مراقبون أن حادثة مطار بروكسل قد تدفع الاتحاد الأوروبي إلى تشديد القيود على امتلاك وتشغيل الطائرات المسيّرة، وربما إطلاق مبادرة موحدة لمراقبة الأجواء في الدول الأعضاء.
رسائل الأزمة
حتى مساء الثلاثاء، ظل مطار بروكسل مغلقًا أمام حركة الطيران، فيما طُلب من المسافرين متابعة تعليمات شركاتهم الجوية.
ويقول محللون إن “حادثًا صغيرًا بدرون واحد” أظهر هشاشة البنية الجوية الأوروبية أمام التكنولوجيا منخفضة التكلفة، مؤكدين أن “المعركة المقبلة قد لا تُدار بالصواريخ، بل بإشارة لاسلكية صغيرة تحبس قارة كاملة في المطار”.














0 تعليق