قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن السوريين لم يعد لديهم سبب للحصول على اللجوء في ألمانيا بعد انتهاء الحرب الأهلية في بلادهم، مشيراً إلى أن بلاده ستبدأ في تشجيعهم على العودة للمساهمة في إعادة إعمار وطنهم.
وخلال الحرب الأهلية السورية التي استمرت 14 عاماً، استقبلت ألمانيا عدداً من اللاجئين يفوق أي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي، لكن ميرتس ومسؤولين آخرين في حكومته الائتلافية يؤكدون أن الوضع تغيّر منذ سقوط نظام بشار الأسد قبل 11 شهراً.
إعادة أكثر من مليون سوري
وأوضح ميرتس مساء الثلاثاء أنه يتوقع أن يعود العديد من أكثر من مليون سوري يعيشون في ألمانيا طوعاً إلى بلادهم، قائلاً:"لم تعد هناك الآن أي أسباب قانونية للجوء في ألمانيا، وبالتالي يمكننا البدء في عمليات الإعادة إلى الوطن".
وأضاف أن من يرفض العودة "قد يواجه الترحيل في المستقبل القريب".
لكن تصريحاته بدت متناقضة مع موقف وزير خارجيته، يوهان فاديبول، الذي عبّر عقب زيارة إلى دمشق الأسبوع الماضي عن شكوكه في استعداد كثير من السوريين للعودة، نظراً لحجم الدمار وعدم الاستقرار المستمر، ما يجعل من "الحياة الكريمة أمراً صعباً".
وكان فاديبول قد تبنّى في السابق موقفاً أكثر تشدداً، متماشياً مع سياسة الحكومة التي تسعى لمواجهة صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) اليميني المتطرف والمعادي للمهاجرين.
وأثارت تصريحات فاديبول الأخيرة انتقادات من داخل حزبه الديمقراطي المسيحي (CDU)، حيث اتهمه بعض زملائه بأنه يثبط عزيمة أولئك الذين يمكن أن يساهموا في إعادة بناء سوريا.
ويرى مراقبون أن السياسيين الألمان يتجنبون التطرق لتأثير الترحيل المحتمل على ألمانيا نفسها، إذ نجح مئات الآلاف من السوريين في الاندماج، فتعلموا اللغة وانخرطوا في سوق العمل، في وقت تواجه فيه البلاد نقصاً حاداً في اليد العاملة بسبب الشيخوخة السكانية.
ويعمل أكثر من 7 آلاف طبيب سوري في القطاع الصحي الألماني، خصوصاً في المناطق الريفية التي تعاني من نقص في الخدمات الطبية.
ومن بين 1.3 مليون سوري يعيشون في ألمانيا، حصل نحو ربعهم على الجنسية الألمانية، بينما لا يزال أغلبهم يحمل تصاريح إقامة مؤقتة.
ورغم حديث ميرتس عن "العودة الطوعية"، لم يعد سوى نحو ألف سوري فقط إلى وطنهم بمساعدة الحكومة الفيدرالية خلال النصف الأول من هذا العام.
ويأتي الجدل حول مصير اللاجئين في ظل اقتراب خمس انتخابات محلية العام المقبل، حيث يخوض حزب ميرتس منافسة قوية مع حزب AfD الذي قد يتمكن من الفوز بقيادات الولايات لأول مرة، وزادت حساسية الموضوع بعد اعتقال شاب سوري يبلغ من العمر 22 عاماً في برلين مطلع الأسبوع بتهمة التخطيط لهجوم انتحاري، وهي حادثة أعادت إلى الواجهة مخاوف الرأي العام بشأن الأمن والهجرة.















0 تعليق