الملوك يرحبون بكم.. 20 ألف زائر فى أول أيام التشغيل الرسمى للمتحف المصرى الكبير

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

- الساحة الرئيسية تمتلئ بالمصريين والأجانب من الصباح الباكر

- الزوار يحرصون على التقاط صور تذكارية أمام المسلة المُعلّقة وتمثال رمسيس الثانى

- انبهار الأجانب بطريقة عرض القطع الأثرية وتقنيات الإضاءة المستخدمة داخل القاعات

انطلق التشغيل الرسمى للمتحف المصرى الكبير، أمس الثلاثاء، حيث فتح أبوابه أمام الآلاف من الزائرين الراغبين فى رؤية ما يحتويه من كنوز أثرية مصرية، سواء من المصريين أو العرب أو الأجانب، فى حدث انتظره العالم لأكثر من عقدين. وعلى مساحة نصف مليون متر مربع، تتجاور فيها عظمة الأهرامات مع بهاء التصميم المعمارى الحديث، وقف المتحف المصرى الكبير يستقبل ما يقرب من ٢٠ ألف زائر، فى اليوم الأول لتشغيله الرسمى، ليكتب فصلًا جديدًا من فصول قدرة المصريين على صون ماضيهم، وتقديمه بروح المستقبل، فى لحظة تختزل عبقرية المصرى القديم وذكاء المصرى المعاصر فى آنٍ واحد. ومنذ الصباح الباكر، امتلأت ساحة المتحف بالزائرين المصريين والأجانب، الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية أمام المسلة المُعلّقة وتمثال رمسيس الثانى المهيب، فى مشهد مفعم بالفخر والانبهار بأكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة، بما يضمه من ١٠٠ ألف قطعة أثرية فأكثر من مختلف العصور المصرية القديمة.

إطلاق خدمة «الدليل الصوتى» بـ3 لغات.. وإضافة 6 أخرى قبل نهاية العام الجارى

أعلن الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف المصرى الكبير، عن إطلاق خدمة «الدليل الصوتى» ضمن حزمة الخدمات الحديثة المقدمة للزوار، لتوفير تجربة معرفية تفاعلية داخل قاعات العرض.

وأوضح «غنيم» أن الخدمة تُقدم حاليًا بـ٣ لغات: «العربية» و«الإنجليزية» و«اليابانية»، على أن تُضاف لغات أخرى لاحقًا تشمل «الإيطالية» و«الألمانية» و«الإسبانية» و«الفرنسية» و«الكورية» و«الصينية» قبل نهاية عام ٢٠٢٥، بما يعكس الطابع الدولى للمتحف وطموحه لأن يكون مركزًا ثقافيًا عالميًا لا يقتصر على المصريين فقط.

وأضاف أن الدليل الصوتى يقدم رحلة متكاملة فى تفاصيل أبرز القطع الأثرية، مدعومة بالمعلومات التاريخية الدقيقة، ما يساعد على تعزيز فهم الزائرين للحضارة المصرية القديمة بأسلوب حديث يجمع بين السرد العلمى والمتعة البصرية.

وأشاد الزوار الذين خاضوا التجربة، فى أول أيام الزيارة، بسهولة استخدام الخدمة وجودة المحتوى الصوتى، مؤكدين أنها تجعل الزيارة أكثر تفاعلًا وثراءً، خاصة فى قاعات العرض الكبرى، مثل قاعة الملك توت عنخ آمون والدرج العظيم.

أما الدكتورة يمنى البحار، نائب وزير السياحة والآثار، التى حرصت على متابعة الأعمال داخل المتحف المصرى الكبير، بعد إتاحته للزوار بشكل رسمى، فقالت إن هناك زائرين يزورون المتحف للمرة الأولى، بينما هناك آخرون أجروا زيارات سابقة أثناء فترة التشغيل التجريبى، وعاودوا الزيارة الآن لمشاهدة قاعة الملك توت عنخ آمون بما تضمه من كنوز ومقتنيات ذهبية ساحرة.

وأضافت نائب وزير السياحة والآثار: «الجميع منبهر بطريقة عرض القطع الأثرية، وتقنيات الإضاءة المستخدمة داخل كل قاعات المتحف»، متوقعة أن تشهد السياحة الثقافية زيادة كبيرة خلال الفترة المقبلة، خاصة أن السؤال الرئيسى فى كل المحافل السياحية الدولية طوال السنوات الماضية كان: متى سيُفتتح المتحف المصرى الكبير؟ ما يعكس الشغف العالمى الكبير بزيارة المتحف.

وقال عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار فى المتحف المصرى الكبير: «السعادة التى لمسناها على وجوه الزائرين، سواء المصريين أو العرب أو الأجانب، عقب التشغيل الرسمى للمتحف، هوّنت سنوات التعب والمجهود على كل العاملين، الذين واصلوا العمل ليل نهار للوصول إلى هذا اليوم»، معتبرًا أن المتحف رفع الوعى الأثرى لدى المصريين، وكذلك اعتزازهم بالحضارة المصرية القديمة.

وأعلن «زيدان» عن عرض فيلم «أيقونة الإنسانية»، الذى يوثّق رحلة نقل قناع الملك توت عنخ آمون، والمجموعة الأخيرة من مقبرته مثل كرسى العرش والتابوت الذهبى وحارس الملك، من المتحف المصرى فى التحرير إلى مقرها الدائم داخل قاعة الملك فى المتحف المصرى الكبير.

وأضاف مدير الترميم ونقل الآثار فى المتحف المصرى الكبير: «الفيلم مشوّق للغاية، خاصة أن العاملين لم يكونوا على علم بموعد وصول القناع الذهبى الأشهر إلى المتحف المصرى الكبير، ونُقل فى موكب مهيب، وهذا ما سيُعرض فى الفيلم الجارى تجهيزه حاليًا لعرضه فى غضون شهرين، من إخراج تامر محسن».

مواطنون: السياح من كل دول العالم منبهرون بحضارتنا الخالدة.. وقطعنا مسافات طويلة من المحافظات لرؤية التحف

قال أحمد الشحات عنتر فرج، من محافظة البحيرة، إنه سعيد جدًا برؤية هذا المشروع الرائع، وبأن بلده يضم هذا الصرح العملاق الذى يحفظ تاريخ مصر، مؤكدًا: «أرى السياح منبهرين وأشعر بالفخر».

وأضاف «فرج»: «جئت من البحيرة لأرى هذه التماثيل الضخمة والقطع الأثرية الفريدة»، موضحًا: «عندما دخلت المتحف شعرت بإحساس جميل؛ أحسست بأننى وسط أجدادى الذين أبهروا العالم كله». وتابع: «أنا منبهر بتصميم المتحف وبالإضاءة والجداريات. وأتمنى أن يأتى السياح من كل مكان فى العالم ليشاهدوا معنا آثار هذه الحضارة العريقة».

وأشارت تقى عاطف، خريجة كلية الآثار وباحثة تعد رسالة ماجستير، إلى أن زيارتها للمتحف المصرى الكبير تحمل طابعًا خاصًا؛ إذ تجمع بين شغفها الأكاديمى وفخرها الوطنى. 

وقالت «تقى»: «قبل أن أشعر بالفخر لأن هذا مجال تخصصى، أشعر أولًا بالفخر لأننى مصرية. المتحف المصرى الكبير ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل صرح عالمى يروى قصة مصر القديمة بأحدث الوسائل والتقنيات».

وأضافت: «يعد هذا المتحف الأول من نوعه فى العالم المخصص بالكامل لحضارة واحدة، وهى المرحلة المصرية القديمة، وتغطى قاعاته وآثاره هذه الحقبة بدقة علمية وجمالية فائقة، كما يعتبر أكبر متحف فى العالم من حيث المساحة والتقنيات الحديثة، ويقع فى مكان استراتيجى».

وذكرت: «المتحف ليس مجرد تحفة أثرية، بل هو إنجاز حضارى متكامل، فهو يضم متحفًا مخصصًا للأطفال، فضلًا عن مطاعم ومناطق ترفيه للأطفال، وكل ركن فيه صُمم بحرفية عالية وبفكر عالمى، ليعيش الزائر تجربة ثقافية وإنسانية متكاملة».

ولفت كريم على، من كفرالدوار بمحافظة البحيرة، إلى أنه قطع مسافة طويلة ليكون حاضرًا فى أول أيام افتتاح المتحف المصرى الكبير، مضيفًا: «المتحف جميل جدًا.. لم أرَ جمالًا بهذا الشكل من قبل».

وأوضح: «شاهدت وفودًا من مختلف دول العالم جاءت لزيارة المتحف، فقلت لنفسى (لا يمكن أن يأتى الجميع وأقصّر أنا).. إنه حدث تاريخى بكل المقاييس، ليس مجرد افتتاح متحف، بل صفحة جديدة تُكتب فى تاريخ مصر الحديث».

وأضاف: «عندما دخلت القاعة وشاهدت الآثار والحضارة الفرعونية ماثلة أمامى، انتابنى شعور بالرهبة، فالمشهد يجعلك تقف مبهورًا وصامتًا أمام عظمة حضارة تمتد لآلاف السنين». وأعرب عن شعوره بالفخر لأن مصر أنجزت مشروعًا بهذا المستوى العالمى، يجعل كل شعوب الأرض تنظر إلى حضارتنا بإعجاب واحترام، فالمتحف المصرى الكبير ليس مجرد وجهة سياحية، بل رسالة حضارية من مصر إلى العالم أجمع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق